533
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والثلاثون
مملكة تدمر
الزباء
انتقل الملك بعد مقتل "أذينة" و "معن" إلى "وهبلت" و "هبلات" "وهب اللاث". ، وهو ابن "أذينة" من زوجه " الزّ باء" ويعرف في اليونانية ب "اتينودورس" Athenodrus" ". وكان لوهبلات اخوة هم: "حيران" "خيران" و " تيم الله" من أذينة "أذينة" وامه "الزباء". وكان قاصراً، لذلك تولت الوصاية-عليه وتأديبه بأدب الملوك حتى يبلغ سن الرشد، فعلّمته "اللاتينة" والفروسية، وهيأته ليكون ملكاً. كبراً كقياصرة الرومان أو أكاسرة الفرس وسعت هي لتهذيب الدولة وتوسيعها وبسط نفوذها على أماكن واسعة لم تكن خاضعة لتدمر، لذلك كان لا بد من حدوث احتكاك وتصادم بينها وبين الرومان.
وللاخباريين احاديث واقاصيص عن الزباء، واسمها عندهم "نائلة بنت عمرو ابن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العميلقي" "العملقي" من العماليق. و "الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع ين هوبر" على زعم، و "ليلى" في زعم آخر. وزعوا إن لها اختاً اسمها "زبيبة" بنت "الزباء" لها قصر حصين على الشاطئ الفرات الغربي، وكانت تشوعند اختها وتربع ببطن النجار، وتصير الى تدمر. كما كان لها جنود هم نظرهم بقايا من العماليق والعاربة الاولى، وتزيد وسليح ابن " حلوان بن عمران ابن الحاف ين قضاعة" ومن كان معهم من قبائل قضاعة. وذكر "ابن خلدون" إن ملك العرب بأرض الحيرة ومشارف الشام كان.لعمرو بن الظرب،و.كان جنود ألزباء من بقايا العمالقة من عاد الأولى ومن نهد وسليح ابني حلولن ومن كان معهم من قبائل قضاعة، وكانت تسكن على شاطىء الفرات وقد بنت هنالك قصراً، وتربع عند بطن المجاز، وتصيف بتدمر، أخذ قوله هذا من. تأريخ الطبري وتصرّ ف فيه بعض التصرف. أما الأصل، فخبر من اخبار الأخبارين، واما النقل فحكمه حكم الأصل بالطبع. وأما ان جنود "الزباء" من بقايا "العمالقة"، فهو أمر مقبول في نظر اصحابنا الأخباريين، و لم لا ? أن "الزباء" في رأيهم من بقايا العمالقة، اي من العرب الأولى فلم لا يكون جنودها اذن من اولئك لقوم ? وزعم بعض الأخباريين إن "الزياء" من ذرية "السميدع بن هوثر" من "بني قطورا" اهل مكة، وهي بنت " عمرو بن أذينة بن، الظرب بن حسان". ويبن " حسان" و "السميدع" آباء. وزعم آخرون أن "عمرو بن الظرب" كان على مشارف الشام والجزيرة، و كَان منزله بين " الخابور" و "قرقيساء"، فوقعت بينه " وبين "مالك بن فهم" حروب هلك "عمرو" في بعضها، فقامت بملكه من بعده ابنته "الزباء". وقد استمرت الحرب بين "مالك" و "الزباء" إلى إن الجأها إلى اطراف مملكتها. وكان " مالك" على ما يصفه الأخباريون رجلا قديراً يغير على ملوك الطوائف حتى غلبهم على كثير مما في ايديهم. وهو في نظرهم اول من ملك من "عرب الضاحية". وكان منزله مما يلي "الأنبار"، ثم ملك بعده أخوه "عمرو بن فهم". فلما هلك تولى من بعده "جذيمة الأبرش" الشهير في تأريخ الحيرة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق