523
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والثلاثون
مملكة تدمر
وقد بذل "هدريانوس" عناية كبيرة ب "تدمر"، حتى قيل فيه انه مؤسس المدينة الثاني. واعتنى عناية خاصة بحماية الطرق البرية التي تصلها بنهر " الفرات" الذي كان شرياناً مهماً من شرايين التجارة العالمية في ذلك العهد، فقد كان يقوم بالمهمة الني عهدت إلى "قناة السويس"، فيما بعد. ولأهمية هذا النهر الذي هو الممر المائي الذي يوصل تجارة ذلك المحيط الغالية الى الموانىء الواقعة عليه، سعى لتحسين صلاته بالفرس وبالمحافظة على الأمن في البادية، لتنمكن القوافل من المرور منها بأمن وسلام. وأوصل حامياته إلى شواطىء الفرات الغربية، بل يقال انه أنشأ أسطولاً فيه،وان التجار التدمريين أقاموا في مدينة "Vologasia" وأقاموا لهم معبداً هناك، ليتعبدوا فيه لإلهَهم الذي منحهم الخير والرفاه.
وقد منحت "تدمر" درجة مستعمرة رومانية عليا، فاكتسبت بذلك حق الامتلاك التام والاعفاء من الخراج، والحرية الكاملة في ادارة سياسة المدينة. ونالت الحقوق الايطا لية "Colonia Juris Italici" "Italici Juris" "Jus Italicum".
منحت هذه الدرجة في ايام "هدريانوس" على رأي أو في ايام "سبتيميوس سويروس" "Septimius Severrus" 0 " 93 1 - 1 1 2 م" على رأي آخر. وكانت تتمتع بهذه المنزلة في ايام "كراكلا" "Caracalla" "1 21 - 217 م" كذلك. ولكن منحها درجة " مستعمرة" لا يعني انها صارت مقاطعة رومانية مئة بالمئة، بل كانت في الواقع حكومة مستقلة ذات سلطة واستقلال في ادارة شؤونها خاضعة خضوعاً شكلياً لحكم الرومان.
وقد استفادت "تدمر" من سياسة "هدريانوس" المنطوية على الميل إلى السلم ومجانبة الحرب، ومن سياسة "انطونينوس بيوس" "Antoninus Pius" "138 - 1 6 1 م" الذي نشر ألوية السلم والطمأنينة، فوسعت تجارتها، وزادت في عدد قوافلها، وحصلت على ثروة طائلة. وتعدّ المدة المنصرمة بين سنة "130" و "270" بعد الميلاد من احسن أيام هذه المدينة. فالى هذه الأيآم ترجع معظم النصب والآثار العظيمة التي ما برحت تشاهد بقاياها في جملة ما يشاهد من أشلاء المدينة وجدثها المهشم بين الأتربة والصخور.
وقد كانت في تدمر حامية رومانية ايام "ماركوس أوريليوس" "مارقوس أوريليوس" "Marcus Aurelius" "1 16 - 180 م"، على طريقة من سبقه من الحكّام في وضع حامية رومانية في هذه المدينة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق