517
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والثلاثون
مملكة تدمر
وعلى كل حال، فإن الذي نستنبطه من قصة إضافة " تدمر" إلى المباني التي نسب بناوها إلى سليمان، هو أن هذه المدينة كانت قد اكتسبت شهرة فى أيام تدوين أسفار " أخبار الأيام" وأنها كانت مدينة عامرة شهيرة فيما بين السنة "300" و "200" قبل الميلاد.
ويجوز أن تكون الشهرة التي اكتسبتها مدينة "تدمر" "تذمر" في أيام كتبة أسفار "أخبار الأيام" هي التي حملتهم على إضافتها إلى أعمال " سليمان"، لأنها "بمباني سليمان" أليق وأنسب من موضع صغير هو "تامار"، فأضافوا هذه المدينة المشهورة إليه، لتدل على شهرته وعلى مدى بلوغ ملكه في أيامه. وقد أضيف إلى ملك سليمان على هذا النحو من الإضافات ما لا تصح إضافته إليه، وبولغ ملكه وحكمه في الأيام القديمة التي تلت أيامه، لأنه كان من أشهر ملوك "بني اسرائيل"، حتى صارت أخباره من قبيل الأساطير.
وذهب المؤرخ اليهودي " يوسفوس فلافيوس" هذا المذهب أيضاً،فنسب بناء "تدمر" إلى "سليمان". أخذ رأيه هذا من هذا الموضع من التوراة بالطبع، ومن الروايات التي وصلت إليه وكانت قد ظهرت قبله، للسبب المذكور.
. أما الروايات العربية، فهي لا تفيد علماً ولا تصلح أن تكون دليلاً، فهي روايات متأخرة دخلت إلى المسلمين من أهل الكتاب، أشاعها وروّ جها أمثال، " ابن الكلبي" بين الأخباريين، فأخذوها بغير تحقيق ولا تدقيق، وقد ذكر " ياقوت الحموي" إن قوماً" يزعمون انها مما بنته جنّ سليمان، وان أهل" تدمر" يزعمون إن ذلك البناء قبل سليمان بزمان.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق