إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

515 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الرابع والثلاثون مملكة النبط أهل الكهف والرقيم


515

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
       
الفصل الرابع والثلاثون

مملكة النبط

أهل الكهف والرقيم

ولا بد لي وقد انتهيت من الحديث عن النبط وعن " الكورة العربية" من الكلام عن أهل الكهف والرقيم، الذين ذْكروا في القرآن الكريم: )أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا(" 0إذ ذهب بعض علماء التفسير إلى أن الرقيم واد دون فلسطين فيه اللأضف، وهو قريب من "أيلة". كان اليهود قد أوحوا إلى المشركين من أهل مكة،أن يسألوا. الرسول عنهم، امتحاناً له. وكانوا يتداولون أخبارهم، ويروون قصصاً عنهم، كان شائعاً فاشياً اذ ذاك بين النصارى أيضاً، فجاء الجواب منهم في سورة " الكهف".

وهناك من زعم أن "الرقيم" على فرسخ من "عمّان"، أو قرية صغيرة بالقرب من البحر الميت، أو أنها " البتراء": وذلك بالإضافة إلى روايات أخرى ر جَعَت مكان " الكهف" إلى "أفسس" "أفسوس"، بالأناضول، أو إلى أماكن أخرى لا داعي إلى ذكرها في هذا المكان، لعدم وجود علاقة لها بهذا البحث. وقد بحث عنها المتخصصون، كما قامت بعثات آثارية بالبحث عن كهف " أهل الكهف" في الأماكن المذكورة، للتأكد عمّا جاء عنه في الموارد النصرانية والاسلامية، فإليها أحيل من يريد التبسط في الكلام عنه.

ولقد تبين الان إن الكتابات المدونة عند مدخل " الشق" في "البتراء"، لا صلة لها بأهل الكهف، وانما كتبت تخليداً لذكرى جماعة من اليونان البارزين جاءوا من "جرش" فوافاهم اجلهم ب "البتراء"، ماتوا قبل "أصحاب الكهف" بأمد. وقد شرح تلك الكتابات "ستاركي" "Starkey". وذهب الباحثون في "دائرة الآثار في المملكة الأردنية الهاشمية" إلى أن كهف "أهل الكهف"، هو "كهف الرجيب"، وهو على مقربة من قرية صغيرة تدعى "الرجيب"، وجدت بداخله مدافن يرجع عهدها إلى زمان !لقيصر "ثيودوسيوس الثاني" "TheodosiusII" "458 - 450 م"، الذي في زمانه كان بعث أهل الكهف. وذهبوا إلى إن اسم هذا الموضع في القديم هو " الرقيم"، تحوّ ل إلى "الرجيب" فيما بعد. وأيد هذا الرأي الأستاذ " هج نيلي" "Hugh Nilley" الذي زار الموضع ودرسه، وكتب مقالاً عنه.

وذهب من رأى إن كهف الرجيب هو "كهف أهل الكهف"، إلى أن دخول الفتية الكهف، كان في أيام الطاغية " تراجان" "1 9 - 17 1 م". المشهور، فاتح " الكورة العربية" ومؤسسها والآمر يانشاء الممر الحربي المعروف باسم " طريق تراجان" وباني مدينة "أيلة" الرومانية وصاحب الملعب الروماني. والآثار العديدة للمباني التي أقامها بعمان وبمدن أخرى من الأردن. وقد كان شديداً عاتياً قاسياً على النصارى، عدّ هم خونة مرقة خارجون على الدولة والقانون لذلك أصدر امره سنة "112 م" بقتل كل نصراني لا يخلص للقيصر والدولة، فخاف منه النصارى وتكتموا، و كان من جملة من تكتم وانزوى " أصحاب الكهف".

ووجدت البعثة الأميركية لمدرسة الأبحاث الشرقية بالتعاون مع دائرة الاثار الأردنية في موضع " أم الرجوم" الواقع على بعد "15" كيلومتراً شمال " عمان"، آثار بئر قديمة استدل من كتابة عثر عليها مدوّنة على جدرانها إنها تعود إلى ما قبل الميلاد. وأن الموضع المذكور هو حصن التي كانت تدافع عن مدينة "ربّة عمون"، عاصمة مملكة "عمون"، التي عاشت بين القرن الثالث عشر والقرن السادس عشر قبل الميلاد. و "ربة عمون"، هي "عمان" العاصمة الآن. وقد كتب بخط الكتابة بخط مشتق بخط مشتق من القسلم العربي الجنوبي، يظن البعض أنها من كتابات القرن السابع قبل الميلاد.

ويظهر من هذه الكتابة المهمة، أن أصحابها كانوا يكتبون بقلم قريب من القلم المسند، وقريب من القلم اللحياني والثمودي والصفوي، وأن لهجتهم كانت لهجة عربية، أي إن أصحابها من العرب. وقد كتبوها لمناسبة إقامة تلك البئر التي حفرها وهيأها " شمان" و "سمان" و "ساعدن" "سعد" "ساعد" وهما أصحاب هذه الكتابة والبئر.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق