إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

506 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الرابع والثلاثون مملكة النبط الحجر


506

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
       
الفصل الرابع والثلاثون

مملكة النبط

 الحجر


 أما "الحجر"، فمدينة من مدن النبط للقديمة المهمة تقع على شريان التجارة في العالم القديم، وهي "EGRA"="HEGRA" التي أشار اليها "سترابو" في أثناء حديثه عن حملة "اوليوس غالوس" و "HAEGRA"="HEGRA" التي ذكرها "بلينيوس" على أنها مقر القبيلة المسماة " ليانيته" "LAENITAE". وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها "مدائن صالح"، وذهب بعض آخر إلى أن "مدائن صالح"، هي "العلا" لا "الحجر". وفرق بعض آ خر بين موضع مدائن صالح و "العلا". وقد ذكر "بطلميوس" المدينة ايضاً، وذكرها المؤ رخ "اصطيفانوس البيزنطي" كذلك. وقدكانت من مواضع النبط المهمة، وقد عثرعلى خمس كتابات في مدائن صالح" خرج بعض الباحثين من دراستها الى أن "الحجر" هي من الأمان التي انشأها "المعينيون". وقد كان اسمها القديم "حجرا" "هجرا" او "حجرو" "هجرو"، و"ال- حجر" في الكتابات..

و "حجرو" و "ال - حجرو" هي "الحجر" في العربية. وقد ذكر هذا الموضوع في المؤلفات الغربية. وذكر "ابن حبيب" أن قوم ثمود نزلوا "الحجر". وذكرعلماء اللغة أن"الحجر" ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى"، وهم قوم صالح النبي،وقد جاء ذكرالموضع في القرآن: "وقد كذب أصحاب الحجر المرسلين"، كما جاء ذكره في كتب الحديث. وقد تضاءل شأنها في الإسلام، حتى صارت قرية صغيرة في القرن العاشر للميلاد، ثم تركها أهلها، وتقع خرائبها اليوم بين "جبل اثلت" و "قصر البنت" وخط سكة حديد الحجاز، حيث تشاهد آثار حصن قديم وبعض بقايا أبراج وآثار سور، كما عثر على بقايا تيجان أعمدة قديمة وعلى مزولة شمسية، وعلى نقود يرجع عهدها إلى "الحارث الرابع". ويظهر من أسس بعض الدور أنها بنيت بالحجارة. أما الجدران، فقد بني أكثرها باللبن. وتقع خرائب "العلا" إلى الجنوب من "الحجر".

وقد عثر الباحثون على قبور من بقايا قبور الحجر القديمة، نقشت مداخلها وجدرانها بنقوش تدل على حذق ومهارة، ولا سيما المقبرة التي هي من القرن الأول للميلاد، ومن عهد الملك "الحارث الرابع". وقد تألفت من غرف نحتت في الصخور، ولبعضها دروب وطرق توصل بعضها ببعض.. وهي قبور لأسر، ومن هذه المقابر الموضع المعروف ب "قصر البنت"، وقد نحت في داخل تل، ويعد من أغنى تلك المقابر من الناحية الفنية، وله مدخل خارجي، ارتفاعه عشرون متراً. وقد زين بالزخارف والنقوش.

ويعدّ الموضع المعروف ب "ديوان" من الآثار القيمة الباقية من "الحجر". وقد عمل في "جبل اثلب". وهو معبد يذكرنا بمعابد "بطرا". وهو على قاعة ذات زوايا مربعة، عرضها عشرة أمتار، وعمقها اثنا عشر متراً،وارتفاعها ثمانية أمتار، ولها مدخل عرضه ثمانية أمتار و "35" سنتمتراً،وارتفاعه سبعة أمتار وزهاء خمسة سنتيمترات، على كل جانب منه عمود من حجر، جعلت زواياه مربعة أما الباب، فقد تلف. ويوصل إلى هذا المدخل مدرج. وهناك معبد آخر صغير يقع على مسافة "150" متراً إلى الجنوب من "جبل اثلب".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق