889
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الثامن و الأربعون
تغلب
ومن ولد مُنبه بن بكر بن هوازن بن منصور، قَسيّ و هو ثقيف. وولد قسي جشماً و عوفاً ودارساً. وقد دخل ولده في الأزد. ومن بني عوف بن ثقيف، الحجاج بن يوسف الثقفي. ومن بني غِيرة بن عوف بن ثقيف، الشاعر أمية بن أبي الصلت. والأخنس بن شريق، والحارث بن كلدة و أبو عبيد بن مسعود، والد المختار. ومن بطون ثقيف الأخرى بنو عُقدة بن غيرة، وبنو مُعتب، وبنو حبيب، وبنو اليسار بن مالك بن حطيط. ومن بني مُعتب، غيلان بن مسلمة بن معتب، وكانت له وفادة على كسرى.
ولثقيف حروب يظهر إنها كانت في الغالب دفاعاً عن النفس، إذ نجد ثقيفاً تهاجم فيها في الطائف، فتضطر عندئذ إلى الدفاع عنها. وقد كان من أصنامها اللآت، وله بيت بالطائف على صخرة يضاهون به الكعبة بمكة. وكانوا يهدون إليه الثياب لستره به، ويطوفون حوله. وسدنته من آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف.
وولد سليم بن منصور، بُهثة "بُهتة". ومن ولد بهثة الحارث، وثعلبة، وامرؤ القيس، وعوف، ومعاوية. ومن بطون امرئ القيس، بنو عصية. ومن بني عصية، مالك ذو التاج، وكرز، وعمرو، وهند، وبنو خالد بن صخر بن الشريدة وقد توجت بنو سليم مالكاً ملكاً عليها، وقتل مالكاً وكرزاً عبد الله بن جذل الطعان الكناني. وقد اشتهرت بلاد بني سليم بالمْعدنِ الذي فيها، ولذلك قيل لها معدن بني سليم. ومن بني الحارث بن بهثة بنو ذكوان. ومن بني عبس بن رفاعة بن الحارث، للعباس بن مرداس، وهم من القبائل التي لعنها الرسول، لقتلها أهل بئر معونة. وقد لعن الرسول بني عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة كذلك للسبب نفسه. ومن بني ثعلبة بن بهثة بن سليم حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص، وكان بمكة في الجاهلية محتسباً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وتعد قبيلة بني سليم من القبائل المهمة الساكنة في الحجاز في ارض اشتهرت بمعادنها و بخصبها، وبها حِرارد منها: حرة بني سليم، وحرة ليلى، و بها مياه استفادت منها القبيلة في الزرع. و تجاورها من القبائل. غطفان و هوازن وهلال. وكانوا على صلات حسنة باليهود، كما كانوا على صلات وثيقة بقريش. وقد تحالف معهم أشراف مكة و كبارها لما لهم من علاقات اقتصادية بهذه القبيلة.
ويروى إن النعمان بن المنذر كان قد نقم على بني سُليم لأمر أحدثوه، فأرسل عليهم جيشاً، ولكنه لم يتمكن منهم، وهزم الجيش. و لبني سليم ككل القبائل الأخرى أيام. منها: يوم ذات الرَّمرمْ وهو لبني مازن على بني سُليم، ويوم تثليت وهو بين مراد وبني سُليم.
وكان لهم صنم يقال له "ضمار" كان عند مرداس والد العباس بن مرداس. فلما توفي مرداس، وضعه العباس في بيت يتعبد له. فلما ظهر الإسلام، أسلم، وأحرق ذلك الصنم.
وولد معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور أولاداً، هم: نصر، وجشم، وصعصعة، وعوف. ويسمون بنيه الوقَعَة. و قد دخلوا في بني عمرو بن كلاب بن الحارث. ومن بني نصر معاوية ربيعة بن عمان، وهو أول عربي قتل عجمياً في يوم القادسية. ومن بني جشم بن معاوية، دُريد بن الصمة من الفرسان المعروفين. ولهم حروب مع أسد و غطفان وعبس، وكانت موطنهم بالسروات.
أما ولد صعصة بن معاوية، فهم: عامر، ومرّة ويعرف أبناؤه ببني سلول نسبوا إلى أمهم، وغالب و أمه تماضر، وقد نسب ولده إلى أمهم. وربيعة وأمة عويصرة، و إليها نسب. وعبد الله، والحارث: وأمهما عادية، واليها نسبا، وكبير، وعمرو، وزبير وأمهم وائلة، و إليها نسبوا. وقيس، وعوف، ومساور، وسيار، و مشجور أمهم عدبة، فنسبوا إليها. ويلاحظ إن النسابين قد جعلوا لصصعة عدة نساء، ونسبوا إلى هؤلاء النسوة أولادهن، فعلوا ذلك للتمييز بين هؤلاء الأولاد ولا شك.
وذهب بعض المستشرقين إلى احتمال كون بني عامر هم: "Hamirei"، "Hamirou"، "Hamirinoi" المذكورين في تأريخ "بلينيوس". و تقع منازلهم بين منازل قبائل هوازن وسلم وثقيف، ولهم مع القبائل الأخرى مثل بني حنيفة وعبس وذبيان وفزارة وتميم و بني نهد وسعد الرباب حروب -عديدة-، ترد أخبارها في الأيام.
ومن نسل عامر بن صعصة.: ربيعة، وهلال، ونمير، و سواءة. ومن بني ربيعة بن عامر بن صعصعة كلاب، وعامر، وكليب. ومن بني عامر ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، معاوية ذو السهمين، لأنه كان يأخذ سهمه من غزوات بني عامر، أقام أو غزا. وبنو عمرو بن عامر المعروف ب "فارس الضحياء". ومن بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وهم خالد الأصبغ وربيعة الأحوص، ومالك الطيّان، أمهم بنت رياح بن الأشل الغنوي، وعتبة، وعوف، أمهما فاطمة بنت عبد مناف بن قصيّ بن كلاب. فولد الأحوص عوفاً، وعمراً، و شريحاً، قاتل لقيط بن زرارة يوم جبلة، وقد سادوا جميعاً. ومن عوف بن الأخوص علقمة بن علاثة الذي نافر عامر ابن الطفيل.
ومن نسل خالد بن جعفر بن كلاب أرْبَدْ بن قيس بن جزء بن خالد، وهو الذي أراد مع عامر بن الطفيل قتل رسول الله. ومن نسل مالك بن جعفر ابن كلاب، عامر، وهو أبو براء ربيعة ملاعب الأسنة، والطفيل، وهو والد عامر بن الطفيل، ولبيد الشاعر. ومن نسل عتبة بن جعفر بن كلاب عروة الرحّال بن عتبة بن جعفر الذي أجار لطيمة الحيرة، فقتله البرّاض الكناني، و من أجله كانت حرب الفجار. وابنته كبشة هي أم عامر بن الطفيل، ولدته يوم جبلة.
ومن نسل عمرو بن كلاب الصعق، وهو عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو ابن كلاب. وكان سيداً لم يطعم بعكاظ، ومن ولده الشاعر يزيد بن عمرو الصعق. ومن بني الباب بن كلاب بن ربيعة شَمِرْ بن ذي الجوشن قاتل الحسن بن علي. ومن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة جَعدَة، والحرَيش، وعُقيل، وقشير، وعبد الله، وحبيب. ومن ولد عبد الله نهم والعجلاَن، وهم قبيلة. ومن جعدة الشاعر النابغة الجعدي. ومن بني قُشير مالك ذو الرقيبة بن سلمة الخير الذي أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة. ومن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، المننفق بن عامر بن عقيل، وهم بطن وربيعة بن عامر، ومنهم الحارث الأبرص قاتل زيد بن عمرو بن عدس يوم جبلة، وبنو خفاجة بن عمرو بن عقيل.
وتقع منازل الضباب في أرض كلاب، ومن بطونهم ضبّ و ضبيب و حسل وحسيل، وقد وقعت بينهم وبين جعفر بن كلاب يوم عرف بيوم حرابيب، ويوم آخر عرف بيوم هراميت.
و أما منازل جعدة، فهب في الفلج من اليمامة. و أما الحريش، فكانت منازلهم باليمامة، واشتركت في يوم الرحرحان. وكانت مساكن عقيل بالبحرين، وهاجروا إلى العراق، وكاِن لهم أثر ملحوظ في تأريخ العراق في الإسلام.
والفرع الثاني من فروع مضر، هو من نسل الياس، ويتكون هذا الفرع من ثلاث كتل: طابخة، وقمعة، ومدركة. ولكلّ كتلة من هذه الكتل قبائل وبطون.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق