887
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الثامن و الأربعون
تغلب
ومن نسل عبس قطيعة، ووردة، والحارث، وورقة. ومن نسل قطيعة زهير بن جذيمة سيد بني عبس، وجميع غطفان، وقيس بن زهير بن جذيمة صاحب حرب داحس والغبراء، والربيع بن زياد وزير النعمان، والحارث بن زهير، قتله كليب يوم عراعر، وشأس بن زهير قتله فزَارة، ومن عبس عنترة بن شدّاد البطل الجاهلي الشهير.
وهناك جملة قبائل وبطون عرفت بعبس، ففي أسد وحذيفة وهوازن وعمرو ابن قيس عيلان وعكّ بطون عرفت بعبس، وهي تسمية معروفة وردت في الكتابات الصفوية والتدمرية والنبطية، فهي من الأسماء القديمة المعروفة عند العرب الشماليين.
وتعد عبس جمرة من جمرات العرب، وجمرات العرب هي: ضبةّ بن أد، وعبس بن بغيض، والحارث بن كعب، ويربوع بن حنظلة، وبنو نمير بن عامر أو أقل من ذلك على حسب تعدد الروايات. ويقصدون بالجمرة القبيلة التي لا تنضم إلى أحد، ولا تحالف غيرها، وتصبر في قتال من يقاتلها من إلقبائل، أو القبيلة التي يكون فيها ثلاث مئة فارس أو ألف فارس. وهو تعريف لا يمكن إن ينطبق على قبيلةٍ ما من القبائل، حتى على هذه القبائل التي قالوا عنها إنها الجمرات، فلا بد في القتال بين القبائل من حلف، ومن طلب مساعدة القبائل الأخرى. ولذلك نجد الأخباريين يذكرون إن بعض هذه القبائل طفئت لأنها حالفت القبيلة الفلانية. فذكروا إن ضبة طفئت لأنها حالفت الرباب، وان الحارث طفئت لأنها حالفت مذحجاً، وان عبساً طفئت أيضاً لانتقالها إلى بني عامر بن صعصعة يوم جبلة. وهكذا إذا استقيصت كلام. الإخباريين الوارد في مناسبات أخرى عن هذه القبائل، تجد انه يصادم ما قالوه من عدم تحالف القبائل المذكورة وانضمامها إلى القبائل الأخرى. وظنّي إن شهرة عبس في الشجاعة خاصة من دون القبائل الأخرى إنما وردت إليها من هذا القصص المروي عن عنترة ابن شداد.
ومن ولد ذبيان فزارة وسعد، وفي روايات أخرى إن والد سعد هو ثعلبة ابن ذبيان. وولد سعد عوفاً، وهو والد مُرّة وثعلبة، ومن بني مرّة بن عوف خزيمة، وغطفان، وسنان. ومن بني سنان هَرِم بنُ سنان، وبنو يربوع بن غيط بن مرة بن عوف، ومنهم النابغة الذبياني، و الحارث بن ظالم ابن جذيمة بن يربوع بن غيظ من الفتاك، ومن بني مرة بنو سهم بن مرة، ومن بني ثعلبة بن سعد، بنو بجالة بن ثعلبة بن سعد، وبنو عجب بن ثعلبة بن سعد، وبنو رزام بن ثعلبة بن سعد.
وقد وقعت بين بني عبس وذبيان حروب عديدة، سأتحدث عنها في الأيام، والظاهر انه كانت بين القبيلتين منافسة شديدة.
أما فزارة، فولد عديّاً، وظالماً، ومازناً، وشمخاً "سمخا" "شمجا بم،ومرّة. ومن بني عديّ: بغيض بن مالك بن سعد الذي اجتمعت عليه قيس في الجاهلية، وبنو بدر بن عمرو بان حويّة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، وهم بيت فزارة وعددهم، وبنوه حذيفة الذي يقال له ربّ معد، وحمل، المقتولان يوم الهبأة، ومالك، وعوف، المقتولان في حرب داحس والغراء، والحارث، وربيعة، وقد سادوا كلهم. ومن بني ظالم، نعامة التي يتمثل به في إدراك الثأر، وكان فيه هوج، ورويت له أمثال كثيرة. ومن بني شمخ، ظويلم المعروف بمانع الحريم، "سُمي بذلك لأنه خرج في الجاهلية يريد الحج، فنزل على المغيرة بن عبد الله المختومي، فأراد إن يأخذ منه ما كانت قريش تأخذ ممن نزل عليها في الجاهلية، ولذلك سُمّي الحريم. وكانوا يأخذون بعض ثيابه أو بعض بدنته التي ينحر، فامتنع عليه ظويلم، وقال: يا ربّ، هل عندك من غفيره إن منى مانعه الـمـغـيره
ومانع بعد مـنـى ثـبـيره ومانعـي ربـي أنْ أزوره
وظويلم الذي منع عمرو بن صرمة الإتاوة التي كان يأخذها من غطفان".
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق