886
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الثامن و الأربعون
تغلب
ومن ولد عكّ علقمة، ومن ولد علقمة الشاهد، ومن ولد الشاهد غافق، من نسل هؤلاء تفرعت سائر عكّ. ونجد بعض ع النسابين يغفلون علقمة، ويجعلون الشاهد ولداً من أولاد عدنان، ومنهم من جعل لعك ولدين، هما: الشاهد، وعبد الله، وجعل للشاهد ولدين كذلك، هما غافق، وساعبة، ولعبد الله بطنين كذلك، هما: عبس و بولان. ومن بطون غافق، القيانة، والمقاصرة، ودهنة. ومن بطون ساعدة: لام، وصخر، ودعج، ونعج، وزحل، وقين، وقاضية، وعلاقة، و هامل، ووالبة، وقحر. ومن بطون عبس: زهير، ومالك، وطريف، وزيد، والعسالق، والحجببية، وغنم، وتاج، ومنسك، ومن بطون بولان: الهليلي، والحربي. ويلاحظ إن معظم قبائل عكّ وبطونها، هي في اليمن، بينما هي قبائل عدنانية على رأي أكثرية النساّبين. وقد علل يعض النسابين ذلك بقوله: "وإنما كثرت قبائل عَكّ بن عدنان باليمن، لأن عكّاً تزوّج بنت أشعر، فأولد فيهم، فكانت الدار واحدة لذلك السبب".
وسمى النسابون ابن مضر عيلاناً كذلك، وقال بعضهم "إن عيلاناً لم يكن بأب لقيس ولا ابنٍ لمضر، و إنما هو قيس بن مضر. و عيلان اسم فرس لقيس مشهور في خيل العرب مفضل، وكان قيس بن مضر يسابق عليه. وكان رجل من بجيلة يقال له قيس كبة الفرس له مشهورة أيضاً، وكانا متجاورين في دار واحدة قبل إن تلحق بجيلة بأرض اليمن. وهذا على مذهب من جعل بجيلة ابناً لأنمار بن نزار. وكان فرساهما مشهورين مذكورين، فكان الرجل إذا سأل عن قيس، أو ذكر قيساً، قيل له: أقيس عيلان تريد، أم قيس كبّة? فصار قيس لا يعرف إلا بقيس عيلان، وهو قيس بن مضر بن نزار..وقد قيل إن قيساً سُمي عيلان بغلام كان له، وقيلُ سميّ عيلان بكلب كان له يقال له عيلان" إلى غير ذلك من تفاسير وتعليلات تشير إلى اضطراب النسابين والإخباريين في الناس وفي قيس عيلان.
وقد عرف المنتسبون إلى قيس عيلان ب "قيس" و "بقيس عيلان" و ب "عيلان" و ب "القيسيين" و ب "القيسية" كذلك، وهي من الكتل القبائلية الضخمة. ومع ذلك لا نعرف من تأريخها قبل القرن السادس للميلاد شيئاً يذكر. ولم يرد اسمها في كتب "الكلاسيكيين،". وقد ذكر لها الأخباريون أياماً عديدة، تشمل حروباً وقعت بين القبائل القيسية نفسها، وحروباً وقعت بين قيس وقبائل أخرى من غير قيس. وقد خضعت قبائل قيس مثل أكثر القبائل العدنانية الأخرى لحكم مملكة كندة القصير.
وقد ولد الناس أو عيلان قيسا ودهمان. وقد جعل بعض النسابين. قيساً ابناً لمضر، وقالوا: انه عيلان، و إن عيلان عبد حضنه، فنسب قيس إليه. وقد ولد قيس عدة أولاد، هم: خصفة، وسعد، وعمرو. ومن ولد عمرو فهم، والحارث وهو عدوان، وأمهما جديلة بنت مرّ بن أد، فنسبوا إليها. وقيل: هي جديلة بنت مدركة بن الياس.
وكان لفهم عدة أولاد، منهم: قَيْن، وسد، وعامر، وعائد، ومن بني سعد تأبط شراً الشاعر. وكانت الطائف من مواطن فهم، وعدوان، ثم غلبتهم عليها ثقيف، فخرجوا إلى تهامة ونجد. ومن بني طرود، وهم بطن من فهم، كان بأرض نجد، الأعشى.
أما أبناء عدوان بن عمرو، فهم زيد، ويشكر، ودَوْس. ويقال انهم دَوْس التي في الأزد، وكانت ديارهم بالطائف، ثم تركوها بعد نزول ثقيف فيها وارتحلوا، إلى تهامة. ومن ولد زيد بن عدوان، أبو سياّرة الذي كان يدفع بالناس في المواسم. ومن بني يشكر بن عدران، عامر بن الظرب بن عمرو بن عَيّاذ بن يشكر بن عدوان، وقد عرف عامر بن الظرب هذا ب "حاكم العرب" في الجاهلية. وهو شقيق سعد، وعمر، وصعصعة، وثعلبة. ومن بني ثعلبة بن الظرب، ذو الأصبع العدواني من الشعراء المعروفين. ومن بطون عدوان الأخرى، بنو خارجة، وبنو وابش، وبنو رهم بن ناج.
ومن نسل سعد بن قيس عيلان، غطفان ومنبه وهو أعصر. أما غطفان، فقبيلة كبيرة معروفة، وهناك قبيلة أخرى تسمى ب "غطفان" كذلك، وهي يمانية، تنسب إلى غطفان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام أما هذه، فعدنانية في عرف النسّابين، وتقع منازل هذه القبيلة شرقي خبير وحدود الحجاز إلى جبلَيْ طيء.
وقد وقعت بين غطفان وبني عامر بن صعصعة عدة أيام، منها: يوم الرقم، ويوم القرنتين، ويوم طوالة، ويوم قرن. وقد كانوا مع الأحزاب في محاربة الرسول. وكانوا يعبدون العُزّى. شجرة بنخلة عندها وثن تعبدها غطفان، سدنتها من بني صرمة. بن مرّة، وكانت قريش تنظمها، وكانت غنى و باهلة تعبدها معهم. هدمها خالد بن الوليد، وهدم البيت وكسر الوثن. وكانوا يطوفون حول البيت، بيت بساء تشبهاً بطواف القبائل الأخرى حول الكعبة بمكة، و لهم صنم آخر موضعه في مشارف الشام يسمى الأقيصر.
ومن رؤساء غطفان الذين سادوا فيها، زهير بن جذبمة العبسي، وقد قاد غطفان كلها، وعمرو بن جؤيّة بن لوذان الفزاري، وقد قاد غطفان كلها إلى يوم الخنان إلى بكر بن وائل، وبدر بن عمرو، وقد قاد غطفان لبني أسد، وعيينة بن حصن بن حذيفة، قاد غطفان إلى بني تغلب يوم الساجسي.
ويبدأ تأريخ غطفان باستقلال قبائل معدّ، وخروجها من حكم اليمن على ما يرويه الاخباريون. وكان رئيس قبائل غطفان في هذا العهد زهير بن جذيمة العبسي سيد عبس، وعبس من غطفان. وقد تلقب بلقب ملك وجبى. الإتاوة من هوازن، ثم قتله خالد بن جعفر بن كلاب، فترأس عبس ابنه قيس، وترأس ذبيان - وهي من قبائل غطفان كذلك - حذيفة بن الفزاري. وتمكن الحارث بن ظالم أحد الفُتّاك في الجاهلية من قتل خالد بن جعفر، وهو في جوار ملك الحيرة، وقد أدت هذه الحوادث إلى تشتيت قبائل غطفان، والى نشوب حروب بينها خاصة بين عبس وذبيان.
وقد كانت قبائل غطفان في جملة القبائل التي قاومت الإسلام، واشتركت مع القبائل الأخرى في محاربة الرسول ومهاجمة المدينة، ثم أسلمت في السنة الثامنة للهجرة. وبعد وفاة الرسول عادت أكثرية غطفان، فارتدت عن الإسلام، وهاجمت المدينة. ولكن أبا بكر تمكن من صدّها، ثم عادت كما عاد غيرها إن حظيرة الإسلام.
وولد غطفان ثلاثة أولاد، هم: ريث، وبغيض وأشجع على رواية، وولد ريثاً وعبد العُّزّى على رواية أخرى. وقد بدل رسول الله اسم عبد العُزّى فجعله عبد الله، فعرف نسله بالاسم الجديد. وقد ولد ريث من الولد أهون، ومازناً و أشجع وبغيضاً، وذلك على رواية من جعل لغطفان ولدين، هما: ريث وعبد العُزّى.
ومن بطون اشْجَعْ بكر وسبع، ومن سبيع حلاوة "خلاوة"، وهفّان وفتيان، وقنفذ، وذبيان.
وتقع مواطن أشجع في الحجاز بضواحي يثرب، وكانوا حلفاء للخزرج من الأزد. وقد ساعدوهم في يوم بعاث. وقد كان بين هم وبين سُليَم بن منصور يوم كان في موضع الجر.
ومن ولد بغيض: عبس، و ذُبيان ويضاف إليهما أنمار في بعض الروايات.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق