878
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الثامن و الأربعون
القبائل العدنانية
ويظهر من أقوال الأخباريين وجود عدة بيوت كانت على هيأة كعبات في جزيرة العرب لعبادة الأصنام، تحج القبائل إليها وتطوف حولها، سأتحدث عنها في الجزء الخاص بالحياة الدينية عند العرب قبل الإسلام، ومنها بيت كان ب "أحد" على رواية، أو على مقربة من شداد "سنداد" على رواية ابن دريد، أو على شاطئ الفرات على رواية تنسب إلى ابن الكلبي عرف ب "السعيدة" كانت ربيعة تحجه في الجاهلية، وأظنهم يقصدون هذا البيت بيت سنداد.
أما مضر، فولد الياس والناس، ويعرف،أيضاً. بعيَلان، وأمهما الحنفاء ابنة إياد بن معدّ، وسماها ابن حزم "أسمى بنت سود بن أسلم بن الحارث. ابن قضاعة"، فهي قضاعية على هذا الرأي. وجعل بعض النسابين أم الياس امرأة دعوها الرباب بنت إياد المعدية، فهي إذن على هذه النسبة من معد.
ومضر هو شعب في نطر أهل الأنساب، والشعب في عرفهم أعظم من القبيلة، فهو أكبر وحدة اجتماعية سياسية في اصطلاح النسابين. وهو من أعظم شعوب مجموعة عدنان، ولم يعثر على هذا الاسم في الكتابات الجاهلية، ولا في مؤلفات الكلاسيكيين. أما اسم معدّ، فقد أشير إليه كما ذكرت سابقاً في بعض مؤلفات الكلاسيكيين. وأما اسم نزار فقد ورد في نص النمارة الذي يرجع عهده إلى سنة 328 للميلاد. وقد عرف مضر ب "مضر الحمراء" عند النسابين، ويقولون انه عرف بذلك "لأن أباه أوصى له من ماله بالذهب". ويظهر إنها كانت قبيلة عظيمة عند ظهور الإسلام، ثم اندمجت في غيرها من قبائل هذه المجموعة: مجموعة عدنان. حتى تغلبت على مضر تسمية قيس، أي تسمية أبناء قيس عيلان "قيس بن عيلان" "قيس عيلان" في الإسلام، فصارت "قيس" تؤدي معنى العدنانية، واستعملت في مقابل عرب اليمن قاطبة، فيقال: قيس ويمن.
. وولد لألياس مدركة واسمه عامر، وعمرو وهو طابخة، وقمعة واسمه عمير، وأمهم خندف، و أما ليلى بنت حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وقد نسبوا إلى أمهم فقيل لهم خندف. وقد حصر بعض النسابين نسل خندف في مدركة وطابخة، ولذلك حصروا قبائل مضر في أصلين خندف وقيس عيلان.
أما مدركة، فولد له خزيمة ؛ وهذيل. وأمهما سلمى بنت أسد بن ربيعة ابن نزار، و نسب بعضهم له ولداً آخر هو غالب. وولد خزيمة كنانة، وأمه عوانة بنت قيس بن عيلان، وأسداً، وأسدة، و الههون، وأمهم برّة بنت مرّ بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن مضر بن نزار،وهي أخت تميم ابن مرّ و هذيل قبيلة متسعة، لها بطون كثيرة.
وليس النسابون على اتفاق بين هم في تعيين، أولاد أسدة، فجعلهم بعضهم جذاماً ولحماً وعاملة، ونسب هؤلاء في اليمن كما أشرت إلى ذلك في أنساب قبائل قحطان على رأي أكثر النسابين.
وأما نسل الهون فهم: عضل، و ديش، ويعرفون بالقارة، وهم بنو بيشع بن مليح بن الهون. على حدِّ قول بعض النسابين وبطنان من خزاعة هما الحيا والمصطلق، حلفاء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة. ويعرفون على حد قولهم بالأحابيش: أحابيش. قريش. لأن قريشاً حالفت بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة على بكر بن عبد مناة، فهم حلفاء قريش.
و أولاد كنانة، هم: النضر، وهو أكبر أولاده وبه يكنى، ومالك "مالكا"، وملكان، ومليك وغزوان، وعمرو، وعامر، وأمهم برّة بنت مرّ أخت تميم بن مرّ، وهي نفسها زوج خزيمة والد كنانة، تزوجها كنانة بعد وفاة أبيه. وكانت العادة في الجاهلية إن يتزوج الولد البكر زوجة أبيه بعد وفاته إذا لم تكن أمه، وان يرث خيار ماله، وهو زواج منعه الإسلام. ويعرف هذا الزواج بزواج المقتْ.
وكانت لكنانة زوج أخرى، هي هالة بنت سويد بن الغطريف، و يقصدون بالغطريف حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن النبت، وقد ولدت له حُدال وسعداً وعوفاً ومجربة. وقد ترك هؤلاء الأولاد فرية، فكان من نسل حدّان جماعة أقامت بعدن أبين، وكان من نسل مجربة بنو ساعدة.
أما زوج كنانة الثالثة، فكانت الذفراء: واسمها فكيهة. وهي بنت هنى ابن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقد ولدت له: عبد مناة.
وولد النضر، وهو قريش على بعض الآراء مالكاً على رأي أكثر النسابين، و أضاف بعضهم إليه ولدين آخرين، هما: يخلد الصلت، وأمهم عكرشة بنت عدوان بن عمرو بن قيس ابن عيلان. ومن يخلد قريش بن بدر بن يخلد بن النضر، وكان دليل قريش في التجارة في الجاهلية، وبه سميت قريش على رأي بعض النسابين، وباسم بدر والده دعي بدر، والى الصلت بن النضرة ينسب بنو مليح "ملح"، على رأي، بينما يعدّون من خزاعة في رأي آخر.
أما ولد مالك، فهو فهر، وهو قريش، وأمه جندلة بنت الحارث بن جندل ببن عامر بن سعد بن الحارث بن عضاض بن جرهم، فهي جرهمية على هذا النسب. وبه سميت قريش قريشاً على رأي أكثرية أهل الأخبار. ولهذا يقال لهم بنو فهر. و للإخباريين روايات عديدة في معنى قريش.
وولد فهر غالباً والحارث ومحارباً وجندلة، وأمهم ليلى بنت الحارث بن تميم ابن سعد بن هذيل بن مدركة، وولد غالب بن فهر لؤياً وتميماً وهو الأدرم، وأمهما عاتكة بنت يخلد بن النضرة بن كنانة، وقيس بن غالب وقد انقرض نسله.
ومن ولد لؤي كعب وعامر، وهما البطاح، وسامة ومن نسله بنو ناجية، وخزيمة وهم عائذة، وقد نزلوا في بني أبي ربيعة من شيبان، والحارث وهو جشم، وهم في همدان، وأمهم مارية بنت كعب بن القين بن جسر بن شيع الله ابن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران، بن الحاّف بن قضاعة، وسعد ابن لؤي وهم بنانة، وقد نزلوا في بني شيبان، وأمه يسرة بنت غالب بن الهون بن خزيمة، وعوف بن لؤي وقد دخل نسله في بني ذبيان بن غطفان أم بن قيس عيلان، وهم بنو مرّة بن عوف بن ذبيان رهط الحارث بن ظالم المري. وقد دخل أكثر هؤلاء الأبناء في غيرهم، ولذلك أدخلهم النسابون فيمن دخلوا فيهم، وعدوا نَسْلَ كعب وعامر الصرحاء من ولد لؤي وحده?
وولد كعب مرّة، وهصيصاً، وأمهما وحشية بنت. شيبان بن محارب بن فهر، وعديّ وأمه حبيبة بنت بحالة بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر، وولد مرّة كلاباً، وأمه هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث ابن مالك بن كنانة، وسرير والد هند هو أول من نسأ الشهور، ثم نسأها القلمس ابن أخيه من بعده واسمه عديّ بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة. ثم صار النسيء في ولده، وكان آخرهم جنادة بن عوف. وولد أيضاً تيم بن مرّة ويقظة بن مرّة، وأمهما بنت سد، وهو بارق بن الحارثة بن عمرو بن عامر. جد قبيلة بازق، ومن عديّ بن كعب عمر بن الخطاب وزيد.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق