إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 5 يناير 2016

845 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس و الأربعون أنساب القبائل


845

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
 
الفصل السادس و الأربعون

أنساب القبائل


وولد جذام: وهو عمرو بن عديّ بن الحارث بن مرّة والد قبيلة جذام الشهيرة من الولد حراما، و "جُشَمَ". ومن بني حرام غطفان وأفصى، وهما ابنا "سعد بن اياس بن افصى بن حرام بن جذام". وذكر ابن حزم: ارن روح بن زنباع، و هو من بني افصى، اراد إن يرد نسب جذام إلى مضر، فيقال جذام بن أسدة أخي كنانة وأسدٍ ابني خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، فعارضه في ذلك نائل بن قيس.

ومن بطون جذام: "بنو ضبيب، وبنو مخرمة، وبنو بعجة، وبنو نفاثة، وديارهم حوالي ايلة من أول أعمال الحجاز إلى ينبع من أطراف يثرب. وكانت لهم رياسة في معان وما حولها من ارض الشام لبني النافرة من نفائة، ثم لفروة ابن عمرو بن النافرة. وكان عاملاً للروم على قومه وعلى من كان حوالي معان من العرب. وهو الذي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، و أهدى له بغلة بيضاء وسمع بذلك قيصر، فأغرى به الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان، فأخذه وصلبه بفلسطين".

أما لخم، الأخ الآخر لعاملة وجذام، فولد جزيلة ونمارة، وولد نمارة عديّاً، وهو عَمَم وحبيب وجذيمة، وهم العباد، وغيرهم. وولد حبيب، هانئاً، ومن نسله تميم الداري صاحب رسول الله، ومن نمارة عمرو بن رزين ابن لخم، ومن ولده قصير الوارد اسمه في قصة الزباّء، ومن نسل عَمَم بنو نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن نمارة ابن لخم، رهط آل المنذر ملوك الحيرة.

ويظهر إن اللخمين كانوا أقدم جماعة في هذا الحلف، وقد كانوا قبل الإسلام في بلاد الشام والعراق وفي البادية الفاصلة بينهما وفي مواضع متعددة من فلسطين. ومنهم كما رأينا كان آل لخم ملوك الحيرة. ولا يستبعد إن يكون ظهور هذه القبيلة علن أثر تصدع حكومة تدمر. حيث مكن هذا التصدع رؤساء القبائل . الكرى من الظهور. وقد كان اللخميون على النصرانية مثل الغساسنة في الشام.

ويدل القصص المروي عن أصل لخم، وانحدارها من صلب إبراهيم، على قدم هذه القبيلة في نظر أهل الأخبار. ومما جاء في هذا القصص إن أحد بني لخم هو الذي أخرج يوسف من البئر. وقد لعب اللخميون دوراً هاماً كما رأينا في سياسة البادية وفي مقدرات عرب الشام والعراق.

وفي الإسلام صارت كلمة "لخم" تطلق على جذام. ويدل ذلك على الصلات الوثيقة التي ربطت بن القبيلتين. ثم قل استعمال كلمة "لخم" و لخمي، بالقياس إلى جذام. حتى صارت لخم تعني في الغالب الأمراء اللخميين.

وشقيق لخم هو عفير بن عديّ والد ثهور، وهو كندة جدّ قبيلة كندة الشهيرة. وولد كندة معاوية بن كندة، وأشرس، وأمهما هي رملة بنت أسد ابن ربيعة بن نزار. وبمثل هذا النسب صلة كندة بقبائل معدّ. وقد نسب بعض النساّبين كندة إلى كندة، وهو ثور بن مرخ بن معاوية بن كندي بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان، وقد ولد هذا النسب من نسب آخر جعل اسم ولدم عفير "كندي"، ثم ساقوا النسب على هذا النحو إلى إن وصلوا إلى ثور بن مرخ، فقالوا: إنه هو كندة وانه شقيق مالك وهو الصدف، وقيس.

ومن بطون كندة معاوية بن كندة، ومنه الملوك بنو الحارث بن معاوية الأصغر بن ثور بن مرتع بن معاوية أسلاف الشاعر امرؤ القيس، وقد حكموا القبائل الأخرى من غير كندة، ومنها قبائل من عدنان.

ومن ولد أشرس: السكون والسكاسك، ومن السكون بنو عديّ وبنو سعد وأمهما من مذحج اسمها تجيب بنت ثوبان بن سُليم بن رها بن مذحج، ولذلك عرفوا ب "تجيب".

وكان أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل في أيام الرسول من السكون، وأخوه بشر بن عبد الملك. يذكرون انه ذهب إلى الحيرة، وتعلم بها الخط، ثم رجع إلى مكة فتزوج الضهياء بنت حرب أخت أبي سفبان.

وأما الصدف، فهو كقب مالك بن أشرس على رواية. وقد نسب إلى كندة، كما نسب إلى حضرموت. ونسبه بعض النسابين إلى حمير. فمن نسبه إلى كندة، قال: الصدف هو: عمرو بن مالك بن أشرس بن شبيب بن السكون ابن أشرس بن ثور وهو كندة، أو عمرو بن مالك بن أشرس أخي السكون ابن أشرس. ومن نسبه إلى حضرموت، قال: الصدف، هو الصدف بن أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت الأكبر. وقد قال عنه بعض، الأخباريين: انه مالك بن الصباح، أخو أبرهة بن الصباح. وأبرهة بن الصباح هو عربي في نظر أكثر الأخباربين. ولم يعرفوا انهم يقصدون به أبرهة الحبشي، صاحب حملة. الفيل. ومن نسبه إلى حمير قال: الصدف هم من نسل: الصدف ابن عمرو بن ديسع بن السبب بن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر أو الصدف بن سهلة بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن هميسع بن حميرا.

واختلاف أهل الأنساب، وأهل الأخبار في نسب الصدف، دليل على اختلاط هذه القبيلة ببطون كندة وحمير وحضرموت. ودخول بطونها فيها، وانتسابها إلى البطون التي دخلت فيها، ويؤدي ذلك في الغالب كما رأينا إلى اختلاط الأنساب.



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق