842
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل السادس و الأربعون
أنساب القبائل
وذهب "ليفي ديلافيدا" في "المعلمة الإسلامية" إلى إن خثعماً ليست قبيلة في الأصل إنما هي حلف تألف من قبائل متعددة تحالفت. بينها لمصالح مشتركة جمعِت بينها، كما يحدث في سائر الأحلاف، والذي أداه إلى هذا الفهم اختلاط هذه القبيلة في القبائل العدنانية واختلاف النسابين في نسب خثعم وتفسيرهم معنى كلمة خثعم.
وقد ورد ذكر خثعم في روايات الأخباريين عن حملة أبرهة على مكة، إذ هم يذكرون إنها عزمت على منعه من الوصول، إلى مكة، وان نفيل بن حبيب االخثعمي رئيس خثعم إذ ذاك، خرج بقبيلتي خثعم: شهران وناهس ومن تبعه من قبائل العرب، وقاتله حينما بلغ أرض خثعم، غير إن أبرهة تغلب عليه، وأسره، وأبقاه حياً على إن يكون دليله في طريقه إلى مكة، وقد سار معه حتى أبلغه الطائف، وهناك قام بوظيفة إرشاد الحبش إلى مكة أبو رغال الثقفي، وذلك بأمر من مسعود بن معتب رئيس ثقيف. ويقول الأخباريون إن اعغرب صارت ترجم قبر أبي رغال بالمغمس، وصار سبة للناس، ولست أدري لم خص الأخباريون قبر أبي رغال بالرجم، ولم يشركوا معه قبر مسعود بن معتب، وهو الذي كلف - على حد قولهم - أبا رغال إن يرشد أبرهة إلى مكة.
وقد اشتركت خثعم في المعركة المعروفة عند الأخباريين باسم يوم فيف الريح، وهو يوم كان لِمَذْحِج على بني عامر بن صعصعة. اشتركت فيه عدة قبائل أخرى مع المتخاصمين. وقد كانت بطون من مذحج تسكن في جوار خثغم، وعند ظهور الإسلام كانت خثعم في حلف مع مراد، وقد اشتركت معها في حربها مع قيس.
وقد تعبدت خثعم مثل بجيلة ودوس وباهله و الأزد للصنم المسمى بذي الخلصة الذي هدم في الإسلام، هدمه عبد الله بن جرير البجلي. وكان لها بيت يدعى كعبة اليمامة به الخلصة. تعبدت إليه.
أما بجيلة، فهم بطون عديدة متفرقة، تفرفت في أحياء العرب منذ يوم حربها مع كلب بن وبرة بالفجار، وقد أعاد شملها وجمعها جرير بن عبد الله ابن جابر البجلي، وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم، صاحب رسول الله. ومن أشهر بطون بجيلة قسر، وعلقمة، وبنو أحمسن. وقيس كبة، وبنو عرينة بن نذير، وبنو دهن بن معاوية. ومن قسر خالد بن عبد الله القسري.
وأعرف قبائل المجموعة الثانية من قبائل كهلان، وهي المجموعة التي ترفع نسبها إلى الخيار بن زيد بن كهلان، هي قبيلة همدان. وهي من القبائل المعروفة في الجاهلية والإسلام، وكان لها شأن خطير في كلا العهدين.
وقد تحدثت في الجزء الثاني من كتاب: تأريخ العرب قبل الإسلام عن همدان استناداً إلى كتابات المسند، وأشرت إلى صنمها وهو "تألب ريام" والى نفر من ملوكها، والى منازل في الأرض التي عرفت ببلد همدان أما الأخباريون وأهل الأنساب، فيروون إن هذه القبيلة من نسل جدّ أعلى هو "همدان" وكان يسمى "بلاد الملك"، وهو في نظرهم والد نوف "نوفل"، وعمرو، و رقاش زوج عديّ بن الحارث. ويختلف النساّبون بعض الاختلاف في سرد أسماء آباء همدان، وهو اختلاف لا يهمنا نحن كثيراً أو قليلاً بعد إن وقفنا على طبيعة هذه الأنساب.
وأولد نوف بن همدان "ُحبران" "خيوان" "خيران"، ويعود، اختلاف هذا الاسم إلى الخطأ الذي وقع فيه النُسّاخ ولا شك. وولد حبران "خيوان" ولداً اسمهُ جشمْ، وهو والد حاشد وبكيل. وهما قبيلا همدان العظيمان، والحارث وقد غبر في قيس، وزيد وقد دخل في حاشد.
وأولد حاشد جشماً، وعوصاً وقد دخل في كلب. وولد نجشم بن حاشد مالكاً ومعد يكرب وعمراً وأسعد و عريباً وزيداً ومرثداً وضماماً و يريم الأكابر وعامراً و ربيعة. و أولد يريم بن جشم حاشد الوحش، وهم بطن بالوحش من أرض الكلاع بين السحول وزبيد، وعمراً. وأولد عمرو زيداً وهو والد تباع جدّ التباعين، وتقع منازلهم بالسحول من بلد الكلاع بعلقان ووادي النهى.
و إلى حاشد تنسب مرثد، وهو مرثد بن جشم بن حاشد في عرف النسابين. وقد سبق إن أشرتُ إلى مرثد. وهو والد ولد اسمه ربيعة، وهو ناعط، وهو بطن، وولد آخر اسمه الحارث وهم اسم بطن كذلك. وأولد ناعط مرثداً وشراحيل وعامراً وشرحبيل، فولد شرحبيل أفلح، وأولد أفلح عُمَيْراً ذا مرّان وكان معاصراً للنبي.
ومن هَمَدان بطون عديدة كان لها صيت. في الجاهلية وفي الإسلام، مثل بني عليان، وبني حجور، وبني قدم، وبني فائش، وبني شاسذ، وبني جحدن، وبني ابزن، وبني شبام. وذي جعران وذي حدّان، وبني ناعط. وهم في الواقع عدة بطون، ومنهم آل ذي المشعار.
ومن بطون بكيل بن جشم بن حبران آل ذي لعوة، و بنو جذلان و ثعلان، وبنو دومان، ومنهم النشقيون، وبنو صعب بن دومان، وبنو مرهبة من الصعب، وبنو أرحب من الصعب كذلك، وبطون أخرى ذكرها الهمداني في الجزء العاشر من الإكليل. وهو الجزء الخاص بقبائل همدان.
ويظهر من روايات الأخباريين أن الهمدانيين كانوا يتعبدون للصنمين: يغوث ويعوق عند ظهور الإسلام. ومعنى ذلك إن تطوراً خطيراً كان قد طرأ على عبادة هذه القبيلة، فابتعدت عن صنمها الخاص بها وحاميها الذي كانت تلجأ إليه في الملمات، وهو "تألب" الذي كان معبده بمدينة "ريام"، ونسيته وتعبدت للصنمين. المذكورين اللذين لم يرد اسمهما في كتابات المسند، وهما من الأصنام التي استوردت إلى الحجاز ونجد على ما يظن من الشمال.
وقد وقع بين مراد و همدان والحارث بن كعب يوم عرف بيوم رزم "يوم الرزم"، و هو موضع في بلاد مراد، وقد اخذ فيه الصنم يغوث.
أما قبائل مجموعة عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، فاشهرها الأشعر، وطيء، ومذحج، وبنو مرّة.
أما الأشعر، فولد نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهم الأشعريون والأشعرون والأشاعرة، وتقع منازلهم في ناحية الشمال من زبيد.
ومن بطون الأشعر: الجماهر، وجدّة و الأنغم "الانعم" "الاتعم"، والأرغم، ووائل، وكاهل. ومن بطونهم: غاسل، وناجية، والحنيك، والركب.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق