إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 5 يناير 2016

841 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس و الأربعون أنساب القبائل


841

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
 
الفصل السادس و الأربعون

أنساب القبائل

وأما نهد، فقد سكنت اكبر بطونها في منطقة نجران. وقد دخلت بطون منها في قبائل أخرى واندمجت فيها. وأما سعد هذيم، فأشهر قبائلها: بنو عذرة، و بنو ضنة وتقع منازل بني عذرة في أعالي الحجاز في جوار عدد من القبائل المنتمية إلى مجموعة قضاعة، وهي: نهد، و جهينة، وكلب، و بلي. وتقع أرضها في جوار غطفان، ومن مواضعها: وادي القرى، و تبوك حتى ايلة. ويذكر الأخباريون إن بني عذرة حينما وفدوا إلى وادي القرى من مواطنهم الأصلية على اثر الحروب التي وقعت بين قبائل قضاعة وحمير، وجدوا اليهود في هذه الديار، فتحالفوا معهم، وعاشوا في هذا الوادي وفي المواضع المجاورة له.

وقد ذهب شبرنكر إلى إن "عذرة" هي "ادريته Adrithaess" القبيلة التي ذكرها "بطلميوس". أما تأريخ "عذرة" البعيدة عن الإسلام فلا نعرف عنه شيئاً يذكر. وما نعرفه منه يخص الأيام القريبة من الإسلام. و إلى صلاتها الوثيقة وحلفها مع قبائل سعد هذيم، خاصة بني ضنة وبنو سلامان، يعود نشوء هذا النسب الذي ربط فيما بن فروع هذه الكتلة، وكذلك كتلة بني أسلم ومنها جهينة التي كانت ذات صلآت حسنة ببني عذرة. وهذا السبب أطلق النسابون على هذه الجماعة "صحار".

وكان لبني عشرة صلات بقبيلة قريش تتجلى في خبر الأخباريين عن مساعدة رزاح، وهو منهم لأخيه من أمه قصيّ زعيم قريش في نزاعه مع خزاعة كما أشرات إليه في أثناء كلامي على مكة. كذلك كانت لهم صلات بالأوس والخزرج حيث يذكر الأخباريين إن والدة الأوس والخزرج كانت من تلك القبيلة، فهي - في عرفهم - قَيْلَة بنت كاهل "هالك" بن عذرة. وهكذا نجد لبني عذرة علاقات بأهل المدينتين المتنافستين: يثرب، ومكة. والزواج بين القبائل من الأمور التي تقرب بينها وتصل أنسابها بعضها ببعض.

ومن بطون هذه القبيلة. بنو ضنة، وبنو جلهمة، وبنو زقزقة، وبنو الجلحاء، وبنو حردش، وبنو حُنّ، وبنو مدلج على رأي بعض النَسّابين، وبنو رفاعة، وبنو كثر، وبنو صرمة، وبنو حرام، وبنو نصر، وبطون أخرى يذكرها أهل الأنساب.

وتنسب قبائل كثيرة من اليمن إلى كهلان بن سبأ، وكهلان هو شقيق حمير، فهناك إذن صلة بن قبائل حمير وقبائل كهلان. ويذكر النَسّابون إن بني كهلان وبني حمير تهانوا يتداولون الملك في بادئ الأمر بينهم، ثم انفرد به بنو حمير، وبقيت بطون كهلان في حكمهم في اليمن. فلما تقلص ملك حمير، صارت الرياسة على العرب البادية لبني كهلان، لما كانوا بادين لم يأخذ ترف الحضارة منهم. وهكذا نجد النَسّابين يقسمون أبناء سبأ إلى قسمين: حضر، وهم في رأيهم أبناء حمير، وأهل وبر أو متزعمون لأهل الوبر وهم من نسل كهلان. والابن الذي ذكره الأخباريون لكهلان، هو زيد ومن ظهره تسلسلت قبائل كهلان.

وقد نَجَلَ زيد، على حد قول النسابين، ولدين، هما:. مالك و عريب. وأضاف الهمداني إلى هذين الولدين ولداً ثالثاً سماه غالباً. ومن صلب هؤلاء الأبناء انحدرت قبائل كهلان.

و نَجَلَ مالك من الولد الخيار ونبتاً، فولد نبت الغوثَ وولد الغوث أدَدَ، وهو الأزد، وعَمراً. ومن ولد عمرو خثعم و بجيلة. ونَجَل عمراً و قداز ومقطعان "مقطعا" على رواية للهمداني.

أما الخيار فقد ولد ربيعة، وولد ربيعة أوسلة، وولد أوسلة زيد بن أوسلة، وولد زيد بن أوسلة مالكاً وسبيعاً وساعاً الأكبر عاى رأي. ومالكا وتبع، وعبداً، على رواية ابن حزم. وقد دخل تبع وعبد في همدان. وولد مالك ابن زيد من الولد همدان والهان. وقد ولد همدان نوفا "نوفل?" بن همدان على رأي. وجملة أولاد آخرين على روايات أخرى. ومن نسل نوف تفرعت قبائل همدان: حاشد، وبكيل ابنا جشم بن خيران بن نوف.

أما عبريب، فولد يشجب على رواية ابن حزم، ونهراً على رواية الهمداني، فولد يشجب أو عمرو زيد بن يشجب أو زيد بن عمرو على اختلاف الروايتين. والهمينسع وهو ذو القرنين السيّار ويكنى بالصعب على رواية ذكرها الهمداني. ونَجَلَ زيد أدد بن زيد، فولد أدد مرة، ونبتاً، وهو الأشعر، وجلهمة وهو طيء، ومالكاً، وهو ملحج. وقد تفرعت من هؤلاء قبائل وبطون.

والأزد قبائل عديدة تنتمي كما قلت إلى الأزد، وهو الغوث. وينسب الأخباريون بيتاً من الشعر إلى حسان بن ثابت، يقولون: إنه قاله في نسب ا لأزد، هو: ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالكِ  بن زيد بن كهلانٍ وأهل المفاخر

يذكرون انه قاله مفتخراً بهذا النسب، وهو منهم. وهو شعر قد يكون وضعه النسابون وأهل الأخبار على لسانه، وهو ما أظنه، ليكون دليلاً لهم على صحة دعواهم في نسب الأزد، وهم يعلمون ما كان عليه الشاعر من تعصب لليمن. وقد ذكر الأخباريون أيضاً إن حمير تقول إن، الأزد منهم، وانه هو الأزد بن الغوث الأكبر بن الهميسع بن حمير الأكبر. ولم يكفهم ذلك بل أرادوا إن يثبتوا هذا القول و يؤيدوه بشعر. والشعر في نظرهم سندٌ قوي لإثبات رأي، ولا سيما إذا كان من شعر معمر أو ملك من الملوك القدماء. وقد قرأت في كتبهم ولا شك ما كتبوه من الأشعار على لسان آدم وهابيل و قابيل وعاد وثمود و أمثال ذلك من شعر زعموا انهم نظموه بهذه العربية الجميلة التي تكتب اليوم بها، فكيف لا يأتون بشعر لإثبات رأيهم في هذا الباب ينسب إلى التبابعة، وهم من خلص العرب وملوكها المعروفين البارزين? فرووا شعراً للتبع لسعد تبع، قالوا، انه ذكي فيه الأزد، وكانوا معه، فهم من حمير إذن وهو: ومعي مَقاولُ حميرٍ وملوكُها  و الأزد أزد شنوءة وعمان

وهكذا أضافوا إلى حمير الأزد بجملتها.

وأسعد تبعٌ من التبابعة الذين لهم حظ سعيد عند الأخباريين، فهو مؤمن في نظرهم، وهو ذو القرنين. وهو من أعظم التبابعة، وأفصح شعراء العرب. ولم يكتفوا بما أغدقوا عليه من نعوت، بل أرادوا أكثر من ذلك وأبعد، فقالوا انه كان نبيّاً مرسلاَ إلى نفسه، وانه تنبأ بظهور الرسول، صلى الله عليه وسلم، قبل ظهوره بسبع مئة سنة، وانه قال شعراً في ذلك حفظه الناس هذه السنين الطويلة عنه، وانه لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن سبّه. فهو إذن من المؤمنين الصالحين ومن رجال الجنة ولا شك، وهو قصص روَّجه ولا شك الحميريون والقحطانيون المتعصبون في الإسلام، ليسُسكتوا بذلك خصومهم السياسيين. وهم في نظرهم العدنانيون الذين شرفتهم النبوة ورفعت مقامهم في الإسلام، فافتخروا بها على القحطانيين، ولم يكن القحطانيون أقل باعاً في توليد القصص في الفخر من منافسيهم القحطانيين، فأوجدوا هذه الحكايات عن تبابعتهم، و أوجدوا لهم الفتوحات العظيمة، ثم لم يكفهم ذلك كله، فقالوا: إن النبوة إذا كانت في العدنانيين، فإنها كانت أيضاً في القحطانيين، بل هي أقدم عهداً فيهم منهم، فمنهم كان عدة أنبياء. وهكذا سدّوا الثغرة التي كان يهاجم منها العدنانيون.

و قد ولد الأزد عدة أولاد، منهم: مازن، ونصر، وعمرو، وعبد الله، ووقدان، و الأهبوب. ومن ولد مازن عمرو، وعدي، وكعب، وثعلبة. ومن ولد ثعلبة: عامر، وامرؤ القيس، وهو البطريق، وكرز. فولد امرؤ القيس حارثة، وهو الغطريف، وولد حارثة هذا عامراً المعروف بماء السماء، والتوأم، وهو عامر، وعدياً.

و نَجَلَ مالك من الولد الخيار ونبتاً، فولد نبت الغوثَ وولد الغوث أدَدَ، وهو الأزد، وعَمراً. ومن ولد عمرو خثعم و بجيلة. ونَجَل عمراً و قداز ومقطعان "مقطعا" على رواية للهمداني.

أما الخيار فقد ولد ربيعة، وولد ربيعة أوسلة، وولد أوسلة زيد بن أوسلة، وولد زيد بن أوسلة مالكاً وسبيعاً وساعاً الأكبر عاى رأي. ومالكا وتبع، وعبداً، على رواية ابن حزم. وقد دخل تبع وعبد في همدان. وولد مالك ابن زيد من الولد همدان والهان. وقد ولد همدان نوفا "نوفل?" بن همدان على رأي. وجملة أولاد آخرين على روايات أخرى. ومن نسل نوف تفرعت قبائل همدان: حاشد، وبكيل ابنا جشم بن خيران بن نوف.

أما عبريب، فولد يشجب على رواية ابن حزم، ونهراً على رواية الهمداني، فولد يشجب أو عمرو زيد بن يشجب أو زيد بن عمرو على اختلاف الروايتين. والهمينسع وهو ذو القرنين السيّار ويكنى بالصعب على رواية ذكرها الهمداني. ونَجَلَ زيد أدد بن زيد، فولد أدد مرة، ونبتاً، وهو الأشعر، وجلهمة وهو طيء، ومالكاً، وهو ملحج. وقد تفرعت من هؤلاء قبائل وبطون.

والأزد قبائل عديدة تنتمي كما قلت إلى الأزد، وهو الغوث. وينسب الأخباريون بيتاً من الشعر إلى حسان بن ثابت، يقولون: إنه قاله في نسب ا لأزد، هو: ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالكِ  بن زيد بن كهلانٍ وأهل المفاخر

يذكرون انه قاله مفتخراً بهذا النسب، وهو منهم. وهو شعر قد يكون وضعه النسابون وأهل الأخبار على لسانه، وهو ما أظنه، ليكون دليلاً لهم على صحة دعواهم في نسب الأزد، وهم يعلمون ما كان عليه الشاعر من تعصب لليمن. وقد ذكر الأخباريون أيضاً إن حمير تقول إن، الأزد منهم، وانه هو الأزد بن الغوث الأكبر بن الهميسع بن حمير الأكبر. ولم يكفهم ذلك بل أرادوا إن يثبتوا هذا القول و يؤيدوه بشعر. والشعر في نظرهم سندٌ قوي لإثبات رأي، ولا سيما إذا كان من شعر معمر أو ملك من الملوك القدماء. وقد قرأت في كتبهم ولا شك ما كتبوه من الأشعار على لسان آدم وهابيل و قابيل وعاد وثمود و أمثال ذلك من شعر زعموا انهم نظموه بهذه العربية الجميلة التي تكتب اليوم بها، فكيف لا يأتون بشعر لإثبات رأيهم في هذا الباب ينسب إلى التبابعة، وهم من خلص العرب وملوكها المعروفين البارزين? فرووا شعراً للتبع لسعد تبع، قالوا، انه ذكي فيه الأزد، وكانوا معه، فهم من حمير إذن وهو: ومعي مَقاولُ حميرٍ وملوكُها  و الأزد أزد شنوءة وعمان

وهكذا أضافوا إلى حمير الأزد بجملتها.

وأسعد تبعٌ من التبابعة الذين لهم حظ سعيد عند الأخباريين، فهو مؤمن في نظرهم، وهو ذو القرنين. وهو من أعظم التبابعة، وأفصح شعراء العرب. ولم يكتفوا بما أغدقوا عليه من نعوت، بل أرادوا أكثر من ذلك وأبعد، فقالوا انه كان نبيّاً مرسلاَ إلى نفسه، وانه تنبأ بظهور الرسول، صلى الله عليه وسلم، قبل ظهوره بسبع مئة سنة، وانه قال شعراً في ذلك حفظه الناس هذه السنين الطويلة عنه، وانه لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن سبّه. فهو إذن من المؤمنين الصالحين ومن رجال الجنة ولا شك، وهو قصص روَّجه ولا شك الحميريون والقحطانيون المتعصبون في الإسلام، ليسُسكتوا بذلك خصومهم السياسيين. وهم في نظرهم العدنانيون الذين شرفتهم النبوة ورفعت مقامهم في الإسلام، فافتخروا بها على القحطانيين، ولم يكن القحطانيون أقل باعاً في توليد القصص في الفخر من منافسيهم القحطانيين، فأوجدوا هذه الحكايات عن تبابعتهم، و أوجدوا لهم الفتوحات العظيمة، ثم لم يكفهم ذلك كله، فقالوا: إن النبوة إذا كانت في العدنانيين، فإنها كانت أيضاً في القحطانيين، بل هي أقدم عهداً فيهم منهم، فمنهم كان عدة أنبياء. وهكذا سدّوا الثغرة التي كان يهاجم منها العدنانيون.

و قد ولد الأزد عدة أولاد، منهم: مازن، ونصر، وعمرو، وعبد الله، ووقدان، و الأهبوب. ومن ولد مازن عمرو، وعدي، وكعب، وثعلبة. ومن ولد ثعلبة: عامر، وامرؤ القيس، وهو البطريق، وكرز. فولد امرؤ القيس حارثة، وهو الغطريف، وولد حارثة هذا عامراً المعروف بماء السماء، والتوأم، وهو عامر، وعدياً.

ويفهم من هذا البيت إن خزاعة إنما تخلفت عن الأزد بموضع "بطن مرّ"، وهو موضع من نواحي مكة، فأقامت به، ولم تلحق ببقية ولد عمرو بن عامر حين أقبلوا من مأرب يريدون الشام، وقد نسب "ياقوت الحموي" هذا البيت مع آبيات أخرى إلى عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي.

ولبعض النسابين و الأخباريين رأي في نسب خزاعة، فهم يرون إنها من معدّ، أي من العدنانية، وإنها من نسل خزاعة بن لحي بن قمعة بن الياس بن مضر. ولكن الأكثرية من النسابين ترى إنها من الأزد، أي من قحطان.

وقد اختارت خزاعة بعد اعتزالها الأزد الذاهبين إلى الشام الإقامة بمكة، وكانت مكة بأيدي جرهم يومئذ أخذتها في أيام ملكها مضاض بن عمرو من العماليق أصحابها قبل جرهم، وساعده في ذلك "السميدع" ملك قطورا، و بقيت جرهم فيها إلى إن أجلتهم خزاعة عنها أجلاهم رئيسها يومئذ، وهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء بعد حرب، فانتقل الحكم إلى الخزاعين. وتولاها رجال منهم تلقبوا كسابقيهم بألقاب الملوك.

وانفرد زعيم خزاعة لحيّ بالحكم، و تزوج فهيرة بنت عامر بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي ملك جرهم، فولدت له عَمْراً، وهو عمرو بن لحي على نحو ما ذكرت. ثم انتقل الحكم من بعده إلى أولاده، فكان مجموع، ما حكموا خمس مئة عام، و أخرهم حليل بن حبشية في أيام قصيّ.

و للإخباريين روايات في كيفية استيلاء خزاعة على مكة، وفي الذي استولى عليها من رؤساء خزاعة، وهم يبالغون كثيراً في الزمن الذي استولت خزاعة فيه على مكة. وربما لا يتجاوز ذلك القرن الخامس للميلاد. أما تأريخ انتهاء حكمها على مكة وانتقاله إلى قريش في أيام قصيّ، فقد كان في النصف. الأول من القرن السادس للميلاد. ولكن انتقال السلطة منها إلى قريش لا يعني إنها أصيبه بما أصيبت جرهم أو غير جرهم به من ضعف واندثار، فقد بقيت خزاعة معرفة مشهورة ذات بطون عديدة في الإسلام.

فمن جملة خزاعة كعب ومليح وسعد، ومنهم بنو سلول بن عمرو، وبنو حليل بن حبشية سادن الكعبة، وبنو قمر، وبنو المصطلق الذين غزاهم الرسول، وبطون أخرى عديدة يذكرها النساّبون.

وكانت خزاعة محالفة للرسول في نزاعه مع قريش. ولما وقعت حرب بينها وبين بني بكر، وأعان مشركو قريش حلفائهم بني بكر، ونقضوا بذلك العهد، نصر الرسول خزاعة، وأعلن الحرب على قريش، فكان ذلك سبب فتح مكة.

و يعد آل الجُلنْدي، و هم ملوكُ عمان، من الأزد، كذلك و الجُلندي لقب لكل من ملك منهم عُمان. وآخر من ملك منهم جيفرٌ و عبد ابنا الجُلندي، أسلما مع أهل عمان على يد عمرو بن العاص، و قد كان "الجلندي بن المستكبر" يعشر من يقصد سوق "صحار"، ومن يقصد ميناء "، دبا" من التجار القادمين من مختلف أنحاء الجزيرة أو من الهند والصين و إفريقية. ويفعل في ذلك فعل الملوك. ويرجع نسب "المستكبر" إلى "بني نصر بن زهران بن كعب". وهو في عرف النَسّابين "المستكبر بن مسعود بن الجرار بن عبد الله. ابن مغولة بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران". أما جيفر، فهو ابن الجلُندي بن كركر بن المستكبر وكان أخوه عبد الله، ملك عمان.

وقد جعل بعض علماء الأنساب الأزد ستاً وعشرين قبيلة يجمعها جميعها الأزد، وهي: جفنة، وغسان و الأوس والخزرج، وخزاعة، ومازن، وبارق، وألمع، و الحجر، والعتيك "العتيق" و راسب، و غامد، و والبة، وثمالة، ولهب، وزَهْران، و دهمان، و الحُدان، وشكر، و عَكّ، و دوس، و فهم، والجهاضم، و الأشاقر، و القسامل و الفراهيد. وهي أكثر من ذلك، أو أقل عدداً على حسب مذاهب أهل الأنساب في ضبط أسماء البطون.

ويصنف النسّابون قبائل الأزد جميعها في أربعة أصناف من الأزد، هي: أزد عمان وأزد السراة وهم الذين أقاموا في سراة اليمن، وأزد شنوءة أبناء كعب ابن الحارث بن كعب بق عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهم من سكنة السراة كذلك، وأزد غسان وهم من شرب من ماء غسان. ويلاحظ إن هذا التصنيف مبني على أسماء مواضع نزلت فيها قبائل الأزد.

ومواطنْ الأزد القديمة هي مثل مواطن بقية القحطانيين في اليمن، وقد تركتها على أثر حادث سيل العرم، فتفرقت مع من تفرق من القحطانيين إلى الأماكن المذكورة. وذكر إن أزد السراة حاربت قبيلة خثَعم التي كانت نازلة في السراة، فتغلبت عليها و انتزعت الأرض منها، وان "أردشير" الأول أسكن الأزد في عمان. فبقوا فيها تحت حكم الفرس.

وكان مناة و ذو الخلصة من أصنام الأزد الرئيسية التي تعبدت لها، كما تعبدت لصنم اسمه العائم كان في السراة. ولصنم آخر اسمه باجر، كان للأزد ولمن جاورهم من طىء.

وأما القبائل المتفرعة من عمرو بن الغوث، فهي أنمار، وتنسب إلى أنمار بن "أراش" "إراش" "أراشة"، و أراش هو ابن عمرو، وقد نسب بعض النسابين أنماراً إلى أتمار بن نزار بن معدّ بن عدنان، فجعلوها من العدنانيين، ويدلّ ذلك على اختلاط هذه القبيلة بالقبائل التي ترجع نسبها إلى مجموعة معد.

وولد أنمار أفتل، وهو خثعم، وأمه هند بنت مالك بن الغافق بن الشاهد ابن عكّ، فهي ذات صلة بعكّ من ناحية الأم. وولد أنمار أيضاً خزيمة وقد دخلت في الأزد، و وادعة، وعبقراً، والغوث، وصهيبة، وأشهل، وشهلاً، و طريفاً، وسنية، والحارث، و خذعة. وأمهم كلهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، وكانوا كلهم متحالفين على ولد أخيهم خثعم. ولهذا يرجع كثير من النسّابين قبائل أنمار إلى أصلين: خثعم و بجيلة.

وولد خثعم ولداً اسمه حلف أو خلف، ويعود هذا الاختلاف إلى غلط النساخ، ومن نسله عفرس، فولد عفرس ناهساً وشهران وناهباً ونهشاً وكوداً وربيعة أبا اكلب. ومن بني "ناهش" ناهس حام بن "ناهس" ناهش، وهم بطن، وبنو أجرم وهم بطن أيضاً. ويسموّن ببني معاوية كذلك، وأوس مناة بن ناهس، وهو الحنيك، وهم بطن، وبنو عُنةّ، وبنو قحافة.

وكانت منازل خثعم في الهضبة الممتدة من الطائف إلى نجران عند طريق القوافل الممتدة من اليمن إلى الحجاز.

ولا تزال بطون خثعم معروفة حتى الآن. ومنها بطون في تهامة وفي عسير. منها ما هي بادية، ومنها ما هي مستقرة تتكسب قوتها من الزرع.


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق