إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 5 يناير 2016

836 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس والأربعون العرض


836

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي

الفصل الخامس والأربعون

العرض


وعرض الرجل نفسه وبدنه، وقيل العرض: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره. وقيل أيضاً: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه و يحامي عنه إن ينتقص ويثلب. وذكر أيضاً إن العرض: عرض الإنسان، ذم أو مدح. ويحرص الجاهليّ على إلا يمس بسوء. و إذا تحرش أحدهم به، أو شعر إن شخصا أراد الانتقاص منه. ولو بتلميح أو بإشارة أو بغمز ثار وهاج مدافعاً عن نفسه وعرضه، لأن عرض الإنسان أشرف شيء بالنسبة له في هذه الحياة.

ومن العرض صيانة أعراض الناس، لأن من ينتهك عرض غيره، ينتهك الناس عرضه ويعرض نفسه وماله وأهله للتهلكة. فقد لا يصبر شخص أهينت كرامته على هذه الإهانة فينتقم ممن تعرض به شرّ انتقام. إن لم يتمكن هو بنفسه، ساعده في أخذ حقه أهل عصبته ورجال قبيلته، حتى يثأر لنفسه ممن تعرض لعرضه بسوء.

ونجد في الشعر الجاهلي تبجحاً بالنفس و إشادة في الدفاع عن العرض، وتهديداً و وعيداً لمن يحاول النيل منه بأي سوء. وهو كلام يحمل حساد المتبجح بنفسه على الردّ عليه وعلى الطعن فيما قاله. وبذلك تتولد خصومة قد تطول وتكر وتودي إلى سقوط قتلى كانوا في غنى عنها لولا هذه الحمية الجاهلية القائمة على التفاخر و التباهي والزهو والحمق.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق