828
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والأربعون
الهجن
وتزوج العرب من الإماء، وذلك إن من الإماء من كانت جميلة الصورة حلوة المنظر والكلام، ولهذا تزوّج ساداتهن منهن، فولد لهم نسل، قيل للواحد منه الهجين. والهجين: ولد العربي من غير العربية، قيل له ذلك لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة، ويقال للزواج الذي يقع بين عربي وأعجمية: "مهاجنة". وقد عابته العرب وعدت الهجين دون العربيّ الصريح، لوجود دم أعجميّ فيه. والأعاجم هم، مهما كانوا عليه من منزلة، دون العرب في نظر العرب.
ويظهر من تعريف علماء اللغة للفظة "الهجين"، إنها خصصت بمن يولد من أم أعجمية بيضاء، كأن تكون الأم رومية أو فارسية. فقد ذكروا إن العرب أطلقت على أولادها من العجميات اللائي يغلب على ألوانهن البيإض، الهجن و الهجناء، لغلبة البياض على ألوانهم و إشباههم أمهاتهم، فيجب إن تكون الأمهات الأعجميات إذنْ من ذوات البشرة البيضاء، تمييزاً لهن عن ذوات البشرة السوداء من الرقيق المستورد من إفريقية. ويذكر علماء اللغة أيضاً إن العرب قالت للعجم "الحمراء" و "رقاب المزاود"، لغلبة البياض على ألوانهم، ويقولون لمن علا لونه البياض: أحمر. وقد هجا "حسان بن ثابت" "سعد بن أبي سرح" بأن اتهمه بأنه عبد هبجين، أحمر اللون فاقع، موتر عِلْباءِ القفا، قَطَطٌ، جعد.
والهجنة من الكلام: ما يعيبك. وقد جاء هذا المعنى من الفساد الذي قد يظهر في كلام. الهجن، بسبب عجمة الأمهات وعدم إتقانهن العربية. ولما كان الخطأ في اللغة عيباً، عدت الهجنة من الأمور المعيبة.
ويطلق العرب لفظة "رجل مولَّد" على الرجل إذا كان عربياً غير محض. و "المولدة" الجارية المولودة بين العرب.، وقيل: تُولدَ بن العرب وتنشا مع أولادهم ويغذونها غذاء الولد ويعلمونها من الأدب مثل ما يعلمون أولادهم. و "التليد" التي ولدت ببلاد العجم وحُملت فنشأت ببلاد العرب، وقيل: هي التي تولد في ملك قوم وعندهم أبوها.
الجوار
و للجوار حرمة كبيرة عند الجاهليين. فإذا استجار شخص بشخص آخر، وقبل ذلك الشخص إن يجعله جاراً و مستجيراً به، وجبت عليه حمايته، وحق على المجار الدفاع عن مجيره، والذبّ عنه. وإلا عدّ ناقضاً للعهد، ناكثاً للوعد، مخالفاً لحق الجوار. وعلى القبائل استجارة من يستجير بها، والدفاع عنه دفاعها عن أبنائها. و يقال للذي يستجير بك "جار". والجار الذي أجرته من إن يخلصه ظالم. وجارك المستجير بك، والمجير هو الذي يمنعك ويجرك. وأجاره: أنقذه من ع شيء يقع عليه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق