1458
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والسبعون
الحنفاء
في الإسلام، هو دون ما نظمه في الجاهلية، بسبب تغير الظروف واختلاف الموضوع. وهو اعتذار صحيح، ولكن أسلوب أمية في تعبيره عن الجنة والنار والبعث والحساب، أسلوب آخر، لا يفصح عن عقلية دينية جاهلية، وانما عن عقلية إسلامية. ومن هنا جاء شكنا في صحة هذا الشعر وفي أصالته، وليس من أسلوب النظم.
ولكن من الذي وضع هذا الشعر، ثم أنكره على نفسه وأسنده إلى أمية? ومن الذي وضع شعر أمية بأبيات من وزنه وقافيته، ولكنها أبيات إسلامية ? ومن كان أول من جمع شعر ذلك الشاعر في ديوان نسبه اليه ? هذه أسئلة يجب أن توجد لها أجوبة، ولكن أجوبتها كتاب يؤلف في حياة هذا الشاعر وفي شعره وديوانه،عندئذ يكون هناك مجال للتنقيب عن هذه الأمور، روي ان الحجّاج قال، وهو على المنبر: لا ذهب قوم يعرِفون شعر أمية. فهل ذهب العالمون به حقاً قبل ايام الحجاج ? وهل كان شعره ضخماً واسعاً ? أو هو قول من أقوال الحجاج، وهو ثقفي من قوم أمية، أو هو قول وزعم من زعم الرواة. وما أكثر مزاعم الرواة وحملة الأخبار.
وأثر الوضع على بعض شعر أمية واضح ظاهر لا يحتاج إلى دليل، وهو وضع يثبت أن صاحبه لم يكن يتقن صنعة الوضع جيداً. فالقصيدة التي مطلعها:
لك الحمد والمن ربّ العباد أنت المليك وأنت الحكم.
هي قصيدة إسلامية، لا يمكن أبداً أن تكون من نظم شاعر لم يؤمن بالإسلام إبماناً عميقاً من كل قلبه ولسانه. خذ هذا البيت منها مثلاً:ً محمداً أرسله بالهـدى فعاش غنياً ولمُ يهتضم
ثم خذ الأبيات التالية له وفيها: عطـاء مـن الـلــه أعـــطـــيتـــه وخـصّ بـه الـلّـه أهـلَ الـــحـــرم
وقـد عـلـمــوا انـــه خـــيرهـــم وفـي بـيتـهـم ذي الـنـدى والـكـــرم
يعَـيبـون مـا قـال لـــمـــا دعـــا وقـد فـرج الـلـه احـدى الـبـــهُـــم
به وهـو يدعـو بـصـــدق الـــحـــد يث الـى الـلـه مـن قـبـل زيغ الـقــدم
أطـيعـوا الـرســـول عـــبـــادَ الإل ه تـنـجـون مـــن شـــرّ يوم ألـــم
تنـجـون مـن ظـلـمـات الــعـــذاب ومـن حـر نـار عـلـى مـنً ظـلـــم
دعـانـا الـنـبــيّ بـــه خـــاتـــم فمـن لـمُ يجـبـه أســـر الـــنـــدم
نبـــي صـــدقً صـــادق طــــيب رحـيم رؤوف بـوصــل الـــرحـــيم
به خـتـم الـلـه مــن قـــبـــلـــه ومـن.بـعـده مـن نـبــي خـــتـــم
يمـوت كـمـا مـات مـن قـد مـضـــى يردّ إلـى الـلـه بـاري الــنـــســـم
مع الأنـبـياء فـي جـنـان الـخــلـــود همُ أهـلـهـا غـير حـلّ الـقـــســـم
وقدس فينا ا بحب الصلاة جميعاً وعلم خط القلم
كتاباً من اللهِ نقرأ به فمـن يعـتـريه فـقـــدمـــاً أتـــم
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق