1459
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والسبعون
الحنفاء
اقرأ هذه المنظومة، ثم احكم على صاحبها " هل تستطيع ان تقول انه كان شاعراً مغاضباً للرسول، وإنه مات كافراً، وان صاحبها رثى كفار قريش في معركة بدر وأنه قال ما قال في الإسلام وفي الرسول ? اللهم، لا يمكن أن يقال ذلك أبداً فصاحب هذا النظم رجل مؤمن عميق الايمان، هو واعظ مبشر، يخاطب قومه فيدعوهم إلى الإسلام والى طاعة الله والرسول. إنه مؤمن قلباً وايماناً، مع أنهم يذكرون أن الرسول قال فيه: آمن شعره وكفر قلبه، أو آمن لسانه وكفر قلبه، وإنه مات وهو على كفره وعناده وحسده للرسول، ثم إن صاحب المنظومة رجل يتحدث عن وفاة الرسول، مع أن أمية، كان قد توفي في السنة التاسعة من الهجرة، فهل يعقل أن يكون إذن هو صاحبها وناظمها: أليست هذه المنظومة وأمثالها إذن دليلاً على وجود أيد لصناع الشعر ومنتجيه في شعر أمية. نحمد الله على أن صنّاعها لم يتقنوا صنعتها، ففضحوا أنفسهم بها، ودلوّا على مقاتل النظم.
ثم خذ قصيدة أخرى من القصائد المنسوبة لأمية، وهي في وصف الجنة والنار استهلت بهذا البيت: جهنم تلك لا تبقي بغيا وعدن لا يطالعها رجيمُ
ثم استمر في قراءتها، وفي ما جاء فيها من وصف للجنة والنار، ثم انعم النظر في هذه الأبيات: فذا عسل وذا لبـن وخـمـرٌ وقمح في منابـتـه صَـريمُ
ونخل ساقط الأكتـاف عـد خلال أصوله رطب قمـيمُ
وتـفـاح ورمـان ومـوز وماء بـارد عـذب سـلـيم
وفيها لحم ساهـرة وبـحـر وما فاهوا به لهُـمُ مـقـيم
وحور لا يربن الشمس فيهـا على صور الدمى فيها سهوم
نواعم في الأرائك قاصـرات فهنّ عقـائل وهُـمُ قـروم
على سرر ترى متقـابـلات ألا، ثمَ النضارةُ والـنـعـيم
عليهم سنـدًس وجـياد رَيط وديباج يُرىفـيهـا قـتـوم
وحلوا امن أساور منُ لجـين ومن ذهب،وعسجده كـريم
ولا لغَوٌ ولا تـأثـيم فـيهـا ولا غولٌ ولا فيهـا مُـلـيمُ
وكأس لا تصدع شاربـيهـا يلذّ بحسن رؤيتهـا الـنـديم
تصفق في صحافٍ من لجين ومن ذهب مـبـاَركة رذوم
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق