881
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الثامن و الأربعون
تغلب
وتغلب من القبائل العربية الكبيرة التي ورد اسمها كثيراً في مؤلفات الأخباريين والمؤرخين ولها أيام مع القبائل الأخرى، وهي مثل سائر القبائل العدنانية الأخرى مهاجرة كل عرف النسابين، تركت ديارها وارتحلت إلى الشمال، فسكنت في العراق وفي بادية الشام، واتصلت منازلها بالغساسنة والمناذرة والروم والفرس. وكانت غالبيتها على النصرانية عند ظهور الإسلام.
وينسب النسابون تغلب إلى جدّ أعلى زعموا إن اسمه "تغلب"، وهو "تغلب ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة أبن نزار".
وقد عرفت هذه القبيلة ب "الغلباء". وهو نعت يدل على فخر القبيلة بنفسها وعلى تباهيها على غيرها من القبائل. وقد ذكر بعض أهل الأخبار عنها. قوله:. "لو أبطأ الإسلام قليلاً، لأكل بنو تغلب الناس". تعبيراً عن قوتها وكثرتها وأهميتها إذ ذاك بين القبائل.
و قيل في اسمها تغلب بنت وائل بالتأنيث، ذهاباً إلى القبيلة، كما قالوا: تميم بنت مرّ. جاء في شعر الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل ورد العدو عليك كل مكان
وقد كانت لرؤساء تغلب الرئاسة على قبائل ربيعة،. كما صار لها اللواء. أي رئاسة الحرب. فمن يحمل اللواء تكون له الرئاسة في الحرب.
ويرى أهل الأخيار إن قبيلة تغلب مثل سائر قبائل ربي ة كانت تسكن في الأصل في تهامة، ثم انتشرت فنزلت الحجاز ونجد والبحربن، فلما تحاربت مع "بكر بن وائل"، زحفت نحو الشمال حتى بلغت أطراف الجزيرة، فسكن قوم منها جهات سنجار ونصيبن، حتى عرفت تلك الديار ب "ديار ربيعة". وديار ربيعة بين الموصل إلى رأس عين ونصيبين و "دنيسر" والخابور، وما بين هذه من المدن والقرى. وجمعت هذه الديار بين "ديار بكر" و "ديار ربيعة" وسميت كلها ب "ديار ربيعة". وقد انتشرت بطون تغلب في الثرثار، بين سنجار وتكريت.
ويروي أهل الأخبار إن أول من نزل بطون تغلب في الجزيرة الفراتية هو: "علقمة بن سيف بن شرحبيل بن مالك بن سعد بن جشم بن بكر" وقد قاتل أهل الجزيرة حتى غلبهم، وأنزل قومه بها. ويؤيدون رأيهم هذا بما جاء في معلقة "عمرو بن كلثوم": ورثنا مجدَ علقمة بن سيف أباح لنا حصون المْجدِ دِينا
وقد كان شريفاً رئيساً في الجاهلية.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق