8
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين:
المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين:
رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل:
3-التحالف بين الملك العادل والعزيز:
عاد الأفضل علي إلى دمشق واستقر العادل في مصر، وقد جعـل من نفسـه حكماً بين الأخوين المتنازعين، ممّا ممكنه من فرض كلمته عليهما ليصبح سيد الموقف ( ) ونزل الملك العادل بأحدى قصور القاهرة وأمر ونهي وحكم وتصرف في كبير الأمور وحقيرها وعزل القاضي محي الدين ابن أبي عصرون عن قضاء الديار المصرية وولى القضاء زين الدين يوسف الدمشقي ( ) . وأما الأفضل علي فقد لزم الزهد والقناعة، وأقبل على العبادة ولكنه للأسف لم يصحح الخطأ القاتل الذي وقع فيه سابقاً وضيع ملكه حيث أن الأمور كلها بقيت مفوضة إلى وزيره ضياء الدين بن الأثير الجزري، وقد اختلت الأحوال به غاية الاختلال، وكثر شاكوه وقل شاكروه وبلغ ذلك الملك العادل فأنكره وتقرر بينه وبين الملك العزيز الخروج إلى الشام لتمهيد العزيز الملك بمصر، وعَّين الإقطاعات وثمن الارتفاعات وعمَّر الأعمال ووفَّر الأموال ( ) وكان الملك العادل يؤثر مسير الملك العزيز ليتمكن من أغراضه ولأن العساكر مع اختلافها تجتمع مع الملك العزيز لعلو همته، وسمو قدره، وسماحة يده وسعة صدره، فاجتمع الملك العادل والملك العزيز وأشار عليه أن يسافر بنفسه وقال له ما معناه : إن الدولة الصلاحية بإدارتك صلاحها، وبفلاحك فلاحها، وبنهضتك ينهض جناحها، وبسعدك يسعد نجاحها وإن لم تجتمع الكلمة عليك لم تجتمع كلمة الإسلام، ولم تستقر العصمة من الكفر بالشام، وفي كل بلد من إخوتك سلطان، ما منه لأمرك إذعان، وغداً عند الحاجة إلى الاستنفار والاستنفار، وكلُّ منهم على سِمَةِ النفار، تنزل النوازل والدوائر بالديار، فاستخر الله تعالى وانشط ولدولتك احَتط، وسر مستقبل النصر سارّا، وللجحفل المجرّ جارّا وللدولة الناصرية ناصراً، ولأيدي المتعدي عنها قاصراً، وأنت سلطانناً ونحن الأتباع، والأنصار والأشياع ( ) ، وسار الملكان: العادل والعزيز إلى دمشق فنازلاها ولم يحدث قتالاً، والملك العادل مظهر أنه على عهده وميثاقه، لم يتغير عنه ولم يَحُلْ، وأنه ليس مقصوده إلا إصلاح ذات البين وانتظام الشمل وكتب الأمراء بدمشق والأكابر متواصلة إلى الملك العادل والملك العزيز، لأن بعضهم كانت قد حصلت عنده نفرة من الملك الأفضل لأسباب وقعت منه ومن وزيره توجب الاستيحاش وبعضهم كوتبوا من جهة الملك العادل والملك العزيز بما طيَّب به قلوبهم وبسط في آمالهم، فكتبوا يحثونهما على معالجة الزحف إلى البلد وانتهاز الفرصة ويعدون من أنفسهم المساعدة وفتح الأبواب لهم( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق