إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 أغسطس 2014

355 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب: سادسا:مؤلفاته: 7- سمات التأليف عند الإمام عز الدين بن عبدالسلام:


355

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب:

سادسا:مؤلفاته:

7- سمات التأليف عند الإمام عز الدين بن عبدالسلام:

يتسم التأليف عند الإمام بسمات أبرزها:

أ- تنوع الموضوعات التي ألف فيها الإمام:

كما مر معنا من ذكر مؤلفاته ومن هذه المؤلفات ما هو مطول، كتفسير القرآن العظيم وقواعد الأحكام في مصالح الأنام ومنها ما هو مختصر، كمختصر النكت والعيون ومختصر الرعاية لحقوق الله للمحاسبي والقواعد الصغرى ومنها ما هو على شكل رسائل، كالفرق بين الإسلام والإيمان وملحة الاعتقاد ومنها ما فتاوى كالفتاوى الموصلية والمصرية.

ب- تنوع القضايا التي يتعرض لها الإمام:

في المؤلف الواحد من مؤلفاته – غير الرسائل والفتاوى – فنجده أحياناً يتطرق لبحث مسائل تتعلق بالعقيدة، أو التصوف، أو اللغة أو البلاغة وهذا النهج في الاستطراد من الأمور التي اشتهر بها الإمام في تأليفه وتدريسه.

ج- تكرير بعض الموضوعات في العديد من مؤلفاته،

ولعل ذلك من باب التأكيد عليها تستقر في الأذهان، وترسخ حتى في أضعف العقول، وقد يكون هذا نابعاً من دربته في صحبة القرآن الكريم، فأخذ عنه التكرير لما في التكرير من فوائد، كالتأكيد، وزيادة التنبيه، وتجديد العهد بالموضوع الأول إذا طال الكلام وخشي تناسيه ()، وها هو الإمام يوضح لنا الغرض من ذلك فيقول: حرصاً على البيان والتقرير في الجنان كما تكررت المواعظ والقصص والأمر والزجر، والوعد والوعيد، والترغيب والترهيب، وغير ذلك في القرآن، ولا شك أن في التكرير، والإكثار من التقرير في القلوب ما ليس في الإيجاز والاختصار ()ولا يترك الإمام فرصة للمعترضين على أسلوبه هذا فيرد عليهم قبل أن يواجهوه بأنه: يظن بعض الجهلة الأغبياء أن الإيجاز والاختصار أولى من الأسهاب والإكتار وهو مخطئ في ظنه لما ذكرنا من التكرير في القرآن، والعادة شاهدة بخطئه في ظنه، وما دلت العادة عليه، وأرشد القرآن إليه أولى مما وقع للأغبياء الجاهلين الذين لا يعرفون عادة الله ولا يفهمون كتاب الله ().

ح- اهتمامه البالغ بالمقصد العام والأساس للشريعة:

وهو، جلب المصالح ودرء المفاسد والتدليل عليه والإكثار من التمثيل له حتى يكون دوماً حاضراً في أذهان المكلفين أثناء أقوالهم وأفعالهم وجميع تصرفاتهم، غير غافلين عنه في أي لحظة من لحظات أعمارهم وهذه الروح – روح المقاصد – تسري في معظم كتبه مثل "قواعد الأحكام" واضحة وضوح الشمس وكذلك في "شجرة المعارف" واضحة بما يعرضه من نماذج وأمثلة تكاد تكون في معظمها وسائل لتحقيق مقاصد الشريعة الغراء وإقامتها في واقع الناس، ولا يقتصر تحقيق المصلحة عند الشيخ العز على المسلم فقط، بل يتعداه إلى الكافر وحتى الحيوان ()عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: في كل كبد رطبة أجر()، قال الشيخ عز الدين: والتخلق بالبسط، أن تبسط برك ومعروفك على كل محتاج حتى على الدواب والكلاب، والذر ()، وأفرد الباب السابع في كتابه "شجرة المعارف" لبيان أن الإحسان: عبارة عن جلب مصالح الدارين أو إحداهما، ودفع مفاسدهما أو مفاسد إحداهما () وتحدث فيه كذلك عن الإحسان القاصر والمعتدي وبين في كتابه: الإمام في بيان أدلة الأحكام وأن الترغيب في الفعل أو التحذير منه، راجع إلى المنافع والمضار ()، وهذه نظرة كلية منه – رحمه الله – إلى مقاصد الشريعة التي جاءت لتحكم بسلطان الدين الحياة البشرية تحقيقياً لمصالح العباد، ودرء للمفاسد عنهم ().

خ- كتبه في متناول العالم والجاهل،

ولا تحتاج إلى كبير عناء في فهمها لسلاسة تعابيرها وإشراقة عبارتها وكثرة التمثيل، فيها مما يزيد معانيها توضيحاً وبياناً وبهذا يكون قد فاق الشاطبي الذي جعل كتابه: "الموافقات" لفئة خاصة من الناس كما ذكره في المقدمة ().

د- توخي أسلوب الوعظ:

أحياناً مع تجنب السجع المتكلف رغم فُشوَّه في عصره وقد تحاشاه الإمام حتى في خطبه.

ذ- اعتماده في مؤلفاته على الكتاب والسنة

 حرصاً منه على التلقي من النبع الصافي، وقلما نجده يعتمد على آراء من سبقه من العلماء اعتداداً بملكته العلمية المستقلة وبلوغه رتبة الاجتهاد وتحرره من قيود المذهبية الضيقة، وقد نص بعض من ترجم له أنه كان في آخر عمره لا يتقيد بالمذهب، بل اتسع نطاقة وأفتى بما أدى إليه اجتهاده ()، وما ذلك إلا حرصاً منه على توحيد الأمة واجتناب الخلافات.

س- تمتاز كتبه بالطابع العلمي،

والتعليقات الدقيقة على النصوص، والنظرات العميقة فيها، استوحاها الإمام من مقاصد الشريعة وأهدافها النبيلة.

ش- استقلاليته في التأليف،

وبروز شخصيته شخصية مميزة في استقلالها، مبرزة في نبوغها، قوية في تأثيرها في المجتمع، يظهر ذلك في نبذه للتقليد ودعوته للإجتهاد، واستفادات العز من غيره لم تذهب بشخصيته ().

ولقد تبوأت مؤلفات عز الدين بن عبدالسلام مكانه عالية تجلت في اهتمام السابقين واللاحقين بها ومن مظاهر هذا الاهتمام؛ إشادة السابقين واللاحقين بها، والحرص على نسخها في القديم وطبعها بعد تحقيقها في عهدنا، وتدريس مؤلفاته وتداولها والعمل على شرحها، وكثير من العلماء من ينقل من مؤلفـاته عنـد الاسـتدلال، مثـل ابن كثيـر، والشاطبي، وابن حجر والمناوي والسيوطي والفتوحي ()وغيرهم كثير



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق