إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أغسطس 2014

316 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الثاني:الحملة الصليبية السابعة: سابعاً:نتائج الحملة الصليبية السابعة: 10-عودة لويس التاسع:


316

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الثاني:الحملة الصليبية السابعة:

سابعاً:نتائج الحملة الصليبية السابعة:

10-عودة لويس التاسع:

بقي لويس في الأراضي المقدسة مدة تقرب من أربع سنوات (مايو 1250 – أبريل 1254) وساعد على بقاء لويس التاسع حالة الشرق الأدنى السياسية في ذاك الحين، بعد ثورة المماليك في مصر التي أدت إلى تغير نظام وانتقاله من سلالة بني أيوب إلى المماليك البحرية، فكان من جزاء هذا نشوب الخلاف بين هؤلاء المماليك وأمراء بني أيوب في الشام الذين لم يقبلوا عليهم ملكاً من مماليك أسرتهم، وقد استغل الملك لويس التاسع هذا الخلاف الناشب بينهما لصالح القضية الصليبية إذ كان كل من الفريقين يسعى إلى اكتساب وده واجتذابه إلى جانبه في صراعه ضد خصمه وكان لويسع يطمع في اتساع هوة الخلاف بينهما حتى يخلو له الجو ويمكنه حينئذ تحقيق مطامعه التي أخفق في الحصول عليها عن طريق الحرب () وباءت جهود لويس التاسع بالفشل في إثارة الفتنة بين الأيوبيين في الشام والمماليك – بعد الصلح الذي تّم بينهم عام 651ه/1253م – والواقع أن ذلك الصلح كان ضربة قاسية أصابت آمال الملك الفرنسي، إذ انهار ما كان يرجوه من وراء الشقاق الناشب بين القوتين من حيث إضعافها معاً واستفادة الصليبيين وحدهم من ذلك وأدرك أن مهمته في الأراضي المقدسة قد أذنت الانتهاء، كما أدرك أيضاً أن هذا الصلح عاد بالضرر على معاقل اللاتين وممتلكاتهم في الشام التي باتت مهددة بالخطر والضياع بعد أن خلا الجو للناصر يوسف باتفاقه مع من بيدهم السلطة في مصر ()، لذا نرى لويس التاسع يعمل على إصلاح وتقوية بعض المدن الساحلية والقلاع الداخلية خوفاً من هجوم مفاجئ قد يشنه عليه المسلمون، فكان مما حصنه عكا وقيصرية ويافا وصيدا وفي الوقت الذي كان فيه الملك الفرنسي في صيدا يشرف بنفسه على العمليات الخاصة بتحصينها، بلغة النبأ الأليم بوفاة والدته الملكة بلانش، التي كانت تنوب عنه في تدبير المملكة وحفظها سالمة من عواصف السياسة الأوروبية في ذاك الحين وأصبحت عودة لويس إلى فرنسا ضرورة تحتمها الظروف، فقد كانت البلاد مهددة من انجلترا الطامعة فيها، كما سببت مطامع البابا انوسنت الرابع ونزاعه مع الإمبراطورية بعض القلق في فرنسا، وأخيراً في 24 أبريل 1254م غادر لويس – بلاد الشام – بعد أن ترك فيها مجموعة قليلة من الفرسان ()وبعد أن نجح في عقد هدنه مع دمشق لمدة سنتين وسبعة أشهر إبتداء من الحادي والعشرين من فبراير 1254م، كما عقد لويس أيضاً هدنة مع القاهرة، لمدة عشرة سنوات بداية من عام 1255م، وعقب رحيل لويس في عام 1254م تجددت إشتباكات محدودة بين الصليبيين والمسلمون ولكن الهدنة تجددت مرة أخرى لمدة عشر سنوات مع دمشق والقاهرة من جانب والصليبيون من جانب آخر ()، وعاد لويس إلى فرنسا مجروحاً في كرامته وعزته وكبريائه بعد هزيمة المصريين له في المنصورة، وفارسكور، ولتنكيلهم بفرسانه ومشاته، ولكنه مع ذلك لم يفقد الأمل الذي ظل يراود خياله منذ صغره في امتلاك المدينة المقدسة وضمها إلى حظيرة اللاتين، فنراه في سنة 1267م بعد ثلاثة عشر عاماً من انتهاء حملته على مصر والشام – يحمل الصليب مرة أخرى، ويقوم في سنة 1270م/660ه - بعد ثلاث سنوات أمضاها في الاستعداد – بحملته الصليبية الثالثة والأخيرة على تونس بقصد استمالة صاحبها محمد بن يحي الملقب بالمستنصر إلى المسيحية، ومواصلة الزحف على مصر خط الدفاع الأول عن بلاد الشام وبيت المقدس – وبلاد الشرق الأدنى آنذاك، وبالقضاء على هذا المعقل الأشب يمكنه استخلاص البيت المقدس بسهولة من أيدي المسلمين، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، إذ قضى لويس التاسع نحبه وهو على أبواب قرطاجنة دون أن يتأتى له أن يمحو عن جبينه عار هزيمته على ضفاف النيل وإخفاق محاولاته في بلاد الشام – وكان آخر ما هتـف به وهـو على فراش الموت – نقلاً عن شاهد عيان يدعى غليوم دي شارنز – هيا إلى أورشليم ().

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق