إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 أغسطس 2014

388 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثانياً:أهم موضوعات دعوة المسلمين للنصارى: 2-الدعوة إلى اعتناق الإسلام بشكل مجمل:



388


موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثانياً:أهم موضوعات دعوة المسلمين للنصارى:

2-الدعوة إلى اعتناق الإسلام بشكل مجمل:

كان من موضوعات دعوة المسلمين للنصارى في هذا الفترة دعوتهم إلى اعتناق، أو من خلال ذكر الأدلة على صحته وبيان محاسنه، أو من خلال رد الشبه عن تشريعاته.

1-الدعوة المباشرة إلى اعتناق الإسلام: ومن الأمثلة على ذلك دعوة صلاح الدين لأرناط الصليبي الذي نقض الصلح مع المسلمين،
2-فغدر بقافلة مسلمة قادمة من مصر إلى الشام،
3-فلما ناشده أصحابها الله وذكروه بالصلح الذي بينه وبين المسلمين رد بكلام يتضمن الاستخفاف برسول الله صلى الله عليه وسلم
4-لذلك لما علم صلاح الدين أقسم إن ظفر به ليقتلنه لاستخفافه برسول الله صلى الله عليه وسلم
5-فلما جيء بهذا الصليبي مع الأسرى بعد معركة حطين في منتصف شوال سنة 583ه ذكره صلاح الدين بما صدر منه ثم عرض عليه الإسلام فأبى فقتله  ()
6-والشاهد من ذلك هو عرض الإسلام على هذا القائد الصليبي ودعوته إلى اعتناقه ومثل ذلك عرض الإسلام على صاحب صيدا وقد شهد ذلك ابن شداد حيث قال : ... ولقد رأيته وقد دخل عليه صاحب صيدا بالناصرة
7-فاحترمه وأكرمه،
8-وأكل معه الطعام،
9-ومع ذلك عرض عليه الإسلام فذكر له طرفاً من محاسنه
10-وحثه عليه  ()ومن نماذج عرض الإسلام على النصارى في هذه الفترة ودعوتهم إلى اعتناقه استغلال صلاح الدين للقاءاته بوفود الفرنج لإيضاح محاسن الإسلام ثم دعوتهم إليه  ()
11-وقد بين الجعفري أن من أسباب تأليفه كتاب – تخجيل من حرف التوراة والإنجيل – هو دعوة النصارى إلى الإسلام،
12-حيث قال : فعسى الله أن يقدر هداية بعضهم
13-ونحن مأمورون بدعائهم إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة  () وتكرر في ثنايا مناقشة القرطبي لكتاب أحد القساوسة النصارى دعوته لهذا القسيس إلى اعتناق الإسلام
14-ومن ذلك قوله: .. فالله الله
15-أدرك بقية نفسك قبل حلول رمسك
16-واستعمل عقلك
17-ولا تعول على تقليد فاسد
18-واتبع الدين القويم
19-دين الأب إبراهيم "ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين"  () (آل عمران
20-آية: 67) وفي موضع آخر من مناقشته لهذا القسيس في كتابه : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام بين له أنه لولا رجاء استنقاذه من الضلال إلى الهدى لما ناقشه
21-ولما أعطى الحكمة إلى غير أهلها
22-حيث يقول: ... فلعل مقلب القلوب يستنقذك من عبادة إله مصلوب
23-ويبدلك بها إخلاص العبادة لعلام الغيوب
24-ولولا رجاء ذلك لما كان ينبغي لي أن أعطي الحكمة غير أهلها  ().
25-الدعوة إلى الإسلام من خلال بيان محاسنه: اهتم العلماء المسلمون في عصر الحروب الصليبية ببيان محاسن الإسلام وسماحته لعل ذلك يكون للهداية واعتناق الإسلام ومن هؤلاء : القرطبي الذي عقد فصلاً في كتابه – الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام – مبيناً فيه محاسن الإسلام ومبرزاً الهدف من ذلك بقوله: الغرض من هذا الفن أن نبين فيه عقيدة الإسلام
26-وجملاً من أصوله وأحكامه
27-ومواضع من فروع دينه أنكرتها النصارى عليه
28-وإنما فعلنا ذلك لغرضين  ()
29-ثم وضح أن أحد الغرضين هو: .. إنه لا يبعد أن يقف على هذا الكتاب نصراني أو يهودي لم يسمع قط من ديننا تفصيلاً ولا تصريحاً
30-بل إنما سمع له سباً وتقبيحاً
31-فأردت أن أسرده على الجملة
32-ليتبين حسنه لمن كان ذكي العقل
33-صحيح الفطرة
34-فلعل ذلك يكون سبب هداه
35-وجلاء عماه  ()وبعد ذلك عرض القرطبي شيئاً من محاسن الإسلام من خلال ثلاثة جوانب هي:

مراعاته لمصالح العباد في الآخرة:

حيث جاءت تشر يعاته بإيضاح كل ما يتعلق بها مما يحتاج إليه العباد وغاية الوضوح، وتعبدنا الله سبحانه وتعالى بعبادة محصنة، كالصلاة والحج وغير ذلك تعظيماً له سبحانه وتعالى، وخضوعاً له بالظاهر والباطن ().

مراعاته لمصالح العباد الدنيوية:

فجاءت تشريعاته في هذا الجانب حماية للدين، والنفس والمال، والنسب، والعرض والعقل، ولأجل ذلك شرع العقوبات، وحرم كل ما يؤثر على هذه الضرورات كالغيبة، والقذف، وقول الزور، والغش والسرقة، وأكل أموال الناس بالباطل، وحرم الخمر لأنها تذهب العقل الذي هو مناط التكليف وغير ذلك من أنـواع الفساد ().

اتمامه لمكارم الأخلاق:

يقول القرطبي: .. وأما مكارم الأخلاق التي تضمنها شرعنا فلا تخفي على متأمل، وذلك أن شرعنا أمرنا بها ظاهراً وباطناً، ونهانا عن رذائلها وسفاسفها ()ثم وضح القرطبي أمثلة على مكارم الأخلاق في الإسلام، هذه المكارم التي تسعى للتحلي بها كل نفس طاهرة، للخير، مبغضة للشر، فمن المكارم الظاهرة عدد القرطبي النظافة والطهارة والتطيب وتحسين الهيئة وقص الشارب، وإعفاء اللحية، وغير ذلك وبين أن من النظافة الباطنية التخلي عن مذموم الأخلاق كالغضب، والحسد، والبخل، ومهانة النفس، والكبر، والرياء والتحلي بالأخلاق المحمودة كالتوبة من المعاصي وحسن الصحبة والنصيحة والعدل، والتواضع، والإخلاص، والصبرن والصدق، والتوكل، ومحبة الله ورسله إلى غير ذلك (). وأخيراً أكد القرطبي على أن المتدبر لهذه المحاسن سيعلم من غير شك أنها حق من الله، وأن الذي جاء بها لا يجوز عليه الغلط والكذب، وعلى ذلك فلا يسعه إلا قبولها والإيمان بالذي دعا إليها وهو الإسلام ().

ج- الدعوة إلى الإسلام من خلال رد الشبه عن تشريعاته:

قد يكون سبب عدم قبول الحق شبهة في ذهن المدعو، وبإزالة هذه الشبهة تزول العقبة ويتحقق القبول، وهكذا الحال مع النصارى فإنما كانت كثير من الشبة التي يثيرها بعض مضليهم مانعة من العلماء في فترة الحروب الصليبية للذود عن الإسلام بدحض الشبه التي يروج لها أئمة الضلال من النصارى ومن الأمثلة على ذلك رسالة أحد القساوسة إلى أبي عبيدة الخزرجي التي تتضمن الكثير من الشبه والمفتريات حول تشريعات الإسلام ورد أبي عبيدة الخزرجي التي تتضمن الكثير من الشبه والمفتريات حول تشريعات الإسلام، ورد أبي عبيدة على هذا القسيس داحضاً شبه ومفترياته ()، ومثله القرافي الذي عرض كثيراً من شبه النصارى في هذه الفترة وأبطلها ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق