إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 أغسطس 2014

359 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب: سابعاً:أعماله في التدريس والإفتاء والقضاء والخطابة: 1-في التدريس:


359

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب:

سابعاً:أعماله في التدريس والإفتاء والقضاء والخطابة:

1-في التدريس:

 قام العز بن عبدالسلام بالتدريس في مدارس دمشق ومساجدها، وهو أول عمل قام به العز رحمه الله وأول مدرسة عمل بها هي المدرسة العزيزية حيث كان للعز مجلس فيها يدرس فيه العلوم الشرعية، كما كان يدرس فيها الآمدي ت 631ه واستمر العز في التدريس مع استاذه الآمدي وبعده، كما درس في المدرسة الشبلية، ثم تولى التدريس في الزاوية الغزالية وهي مكان صغير، بجانب الجامع الأموي من جهة الغرب وسميت بذلك نسبة إلى الإمام الغزالي ت 505ه، كان يعتكف فيها، ثم استعملت للعبادة والتدريس والأذكار، وتولى العز التدريس فيها بعد وفاة شيخها جمال الدين الدولعي سنة 635ه ()، ومع علمه ونبوغه وذيوع صيته، وبروزه على الأقران، حتى إنه كان مفتياً قبل هذا التاريخ، والتدريس مرحلة متقدمة على الإفتاء، فلابد أن يكون العز قام بالتدريس قبل تولية الملك الكامل له في سنة 635ه وبعد هجرته إلى مصر ولاه السلطان التدريس في الصالحية (بالقاهرة) وكانت مدرسة كبيرة خصصت لتدريس المذاهب الأربعةن فأسند تدريس المذهب الشافعي، للإمام العز رحمه الله فبقي إلى أن توفي 660ه ولم يكتف بالتدريس فيها، بل عقد حلقات العلم في المساجد وقصده الطلاب من الآفاق، وتخرج عليه في هذه الفترة معظم تلامذته الذين بزوا الأقران كابن دقيق العيد، والدمياطي، وغيرهم ممن سبق ذكرهم، وقد عرض عليه الملك الظاهر بيبرس بعد بنائه المدرسة الظاهرية أن يتولى أمر التدريس فيها إضافة إلى تدريسه في الصالحية، فأبى وقال: إن معي تدريس الصالحية، فلا أضيق على غيري، وسأله الملك أن يشترط في وقفها أن يكون التدريس لأولاده فقال: إن في هذا البلد من هو أحق منهم، فقال: لابد أن يكون لهم فيها وظيفة بالشرط، ففكر وقال: إن كان لابد فتكون الإمامة، فشرط لهم ()، وقد عرض عليه الظاهر بيبرس أيضاً أن يعين مناصبه لمن يريد من أولاده فقال: ما فيهم من يصلح، وهذه المدرسة الصالحية تصلح للقاضي تاج الدين ابن بنت الأعز ()، وكان أحد تلاميذه فضرب مثلاً نادراً في الحرص على الدين والورع، وعدم إيثاره أولاده على مصلحة المسلمين، فأسند الأمر إلى أهله ومن هو أهله، وكان العز رحمه الله مجيداً في تدريسه، جاداً في عطائه وقد أثنى أبو الحسن الشاذلي على مجلس العز بن عبدالسـلام فقـال: ... ما على الأرض مجلس في الفقه أبهى من مجلس الشيخ عز الدين بن عبدالسلام (). وكان مهيباً وقوراً، مع حسن محاضرة وبشاشة، لا يهتم بمظهر ولا ملبس، فقد كان يلبس قبع لباد، ويحضر فيه المواكب السلطانية، وأحياناً يلبس العمامة دون تكلف أو تصنع ()، ويعطي درسه مسترسلاً وهو أول من درس التفسير في حلقاته، كما درّس الفقه والأصول وغيرها من العلوم الشرعية وفاق أقرانه حتى قال ابن الحاجب أحد أقرانه: ابن عبدالسلام أفقه من الغزالي().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق