إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 أغسطس 2014

396 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثالثا:مناقشة عقائد النصارى: 1-نقض الأمانة:


396

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثالثا:مناقشة عقائد النصارى:

1-نقض الأمانة:

وثيقة الأمانة، أو ما يعرف بقانون الإيمان عند النصارى، هو أصل عقيدتهم، وهو الذي لا يتم إيمان نصراني إلا باعتقاده، ونص هذه الأمانة ما يلي: نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل، مالك كل شيء، صانع ما يرى وما لا يرى، وبالرب الواحد يسوع المسيح ابن الله الواحد بكر الخلائق كلها، الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها، وليس بمصنوع، إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقننت العوالم، وخلق كل شيء الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنساناً، وحبل به وولد من مريم البتول، وأوجع وصلب أيام فيلاطس ()النبطي، ودفن وقام في اليوم الثالث – كما هو مكتوب – وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه وهو مستعد للمجئ تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء ونؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج عن أبيه روح محبته وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا، وبجماعة واحدة قديسية جاثليفية ()، وبقيامه أبداننا وبالحياة الدائمة إلى أبد الآبدين ().

ولقد اهتم علماء المسلمين في فترة الحروب الصليبية بهذه الأمانة لمكانتها في الديانة النصرانية حيث ناقشوها مبينين تناقضها وتهافتها، ومن ثم هدم ما يقوم عليها من معتقدات في الديانة النصرانية، ومن وجوه التناقض التي بينها هؤلاء العلماء في هذه الأمانة ما يلي:
- إن فيها الإقـرار بوحـدانية الله سبحانه ثم نقض ذلك بالشرك، فقولهم فيها: نؤمن بالله الواحد الأب .." يناقض قولهم أيضاً: ... وبالرب الواحد يسوع المسيح ().
- إقرارهم فيها بأن الله صانع ما يرى ومالا يرى، ثم قولهم، عن المسيح : .. الذي بيده أتقنت العوالم، وخلق كل شيء ().
- قولهم في الأمانة: إن يسوع المسيح ابن الله بكر الخلائق الذي ولد أبيه، مشعر بحدوثه، فلا معنى لكونه ابن الله إلا إذا تأخر عنه، إذ كونهما معاً كما يقر به النصارى مستحيل ببداهة العقول().
- قولهم فيها: إن يسوع بكر الخلائق كلها. لا يفهم منه إلا أن المسيح خلقه الله قبل كل الخلائق أي أنه مخلوق مصنوع، وهذا مناقض لما في أمانتهم وهو: ... وليس بمصنوع إله حق من إله حق ().

وقد ذكر العلماء وجوه من التناقض كثيرة فصلها الدكتور سليمان بن عبدالله الرومي في كتابه القيم دعوة المسلمين للنّصارى في عصر الحروب الصليبية (). وقد أبرز العلماء المسلمون كالجعفري والمتطبب والقرافي تهافت هذه الأمانة التي بعدها النصارى أساس ديانتهم والتي لا يصلح إيمان أحدهم إلا باعتقادها، فأصبحوا، بذلك، كما وصفهم القرافي هزأً للناظر ومصنفة للمناظر ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق