إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أغسطس 2014

325 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب: ثانياً:نشأته:


325

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب:

ثانياً:نشأته:

كان العز بن عبدالسلام بعيش في أسرة فقيرة مغمورة لم يكن لها مجد أو سلطان أو منصب، أو علم، فقد ولد العز بن عبدالسلام في دمشق الشام، وهي وقتئذ مركز هام للعلم والمعرفة وقبلة للعلماء والفقهاء، وخط مواجهة أمامي مع الصليبيين الغزاة الذين احتلوا مدناً وحصوناً عديدة في فلسطين وساحل بلاد الشام كما كانت دمشق ممتليئة بنعم الله وخيراته الوفيرة من ماء عذب وزراعة وصناعة وتجارة درت عليها الرزق الواسع والخير الوفير، في هذه المدنية العريقة ولد العز بن عبدالسلام ونشأ في ربوعها وتنسم هواءها وترعرع في أجوائها، وقد انشغلت أسرته بطلب الرزق عن طلب العلم، إلا أن العز كان منذ نشأته الأولى عفيفاً شريفاً يملك نفساً أبيه، إذ لم يعرف عنه أنه امتهن مهنة تزري بصاحبها، أو تحط من شأنه، وكان رحمه الله شاباً متديناً، متعبداً رغم فقره، وكده على رزقه، ولا أدل على ذلك من مبيته في المسجد الليالي الطوال ()، ينتظر الصلاة كي لا تفوته الجماعة، أو يغيب عن الصلاة والعبادة فيه، وقد ذكر السبكي ت 771ه قوة إيمان هذا الشاب وشدة فقره وتدينه حيث قال: سمعت الشيخ الإمام يقول: كان الشيخ عز الدين في أول أمره فقيراً جداً، ولم يشتغل إلا على كبر، وسبب ذلك أنه كان يبيت في الكلاسة ()من جامع دمشق، فبات بها ليلة ذات برد شديد فاحتلم فقام مسرعاً، ونزل في بركة الكلاسة ()من جامع دمشق، فبات بها ليلة ذات برد شديد، فاحتلم فقام مسرعاً، ونزل في بركة الكلاسة فحصل له ألم شديد، وعام فنام فاحتلم ثانياً، فعاد إلى البركة لأن أبواب الجامع مغلقة وهو لا يمكنه الخروج، فطلع فأغمى عليه من شدة البرد"... ثم سمع النداء في المرة الأخيرة، يا ابن عبد السلام : أتريد العلم أم العمل؟ فقال الشيخ عز الدين: العلم لأنه يهدي إلى العمل فأصبح، وأخذ التنبيه فحفظه في مدة يسيرة، وأقبل على العلم فكان أعلم أهل زمانه ومن أعبد خلق الله (). في هذه الرواية دلالة واضحة على تدين العز، وقوة إيمانه، ونشأته الصالحة التقية، حيث لا يحتمل مثل هذه المشاق إلا من عرف ربه، وسلك منهج الحق، وتعلق قلبه بالمساجد لا يخرج منها إلا ليعود إليها، فكان مثال الشاب الذي نشأ في طاعة الله، عازفاً عن طيش الشباب، وهوى النفس، فالشاب الذي يتحرج من الاستسلام إلى دفء المفراش جُنُباً في ليلة شديدة البرد، لا شك يعرف قيمة عمله، ويتحلى بوعي ديني كبير، وحس إيماني عميق يجعله يبادر إلى التطهر عقب اكتشاف الأثر دون تباطؤ أو كسل ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق