إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 أغسطس 2014

354 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب: سادسا:مؤلفاته: 6- التصوف:


354

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الثالث:الشيخ عز الدين بن عبدالسلام من مشاهير عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب:

سادسا:مؤلفاته:

6- التصوف:

أ- شجرة العارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال:
وقد تكلم العز في هذا الكتاب على صفات الله وكيفية توحيده  وتنزيهه، والوجه الأسلم في ذلك، وكيفية التخلق بصفات الله سبحانه وتعالى، وجاء هذا الكتاب في عشرين باباً، وفصولاً تمهيدية () وقد تحدث في هذا الكتاب عن كيفية التخلق بالأسماء والصفات، فقال:

أ- التخلق بالقدوس: فقال الشيخ عز الدين : القدوس: هو الطاهر من كل عيب ونقصان، وثمرة معرفته : التعظيم، والإجلال، والتخلق به بالتطهير من كل حرام ومكروه وشبهه وفضل مباح شاغل عن مولاك ().

ب- التخلق بالسلام: إن أُخِذَ من تسليمه على عباده فعليك بإفشاء السلام، فإنَّه من أفضل خِصال الإسلام وإن أخذ من السلامة من العيوب، فهو كالقدوس وإن أُخِذَ من الذيِ سَلِمَ عباده من ظُلمه، فليسلم الناس من غشمك وظلمك وضَرَّك وشرَّكَ، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ().

ج – التخلق بالإيمان: المؤمن، إن أخذ من تصديق الله نفسه فعليك بالإيمان بكل ما أنزله الرحمن وإن أخِذ من أمنه العباد من ظلمه فأظهر من بَِرك وخيرك ما يؤمن الناس من شرك وضَيْرِك، وإنَ أخذ من خالق كل أمن فاسع لعباد الله في كل أمن ().

ح- التخلق بالهيمنة: المهيمن؛ هو الشهيد، فإن أخذ من مشاهدته لعباده، فهو كالبصير، وثمرته كثمرته، والتخلق به كالتخلق به، وإن أخذ من شهادته لعباده وعليهم في القيامة، فثمرة معرفته خوفك وحياؤك من شهادته عليك إن عصيته، ورجاؤك شهادته لك إن أطعته والتخلق به أن تقوم بالشهادة في كل ما نفع وضرّ، وساء وسَّر، ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين.

خ- التخلق بالعزَّة: العزيز؛ إن أخِذَ من العلبة فهو كالقهار وثمرة معرفته الخوف، وإن أخذ من الامتناع من الضيمَّ فلا تخلق به إلا في بعض الضُيوم، كَضْيمْ الكُفَّار الفُجّار، وإن أُخذ من الذي يَعِزُّ وجود مثله فهو سالب للنظير، فلا تخلق به إلا بالتوحد بالطاعة والعرفان على حسب الإمكان، بالنسبة إلى أبناء الزمان ().

د- التخلق بالجبر: الجبار، إن أُخذ من جبرت العظم والفقير إذا أصلحتهما، فثمرة معرفته رجاءُ جبره وإصلاحه والتخلق به، بأن تعامل عباده بكلَّ خير وإصلاح تقدر عليه، أو تصل إليه وإن أُخذ من العُلُو فهو كالعَليَّ، وثمرة معرفته كثمرات معارف جميع الصفات وإن أخذ من الإجبار فهو كالقهّار ().

ذ- التخلق بالتكبر عن الرَّذائل: المتكبر؛ إن أُخذ من تكبره عن النقائص فهو كالقدوس، فتكبّر عن كل خلق دنيء وإن جعل شاملاً لجميع الأوصاف، فثمرة معرفته الإجلال والمهابة في جميع الأحوال الحادثات من سائر الصفات، وكذلك العظيم، والجليل والعلي والأعلى().

ذ- التخلق بالحلم: الحليم هو الذي لا يعجل بعقوبة المذنبين فاحلمُ، عن كلَّ من آذاك وظلمات، وسَبَّك وشتمك، فإنَّ مولاك صبور حليم، بَرُّ كريم، يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.

ر- التخلق بالصبر: الصبور: هو الذي يعامل عباده معاملة الصابرين، فعليك بالصبر على أذيَّةِ المؤذين، وإساءة المسيئين، فإن الله يحب الصابرين ().

ز- التخلق بالإعزاز: المعز: خالق العِزَّ وثمرة معرفته الطمعُ في إعزازه بالمعارف والطاعات والتخلق به، بإعزاز الدين ومن تبعه من عباد الله المؤمنين.

س- التخلقُّ بالإذلال: المذل: خالق الذُّل وثمرة معرفته خوف الإذلال بالمعاصي والمخالفات، والمعاملة به بإذلال الباطل، وأشياعه وإخمال العُدوان وأتباعه ().
ش- التخلق بالانتقام: المنتقم : هو المعذب لما يشاء من عباده عدلا وثمرة معرفته الخوف من انتقامه والتخلق به لمن ابتُلي بشيء من الولايات بالانتقام من الجُناة بالحدود والتعزيرات والعقوبات المشروعات().

ع- التخلق بالعدل: الحكم، العدل، المقسِطُ، هو المنصف في وصله وقطعه وبذله ومنعه وضَرَّه ونفعه وثمرة معرفته خوف الظالم من عدله، ورجاء المظلوم لفضله والتخلق به لمن ابتُلى في ذلك أن يَعْدِل فيما حكم به مسَّويا بين الفقير والغنيّ والضعيف والقويّ، والقريب والأجنبي، والعُدوَّ والوليّ، وكذلك يعدل، فيما يختص به من أهله وعياله ورقيقه وأطفاله.

غ- التخلق باللطف : اللطيف: إن أخذ من معرفة الدقائق، فثمرة معرفته خوفُك ومهابتُك وحياؤك من معرفته بدقائق أحوالك، وخفايا أقوالك وأعمالك إذ لا يعزب عن خالق الأشياء مثقالُ ذرَّةٍ في الأرض ولا في السماء " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (الملك، آية: 14) وإن أخذ من الرفق فثمرةُ معرفته رجاءُ رفقهِ فيما قضاه ولطفه فيما أمضاه والتخلق به بالرفق بكل من أُمرت به من عباد الله، فإنّ الله لطيف بعباده " وما كان الرفق في شيء إلا زانه ().

ق- التخلق بالشكر: الشكور؛ إن أخُذ من ثنائه على عباده فثمرةُ معرفته رجاؤك الدّخول في مدحته بطاعته ومعرفته والتخلق به بشكر مولاك وشكر أبويْك، وشكر كل من أحسن إليك ()، "من لا يشكر الناس لا يشكر () الله.

ف- التخلق بالحفظ: الحفيظ؛ إن أُخِذَ من العلم فقد سبق، وإن أخذ من ضبط الأشياء وحفظها، فَثمرةُ معرفتِهِ رجاؤك حفظهَُ في أولاك وأُخراك والتخلق به بحفظ ما أمرت به من الطاعات والأمانات، فإن الله قد مدح الحافظين لحدوده، وبشَّرَهُم بإنجاز وعوده، فقال : "هذا ما توعدُون لكل أوَّاب حفيظ "(ق، آية: 32).

ص- التخلق بالإقَاته: المقُيتُ : إن أخذ من القُدرة فلا تخلقُّ به وإن أخذ من إقاته الأقوات، فثمرة معرفته رجاء الإقاتةِ والأرزاق والتخلق به بإقاته كل محتاج تقدر على إقاتته من قريب أو أجنبي وضـعيف وقـويَ، مقدَّماً لمن تلزمُك إقاتته الأقرب فالأقرب (). "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ()".

ض- التخلق بالحِكمةِ والحُكم: الحكيم؛ إن أُخِذَ من الحِكمة فثمرة معرفته المهابة والإجلال والتخلق به بمعرفة حُكم الكتَاب والسنة " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"(البقرة، آية 269) وإن أُخذِ من الإحكام والإتقان فثمرة مُعرفته إجلال من غمّت الأشياء حكمته وحيَّرت الألبَّاءَ صنعته، والتخلق به، بإتقان أحوالك وأعمالك، فيما يُصْلحِك في عاجِلِك ومآلكِ.

التَّخلُّق بالقُوَّة: القوي المتين، وثمرةُ معرفته مهابته وإجلاله والاعتماد على قُوَّتِهِ، والتخلق به بأن تكون قوياً في دينك، متيناً في يقينك، مَليّاً بطاعة مولاك.
التَّخَلُّق بالتقديم والتأخير: المقدم والمؤخّر، ثمرة معرفتهما المهابة والإجلال والاعتماد عليه في تقديمه وتأخيره، ورجاء أن يُقدَّمَك بطاعته، وخوف أن يؤخَّرك بمعصيته والتخلق بهما بتقديم ما أمرت بتقديمه وتأخير ما أمرت بتأخيره، بأن تقدم الأماثل على الأراذل، وأن تقَّدم أوجب الطاعات على واجبها، وأفضلها على فاضِلِها، ومضيَّقَها على موسَّعها وبأن تقدم القُرُبات والطاعات إلى أوائل الأوقات، فإنّ الله مدح الذين يسارعون في الخيرات ().
التخلُّق بالبَرَّ: البُّر، هو المنعم وثمرة معرفته رجاءُ أنواع برَّه، والتخلق به بأن تبرَّ كُلَّ من تقدر على بَّره بأحبَّ أموالك – إليك وأنفسِها لديك، فإنَّ مولاك يقول : لن تنالوا البِرَّ حتى تتفقوا ممّا تحبون"(آل عمران: آية 92).
التخلق بالتوبة: التّواب، إن جُعل بمعن الموفَّق للتوبة فثمرة معرفته رجاء توبته عليك والتخلق، بأن تَحُثَّ المسيءَ على التوبة وتحرَّضَهُ على الأوْبَة وإن جُعل بمعنى قابل التوبة، فأقبل عذر من أساء إليك وندم على جرأته عليك ().
التخلق بمعنى المغني: والتخلق به بأن تُغني كلّ محتاج بما تقد عليه من علم وغيره، فتذكَّرَ الغافل وتُعلم الجاهل، وتُقيم المائل وتُسَّير العائل.
التَّخُّلق بالضُّر والنَّفع: الضار والنافع، ثمرةُ معرفتهما خوف الضَّررَّ ورجاءُ النفع والتخلق بهما بنفع كل من أُمرت بنفعه وضرَّ كلَّ من أُمرت بضرَّه، بحدَّ أو قتل أو غيره، والخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله، فعليك ببذل المنافع لكلَّ دان وشاسِع ().
التَّخَلُّق بهداية الضال: النور الهادي؛ ثمرة معرفتها رجاؤك أن يُنَّورَ جَنَاتك بمعرفته ويُزَّينَ أركانك بآثار هدايته، والتخلق بهما بأن تكون نوراً من أنوار الله، هادياً، إلى صراط الله(). فوالله لأن يهدي الله بك رَجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن تكون لك حُمرُ النَّعَم ().
التخلق بالقبض والبسط: القابض الباسط، ثمرة معرفتهما الخوف من قبض منافع الدُّنيا والآخرة، ورجاء بسط الخيرات العاجلة والآجلة، والتخلق بالبسط بأن تبسط بَّرك ومعروفك على كلَّ محتاج حتى على الدّواب والكلاب والذَّرَّ إذ () " في كل كبد – رطبة أجر" ()، والتخلق بالقبض بأن تقبض عن كل أحدٍ ما ليس له أهلاً، من مال وولاية وعلم وحكمة فلا تؤتوا السُّفهاء أموالهم فيتلفوها ().
التخلق ببذل الهبات: الوهاب، ثمرة معرفته رجاء أنواع هباته وصلاته، والتخلق به بكثرة الهبات والصَّلات مُقَدَّما للآباء والأُمهات، والبنين والبنات.
التخلُّق بالجود والكرم، الجواد الكريم؛ ثمرة معرفتهما الطَّمعُ في آثار جودهِ وكرمه والتخلق بهما لمن أرادَ الُوصول إليه بأن تَجُود بكلَّ ما يقدِرُ عليه من مال وجاه، وعلم وحكمة، وبِرَّ ومساعدة.
التخلق بالإجابة: المجيب؛ ثمرةُ معرفته رجاء إجابةِ وعائك لعِلمه بافتقارك إليه واعتمادك عليه وأنه سامعٌ لدعائك عالم ببلائِك، خابر لسرَّائِك وضرَّائِك والتخلق به بإجابة مولاك فيما دعاك إليه من قُرُباته، وبإجابة كلَّ داع إلى ما يُرضي مولاك في طاعاته وعباداته ().
التخلق بالمجد: المجيد الذي كثر شرفه، وتمّ كماله وجلاله في ذاته وصفاته وثمرة معرفته المهابة والإجلال والتخلق به يمكن التخلق به مما سبق ذكره، فإنه شامل لجميع الصفات كما شِملَها ذو الجلال والإكرام ().

فهذه إشارات إلى كيفية التخلقُّ بالصَّفات ولا يحصل التخلق بالصفات إلاّ لمن واظب على التحديق إليها والإقبال عليها ولذلك أمرنا الله تعالى بإكثار ذكره لنُلابس ما يثمره ذكره من الأحوال والأقوال والأعمال ().

ومن أفضل التخلُّقات أن تُحسِن إلى عباد الله بمثل ما أَحسنَ به إليك وأن تنُعم عليهم بمثل ما أنعم به عليك قال الله تعالى : "فأمَّا اليتيم فلا تقهر" (الضحى، آية: 9) أي عامِلُه بمثل ما عامَلناك، فإنّا وجدناك يتيماً فآويناك "وأمّا السَّائل فلا تنهر" (الضحى، آية: 10) أي عامل العائِلَ السائلَ بمثل ما عاملناك، فإنا وجدناك عائلاً فأغنيناك" "وأما بنعمة ربك فحَّدث" (الضحى، آية : 7): أي حَدَّثهم بها أنعمنا به عليك من هدايتنا ليهتدوا بذلك، فإنَّا وجدْناك ضالاً فهديناك ().

وقد جاء كتاب شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأفعال في عشرين باباً وفصولاً تمهيدية وتكلم عن الفصول التمهيدية عن القربات وآداب القرآن، وبيان فضائل الأعمال الظاهرة والباطنة وبيان رتب الوسائل والأسباب وثمرات المعارف وفوائدها وما يتفاضل به العباد وهذه الفصول موجودة في مقدمة وخاتمة كتابه" قواعد الأحكام في مصالح الأنام" ثم تكلم في الباب الأول في التخلق بصفات الرحمن على حسب الإمكان أما الباب الثاني، فقد تكلم فيه عن كل صفة من صفات الرب مع ذكر دليلها وثمرة معرفتها وكيفية التخلق بها وفي الباب الرابع تكلم عما يتعلق بالقلوب والجوارح من الأحكام من المأمورات والمنهيات والمعفوات والمباحات وأما الباب الخامس ففي المأمورات الباطنية وفيه ستة وخمسون مائة فصل، تتعلق بكل ما أمر الله به من الأعمال الباطنة كالتوكل على الله والتعزز بالله، والتذلل لأولياء الله، وذكر الدليل على كل خُلق من هذه الأخلاق من القرآن والسنة وأما الباب السادس، فقد تكلم فيه عن المنهبات الباطنية كالجهل، بما يجب تعلمه، وانشراح الصدر بالباطل، وفي محبة الكفار والأنداد، وما شابه ذلك، وتكلم فيه في ثلاثة ومائة فصل وأما الباب الثامن عشر في تعرف المصالح والمفاسد وما يقدم فيها عند التعارض وهذا تكرار، لما هو موجود في أول كتاب "قواعد الأحكام" وفي الباب التاسع عشر تكلم عن حسن العمل بالظنون الشرعية وهو تكرار لما هو موجود في قواعده أيضاً، وختم الكتاب بالباب العشرين في الورع في العبادات والمعاملات انتهى باختصار()،
هذه هي أهم مصنفات ومؤلفات الشيخ عز الدين بن عبدالسلام.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق