إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

9 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين: المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين: رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل: 4-استيلاء الملك العزيز على دمشق:


9

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين:

المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين:

رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل:

4-استيلاء الملك العزيز على دمشق:

ولما جرى ما ذكرناه من المخابرة، من الأمرءا المقيمين بدمشق وتوثق منهم الملك العزيز والملك العادل ولم يشعر الملك الأفضل إلا وقد دخل الملك العزيز وعمه داخل المدينة، فاضطر إلى قبول ما فرضه عمه وأخوه عليه بحيث:
- يأخذ الأفضل صرخد الواقعة شرقي بصرى ( ).
- ويملك الملك العادل دمشق وأواسط الشام ( ).
- يتولى الملك العزيز السلطنة ويذكر اسمه في الخطبة وينقش على السكة وتبقى له مصر وبيت المقدس( ).   

ثم تحايل العادل على العزيز عثمان فأخلى له دمشق وأواسط الشام مقابل :
- حصوله على لقب سلطان بني أيوب.
- يستمر في حكمه في مصر وبيت المقدس.
- يذكر اسمه في الخطبة في البلاد الواقعة تحت سيطرة العادل، وينقش اسمه على السكة( ).

كان قرار الملك العادل مع الملك العزيز أن يقيم الملك العزيز بدمشق، وأن يكون الملك العادل نائباً عنه بمصر، ويفوَّض تدبيرها إليه، فلما ملك العزيز دمشق، وظهرت الأمور وانكشف المستور ندم على ما كان قررَّه مع عمه، فبعث إلى أخيه الملك الأفضل في السر وقال: إذا طلبناك فاثبت على الامتناع، ولا تبذل الرضى لنا إلا بإقامة الخطبة والسكَّة ولا تنزل عن رتبتك، فإني لك الرضا وأفعل ما تريد ويكون امتناعك عذراً عند عمي ( ) . فلما وصلت الرسالة بذلك إلى الملك الأفضل أظهر هذا السَّر لنصحائه المختصين؛ فقالوا : لا تنخدع بهذا القول، فربما كان هذا خديعة من أخيك .. وهلا كان هذا القول منه قَبلُ في أول الأمر؛ والمصلحة أن تطلع عّمك الملك العادل على هذا السر، فإنه كأبيك في الشَفقة، وعلى كل حال لا يترك بِرَّك، فإذا استشرته أشار عليك بالمصلحة وقد جاء لك من السعادة مالم يكن لك في حساب فإن الملك العادل يحصل له بإطلاعه على هذا الارتياب في الملك العزيز، وتتأكد نفاره منه ( ) ، فأرسل الملك الأفضل الحاجب جمال الدين محاسن بن عجم الموصلي إلى الملك العادل، فأعاد عليه ما ذكره الملك العزيز، فقامت قيامته وغضب غضباً شديداً، واجتمع بالملك العزيز، وعاتبه أشَّد العتب وقرَّعه التقريع، وقال: أنا أبني وأنت تهدم، وذكر له ما أنهى إليه، فأنكر الملك العزيز ذلك، وحقَّق عند عمه بطلان هذا القول، وأنه لم يرسل إلى الملك الأفضل، ولم يقل له من هذا القول حرفاً، وانحرف عن أخيه الملك الأفضل، وبعث إليه من أزعجه وأحرجه وإلى صَرْخَد أحوجه، وأخذ من الملك الظافر بُصْرى - وكانت بيده – فرحل إلى حلب، فأقبل إليه الملك الظاهر وأحسن إليه، وسار الملك الأفضل إلى صَرْخَد بأهله وحريمه ( ) ، ومعه أخوه الملك المفضل قطب الدين موسى فتسلموها واستوطنوها، وعندما دخل الملك العزيز دمشق، أظهر العدل وأبطل المكوس، وأزال المظالم، واعتقد الناس أن مقامه عندهم يطول، وفرحوا به لما كانوا يعرفونه به من الكرم والبذل، وإقامة منار العدل، ولم يشعروا به إلا وقد تقدم بالتبريز وأجمع على الرحيل إلى الديار المصرية( ).

وكان الملك الأفضل عندما خرج من دمشق بأهله وأصحابه أخرج معه وزيره ضياء الدين بن الأثير مختفيـاً في صنـدوق من بعض صناديقه، خوفاً عليه من القتل، وكان قد ترقبه أقوام ليقتلوه فلم يظفروا به ( ). وقال عماد الدين الأصفهاني الكاتب : وكنا نظن أن للملك الأفضل مالاً مجموعاً فلم يظهر شيء لسوء تدبير وزيره، فأقام الملك الأفضل بعد خروجه من القلعة نازلاً بمسجد خاتون ووزيره مختفٍ عنده إلى أن هرب إلى الموصل ( ) وقال: ومن العجب أن الملك الأفضل مع علمه بشؤم وزيره وأن كل ما هو فيه من النقص بادباره وسوء تدبيره، ضمه إليه وترفرف بجناحه عليه، فأخرجه في قماشه، وسّرحه بريشه ورياشه، وكان أدعى عليه بمال فأقَّر الملك الأفضل بوصوله إلى خزانته، وبرّأه من حسابه وخيانته، وانفصل إلى الموصل بمال دمشق وأعمالها ثلاث سنين، وجمع آلافا مؤلفة ولم يُفرقَّ الأفضل منها مائين ( ). وقال: وعهدي بقوم دخلوا عليّ متأسفين على سلامته واستقامة أمره في ظعنه وإقامته، فقلت: إنما سألنا الله تعالى كفاية شره وسوءه لاسواه فقد أبعده الله فلا قرَّب نواه ( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق