إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

56 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية المبحث الثالث:بدء الحرب الصليبية الأولى: سابعا :الحملة الصليبية الثانية: 5- انتصار دمشق على الحملة الصليبية الثانية:



56


موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية

المبحث الثالث:بدء الحرب الصليبية الأولى:

سابعا :الحملة الصليبية الثانية:

5- انتصار دمشق على الحملة الصليبية الثانية:

في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة نازلت الفرنج دمشق في عشرة آلاف فارس وستين ألف راجل، فخرج المسلمون في دمشق للمصاف فكانوا مائة وثلاثين ألف رجل وعسكر البلد، فاستشهد نحو المائتين، ثم برزوا في اليوم الثاني فاستشهد جماعة، وقتل من الفرنج عدد كثير، فلما كان في اليوم الخامس وصل غازي بن أتابك، وأخوه نور الدين في عشرين ألفا إلى حماه، وكان أهل دمشق في الاستغاثة والتضّرع إلى الله تعالى، وأخرجوا المصحف العثماني إلى صحن الجامع، وضجَّ الناس والنساء والأطفال – مكشفي الرؤوس، وصدقوا الافتقار إلى الله، فأغاثهم () وقال تعالى : "أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" (النمل، آية :    ). وكان من أسباب الله التي جعل فيها النصر لأهل دمشق وصول جيوش الموصل وحلب في الوقت المناسب، فقد اتصل كل من سيف الدين غازي وأخوه نور الدين بمعين الدين أنر لتنسيق التعاون بينهم ضد الفرنجة وكان معين الدين أنر حاكم دمشق لم يكن يرغب بدخول سيف الدين ونور الدين دمشق وكان في الوقت نفسه يهدد الفرنجة بتسليم دمشق لسيف الدين أو لنور الدين إذا. حاولوا اقتحامها وراسل حكام القدس ووعدهم بتسليم حصن بنياس لهم إذا أقنعوا الإمبراطور كونراد والملك لويس بالإنسحاب عن دمشق، وترافقت هذه الاتصالات مع حدوث خلاف بين الفرنجة أنفسهم حول من سيحكم دمشق بعد احتلالها() ، قبل حكام القدس عرض معين الدين إنر؛ وأقنعو الإمبراطور كونراد والملك لويس بضرورة الإنسحاب خوفاً من تسليمها لسيف الدين غازي "ملك الشرق " () ، الذي إن تسلمها طمع باحتلال القدس وباقي الإمارات الفرنجية فيما بعد فيزول الوجود المسيحي كله من الشرق، انسحبت جيوش الفرنجة إلى فلسطين ومنها غادر الإمبراطور كونراد عن طريق البحر إلى القسطنطينية في طريق عودته لألمانيا، بينما تأخر الملك لويس عدة أشهر ثم غادر بطريق البحر إلى فرنسا () . وهكذا انتهت أكبر حملة فرنجية إلى الفشل الذريع بسبب تضامن الإمارات الإسلامية، كالموصل وحلب مع دمشق وسلاجقة الروم في وجه العدوان، وبسب توفر إرادة المقاومة والقتال في نفوس القادة، بعكس الوضع الذي حصل خلال الحملة الفرنجية الأولى التي حققت أهدافها باحتلال معظم بلاد الشام بسبب اختلاف هذه الإمارات وعدم توفر إرادة القتال وضعف روح المقاومة في نفوس الحكام، كان نور الدين محمود المستفيد الرئيسي من فشل الحملة الفرنجية الثانية " بعد حاكم دمشق " فقد برزت أهمية الدور الذي قام به وأخوه سيف الدين غازي في إرغام الفرنجة على الإنسحاب عن دمشق خائبين، وظهرت بالتالي أهمية التعاون والتضامن بين الإمارات الإسلامية في حمايتها من أطماع الفرنجة وهذا ما كان نور الدين محمود يسعى لتحقيقه باعتباره الخطوة الأولى على طريق الوحدة التي كانت تمثل الهدف الاستراتيجي له في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال الفرنجي، أدرك نور الدين محمود بعد فشل الحملة الفرنجية الثانية الأهمية الكبيرة لدمشق في مواجهة الفرنجة سواء من حيث موقعها الجغرافي المواجه الأكبر وأقوى الإمارات الفرنجة (مملكة القدس) أم من حيث إمكانياتها وكثرة مواردها وقوتها البشرية، فترسخت فكرة الاستيلاء عليها في نفسه وأخذ يسعى لتحقيق ذلك معتمداً الوسائل السلمية ومستفيداً من تجربة والده في هذا المجال () .




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق