404
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية
المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:
الرابع عشر:المفاوضات وصلح الرملة:
المرحلة الرابعة:
وفي الرابع والعشرين من رمضان 587ه/الخامس عشر من أكتوبر 1191م وصول رسول من قبل الملك الإنجليزي ريتشارد ومعه حصان هدية إلى الملك العادل في مقابل هدية كان قد أرسلها إليه الملك العادل وكان ذلك مقدمة لمفاوضات المرحلة الرابعة، وبعد يومين أرسل ريتشارد يطلب من الملك العادل إيفاد رسوله للتحدث في أمر الصلح، فأجابه العادل إلى طلبه وذهب رسول العادل واجتمع بالملك ريتشارد ومما قاله الملك في طلب الصلح: أن المسلمين والفرنج قد هلكوا وخربت البلاد وخرجت من يد الفريقين بالكلية وقد تلفت الأموال والأرواح من الطائفتين وقد أخذ هذا الأمر حقه وليس هناك حديث سوى القدس والصليب والبلاد والقدس فمتعبدنا ما ننزل عنه، ولو لم يبق منا واحد، وأما البلاد فيعاد إلينا منها ما هو قاطع الأردن وأما الصليب فهو خشبة لا مقدار له عندكم وهو عندنا عظيم، فيمن به السلطان علينا، ونصطلح ونستريح من هذا العناء الدائم. وعندما بلغ الملك العادل ما يطلبه ريتشارد، قام العادل بدوره بإبلاغه إلى صلاح الدين الذي قال في رد الجواب للملك الإنجليزي "القدس لنا كما هو لكم، وهو عندنا أعظم مما هو عندكم، فإن مسرى نبينا ومجتمع الملائكة، فلا يتصور أن ننزل عنه ولا نقدر على التلفظ بذلك بين المسلمين، وأما البلاد فهي أيضاً لنا في الأصل، واستيلاؤكم كان طارئاً عليها لضعف من كان بها من المسلمين في ذلك الوقت وأما الصليب فهلاكه عندنا قربة عظيمة ولا يجوز لنا أن نفرط فيه إلا لمصلحة راجعة إلى الإسلام هي أوفى منها ( ) . وبعد ثلاثة أيام عاد رسول الملك ريتشارد من يافا بمقترحات جديدة، وموجز هذا العرض أن يتزوج الملك العادل من جوانا ملكة صقلية السابقة أخت الملك ريتشارد، وأن يكون مستقر ملكهما القدس الشريف وأن يقدم لها ريتشارد بلاد الساحل التي فتحها من عكا إلى يافا وعسقلان وغير ذلك، ويجعلها ملكة الساحل، وأن يعطي صلاح الدين أخاه العادل جميع بلاد الساحل ويجعله ملكا عليها بالإضافة إلى ما في يده من البلاد والأقطاع، وأن يسلم إليه صليب الصلبوت وتكون القرايا للداوية والاسبتتارية والحصون لهما، وإطلاق سراح أسرى الجانبين ويرحل ملك إنجلتر إلى بلاده ولما أبلغ صلاح الدين بمقترحات الملك الإنجليزي، بادر بالموافقة معتقداً أن ريتشارد لا يوافق عليه، وأن هذا منه هزو ومكر، أي نوع من المزاح، ولما علمت جوانا باقتراح أخيها زواجها من الملك العادل غضبت وحلفت بدينها المغلظ من يمينها أنها لا تفعل ذلك. لذلك عرض ريتشارد دخول العادل في الديانة المسيحية ولكن العادل رفض قبول ذلك، وترك باب المفاوضات مفتوحاً ( ) .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق