403
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية
المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:
الرابع عشر:المفاوضات وصلح الرملة:
المرحلة الثالثة:
وكانت المرحلة الثالثة من المفاوضات في المرحلة السابقة لمعركة أرسوف، ففي الحادي عشر من شعبان 587ه/ الثالث من سبتمبر 1191م أتت بعض رسل الصليبيين تطلب التحدث إلى الملك العادل، فسمح لهم وكان حاصل حديث الرسل "إنا قد طال القتال، وأنه قتل من الجانبيين الرجال والأبطال وإنا نحن جئنا في نصرة فرنج الساحل، فاصطلحوا أنتم وهم، وكل منا يرجع إلى مكانه. وعلم صلاح الدين بمضمون أفكار الرسل فكتب إلى أخيه العادل يطلب منه إطالة الحديث مع الرسل حيث تصل النجدات الإسلامية وفي اليوم التالي اجتمع الملك العادل بالملك الإنجليزي ريتشارد وتولى الترجمة همفري سيد تبنين وسأل العادل ريتشارد عن شروطه حول عقد الصلح، فذكر له "القاعدة أن تعود البلاد كلها إلينا وتنصرفون إلى بلادكم" ومعنى ذلك عودة الحال إلى ما قبل معركة حطين، ولم يقبل الملك العادل مثل هذه الشروط فأخشن للملك الإنجليزي الجواب، وجرت منافرة اقتضت رحيل الملك الإنجليزي ورفاقه ثم كانت معركة أرسوف التي انتصرت فيها القوات الصليبية وإن كان نصراً غير حاسم وبعد ثمانية أيام وأثناء إقامة القوات الصليبية بقيادة ريتشارد في مدينة يافا، وقيام صلاح الدين بتخريب مدينة عسقلان وصل في التاسع عشر من شعبان 587ه/الحادي عشر من سبتمبر 1191م إلى صلاح الدين من أخبره من جانب الملك العادل أن الصليبيين تحدثوا معه في أمر الصلح وأن شروطهم إعادة جميع البلاد الساحلية، فطلب صلاح الدين من أخيه العادل فتح باب المفاوضات لما رآه في نفوس المسلمين من الضجر والسآمة من القتال والمصابرة، كما طلب منه أيضاً إطالة أمد المفاوضات حتى يتم تخريب عسقلان وفي خلال الأيام التالية وقع حادث له مغزاه في تاريخ الحملة الصليبية الثالثة، ففي الثاني عشر من رمضان 587ه/الثالث من أكتوبر وصلت رسل من جانب كونراد الذي تصفه المصادر العربية باسم المركيس، كونراد قد استشعر أن الصليبيين يريدون الاستيلاء على صور، فانحاز عن قوات الحملة الصليبية يريدون الاستيلاء على صور، فانحاز عن قوات الحملة الصليبية الثالثة، وأرسل إلى صلاح الدين يطلب الصلح مقابل إعطائه صيداً وبيروت، مقابل مجاهرة ريتشارد بالعداوة والسير بقواته إلى عكا ومحاصرتها والاستيلاء عليها والمعروف أن كونراد كان خبيثاً ملعوناً، لذلك أراد صلاح الدين معرفة حسن نواياه، فطلب منه في بداية الأمر القيام بحصار عكا والاستيلاء عليها، وإطلاق سراح الأسرى المسلمين في عكا وصور، ثم يقوم صلاح الدين بعد ذلك بتسليمه صيدا وبيروت وفي عيشة اليوم نفسه وصلت رسل الملك ريتشارد للحديث مرة أخرى في مسألة الصلح علم ريتشارد بالسفارة التي أرسلها كونراد إلى صلاح الدين، فعاد إلى عكا للعمل على فسخ فكرة المصالحة التي شرع فيها كونراد، والعمل أيضاً على ضم كونراد إلى صفوف القوات الصليبية، ومما شك فيه أن ما حدث جعل صلاح الدين يدرك مدى الشقاق بين الصليبيين المحليين وقوات الحملة الثالثة، كما أدرك ريتشارد أن ما حدث من كونراد يعتبر موجهة إليه وإلى قوات الحملة الثالثة التي عانت وتكلفت الكثير للدفاع عن الصليبيين المحليين وكان لذلك كله أكبر الأثر على سير المفاوضات وشروطها في المراحل المقبلة ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق