إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 أغسطس 2014

395 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين: تاسعاً :تنظيم الدفاع عن القدس:


395

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية

المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:

تاسعاً :تنظيم الدفاع عن القدس:

لم يعد صلاح الدين إلى القدس إلا متأخراً، أي في آخر ذي القعدة 587ه، إلا أنه أرسل إليها الملك العادل لتفقد أحوالها والنظر في عمارتها ( ) .

وفضل أن يقيم في المناطق القريبة منها التي خربها الجيش، أي بالقرب من الرملة. وقصد من ذلك أن يكون قريباً من العدو، ومن القدس معاً، حتى إذا فكر العدو بالإغارة على القدس منعهم وتصادم معهم في لقاء مكشوف وفي 6 شوال جمع صلاح الدين "أكابر أمرائه وأرباب الأمراء في دولته وشاورهم كيف يصنع إن خرج العدو، وكان قد تواصلت الأخبار عنهم أنهم قد اتفقوا على الخروج إلى العسكر الإسلامي، فاتفق، الرأي على أنهم يقيمون في منزلتهم، فإن خرج الفرنج كانوا على لقائهم ( ) ، وفعلاً وصل اثنان من الصليبيين المستأمنين إلى معسكره وأخبراه أن العدو على عزم الخروج بعد غد، ثم وصل أحد المسلمين الذين كان أسيراً  لديهم، وهرب من معتقلة، وأخبر أنهم ينوون الخروج. عندها بدأ صلاح الدين بتحصين القدس، وأرسل إلى البلاد يطلب رجالاً يقومون بهذه الأعمال، وعمل السلطان وأولاد وأمراؤه فيها، ومعهم القضاة والعلماء والفقهاء ( ) . ووصل من الموصل جماعة كبيرة تقدر بخمسين رجلاً من الحجازين برسم قطع الصخور، لتقوية أسوار القدس وخندقها ( ) ، وحين انتهى من هذا العمل أمر الجاووش أن ينادي بالعسكر حتى يتجهز وشدت الرايات، للوقوف بوجه العدو، وفي هذا الوقت نكب الجيش الأيوبي بوفاة أبرز قواده هو تقي الدين عمر في منطقة الجزيرة وقد تألم له السـلطان كثيراً، إلا أنه أخفـى الخبر عن العسكر لكي لا يصل الخبر إلى العدو في تلك اللحظة الحرجة ( ). وكذلك توفي القائد الشجاع الأمير حسام محمد بن عمر بن لاجين ابن أخت صلاح الدين، لمرض اعتراه، يوم وفاة تقي الدين عمر، وهو 19 من رمضان 587ه/خريف 1191م ( ) ، ويحتمل أن خبر استعدادات الجيش الأيوبي وصل إلى ريتشارد، فلم يشأ أن يلتقي معه في مصاف، إضافة إلى إلحاح هذا الملك على مبدأ المفاوضات، لتكون الأساس للعلاقات بين الطرفين كما أظهرت أحداث الأيام التالية، ما أن حل الشتاء 587ه/1191م إلا وتوقف الطرفان ولم يحصل أي صدام أو لقاء بينهما، فرحل صلاح الدين حين اشتدت الأمطار إلى القدس، وعاد الصليبيون إلى يافا، وذهب قسم منهم إلى عكا لكن ريتشارد ما أنفك يبعث برسله إلى صلاح الدين ويحثه على الصلح ونجد أن صلاح الدين كان غير متحمس في عقد الصلح، لكنه كان يبغي الاستفادة من جو المفاوضات في هذا الفصل الذي رحلت عنه جيوش أمرائه وقفلت راجعة إلى أوطانها، لذا طلب من الملك العادل – مرة أخرى – أن يماطل ريتشارد إلى أن تصل عساكر الأطراف، فغادر الملك العادل القدس في بداية ربيع الأول سنة 588ه/آذار 1192م ( ) . إلا أن المفاوضات لم تثمر، عندها قامت جماعات من الصليبيين باحتلال بعض المدن والحصون التي كان دفاعها ضيقاً، مثل مدينة عسقلان التي أعاد ريتشارد تعميرها ( ) وجعلها أمنع قلعة على كل الساحل الفلسطيني ( ) ، وكذلك احتلوا حصن الداروم الذي أمر صلاح الدين بتخريبه في وقت سابق وحين احتله ريتشارد نكل بالمدافعين عنه ( ) ، واحتلوا حصوناً ومواقع أخرى صغيرة على الساحل الفلسطيني ( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق