إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 أغسطس 2014

396 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين: عاشراً:طبيعة المفاوضات بين العادل وريتشارد في هذه المرحلة:


396

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية

المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:

عاشراً:طبيعة المفاوضات بين العادل وريتشارد في هذه المرحلة:

بدأت المباحثات في 18 شوال سنة 588ه/9 تشرين الثاني سنة 1192م عندما أرسل ريتشارد قلب الأسد رسالة إلى صلاح الدين من معسكره قرب بازور، يطلب منه الدخول في مفاوضات من أجل الصلح بحجة أن القتال أهلك كثيراً من قوى الطرفين وخربت البلاد ( ) . لكن هذه المفاوضات، الذي أناب فيها صلاح الدين أخاه العادل، لم تلبث أن تعثَّرت بسبب إصرار ريتشارد قلب الأسد على استعادة بيت المقدس والإقليم الواقع غرب الأردن بما فيه من حصون، وصليب الصلبوت، بالإضافة إلى تمُسكه بعسقلان وكلها شروط رفضها صلاح الدين وعرض ريتشارد قلب الأسد بعد بضعة أيام مقترحات جديدة تقضي:

1- بأن يتزوج الملك العادل، أخو صلاح الدين من الأميرة جوانا، أخت ريتشارد قلب الأسد وأرملة ملك صقلية.
2- يُعطي صلاح الدين أخاه كل ما بحوزته من أراضي في فلسطين، ويمنح ريتشارد قلب الأسد أخته ما بحوزته من المدن الساحلية، بما فيها عسقلان التي احتلها مؤخراً.
3- يقيم العروسان في بيت المقدس، ويتردّد النصارى على كنيسة القيامة.
4- يستعيد النصارى صليب الصلبوت.
5- يُطلق سراح الأسرى من الجانبين.
6- ترُدُّ إلى الداوية والأسبتارية بعض القرى في فلسطين دون الحصون ( ).

رحَّب العادل بهذا العرض، ورأى في ذلك "عين الصواب" ولعله هدف إلى توحيد المسلمين والصليبيين في بلاد الشام تحت حكمه، وإقرار الأمور في تلك البلاد على أساس المحبة والارتباط بين الطرفين ( ).

ورأى صلاح الدين في هذا العرض نوعاً من المزاح، لكنه أبدى سروره للموافقة عليه، ويبدو أن قبوله بهذا المشروع سببه الاعتقاد بأن ملك إنكلترا لن يتمكن من تنفيذ مشروعه وأن هذا منه هزء ومكر ( ) وسرعان ما ظهر أن العقبة في سبيل تنفيذ ذلك المشروع جاءت من جوانا نفسها التي ارتاعت عندما سمعت بهذا العرض وقالت بأنه ليس ثمة ما يدعوها لأن تتزوج من رجل مسلم، مما دفع بريتشارد قلب الأسد أن يطلب من العادل أن يعتنق النصرانية لتذليل تلك العقبة، فرفض العادل ذلك ( ) .

والحقيقة أن قبول المسؤولين الثلاثة بهذا المشروع، إنما يدل على التقارب السياسي والحضاري في بلاد الشام بعد مرور قرن على بداية الحروب الصليبية بالإضافة إلى روح التسامح التي أخذت تنمو بوضوح في بعض تصرفات الفريقين بدليل أن الملك ريتشارد قلب الأسد اجتمع مع العادل على وليمة فاخرة أقيمت في 18 شوال 588ه ثم افترقا بعد أن تحقَّقت بينهما أواصر الصداقة وقد أبدى الملك الإنكليزي رغبة في الاجتماع بصلاح الدين، لكن العادل رفض طلبه وقال : إن الملوك إذا اجتمعوا تصبح بينهم المخاصمة بعد ذلك، وإذا انتظم أمر، حسن الاجتماع ( ) . ثم شُغل ريتشارد قلب الأسد بحلَّ مشاكل الصليبيين وبخاصة الخلاف الحادبين كونراد دي مونتفيرات وجاي لوزينان ( ) .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق