274
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث"عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الأول:اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة:
رابعاً:الصالح أيوب وتوحيد الدولة الأيوبية:
بعد أن استولى الخوارزمية على بيت المقدس ساروا إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب يخبرونه بقدومهم فأمرهم بالإقامة في غزة، وفي الوقت ذاته سير نجم الدين أيوب عسكراً من مصر بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس، فسار إلى غزة وانضم الخوارزمية وفي الثاني عشر من جمادي الأولى سنة 642ه/السابع عشر من تشرين الأول سنة 1244م حدث اللقاء عند غزة بين الجيش المصري ومعه الخوارزمية من ناحية والصليبيون وجيوش حمص ودمشق من ناحية أخرى وتمكن الجيش المصري والخوارزمي بإلحاق هزيمة ساحقة بالتحالف الشامي الصليبي ()، قال ابن كثير عن هذه الوقعة في أحداث سنة 642ه كانت فيها وقعة عظيمة بين الخوارزمية الذين كان الصالح أيوب صاحب مصر قد استقدمهم ليستنجِد بهم على الصالح إسماعيل أبي الحسن صاحب دمشق، فنزلوا على غَزَّة، وأرسل إليهم الصالح أيوب الأموال والخِلعَ والخيل والأقمشة والعساكر، فاتفق الصالح إسماعيل والناصر داود صاحب الكرك والمنصور صاحب حمص مع الفرنج واقتتلوا مع الخوارزمية قتالاً شديداً فهزمتهم الخوارزمية كسرة منكرة فظيعة، هزمت الفرنج بصلبانها وراياتها العالية على رؤوس أطلاب المسلمين، وكانت كئوس الخمر دائرة بين الجيوش، فنابت كئوس المنون على تلك الخمور، فقتل من الفرنج في يوم واحد زيادة عن ثلاثين ألفاً، وأسروا جماعة من ملوكهم وقسوسهم وأساقفتهم، وخلقاً من أمراءِ المسلمين، وبعثوا بالأسارى إلى الصالح أيوب بمصر، وكان يؤمئذ يوماً مشهوداً وأمراً محموداً، وقد قال بعض أمراء المسلمين؛ قد علمت أنّا لمّا وقفنا تحت صلبان الفرنج أنا لا نُفلِحُ وغنمت الخوارزمية من الفرنج وممّن كان معهم شيئاً كثيراً، وأرسل الصالح أيوب إلى دمشق ليُحاصرها، فحصّنها الصالح إسماعيل، وخَّرب من حولها رِباعاً كثيرة، وكسر جسر باب تُوما، فكسر النهر، فتراجع الماء حتى صار بُحيرة من باب تُوماء وباب السَّلامةَ، فغرق جميع ما كان بينهما من العمُران وافتقر كثير من الناس، فإنا لله وإنا إليه راجعون () بعد معركة غزة سارع القائد المصري بيبرس إلى الإسيتلاء على غزة والساحل، والقدس والخليل وبيت جبريل والأغوار ثم حاصر دمشق وفيها صاحبها الصالح إسماعيل وإبراهيم بن شيركوه صاحب حمص، ولما ضاق صاحب دمشق بالحصار ذرعاً سير وزيره أمين الدولة إلى العراق متشفعاً بالخليفة العباسي ليصلح بينه وبين ابن أخيه الصالح أيوب، فلم يجبه الخليفة إلى ذلك، وبعد حصار دام ستة أشهر استسلمت دمشق في الثامن من جمادى الأولى سنة 643ه/الأول من تشرين الأول سنة 1245ن وعوض الصالح إسماعيل عنها ببعلبك وبصرى وأعمالها () وأما الخوارزمية، فقد انقلبوا على الصالح نجم الدين أيوب لأنهم لم يحصلوا على ما كانوا يطمحون إليه، فهم ظنوا أنهم بعد أن ساعدوه في التغلب على خصومه وفي تملك بلاد الشام سوف يقاسمهم الغنائم ويشاطرهم الملك، لكن ظنهم خاب عندما منعهم دخول دمشق وأقطعهم بلاد الساحل، فتغيرت نياتهم واتفقوا على الخروج عن طاعة السلطان ()، وأعلنوا الثورة وسارع الناصر داود صاحب الكرك، والملك الصالح إسماعيل بالإنضام إليهم، وزحفوا جميعاً على دمشق وحاصروها وقطعوا عنها الإمدادات، فاشتد الغلاء بها، ومات كثير من الناس جوعاً، وأكل الناس القطط والكلاب والميتات، واستمر هذا البلاء ثلاثة أشهر، وهنا أظهر الصالح أيوب صبراً ومهارة فلجأ إلى أعمال الحيلة والتدبير، فأغرى الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص على الانضمام إليه فضلاً عن استمالة الحلبيين، كما تحايل على بعض الأمراء وفك التحالف وبفضل – الله – ثم هذه الإجراءات تمكن الصالح أيوب من إنزال الهزيمة بالخوارزمية بالقرب من حمص في أول المحرم سنة 644ه ()/1246م ولقي زعيمهم مصرعه، فتبدد شملهم، ولم تقم لهم بعد ذلك ()قائمة وبعد القضاء على الخوارزمية قام الصالح أيوب برحلة إلى الشام ليقف على ما ناله من نصر، وليعزز مركزه، فتوجه إلى دمشق حيث لقي بها استقبالاً حافلاً في سنة 645ه/26 آذار سنة 1347م، ثم سار إلى بعلبك وبصرى وبيت المقدس، ثم عمر ما تخرب من المباني، وأقام عمائر جديدة في البلاد التي خضعت له، وتشهد النقوش على ما قام به من مبان وإنشاءات في دمشق والشوبك وصرخد وبصرى وبيت المقدس ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق