إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

273 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الأول :اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة: ثالثاً:الخوارزمية واستردد بيت المقدس:


273

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الأول :اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة:

ثالثاً:الخوارزمية واستردد بيت المقدس:

بعد فشل عملية الصلح بين الصالح أيوب وعمه الصالح إسماعيل عمد الصالح أيوب إلى استدعاء الخوارزمية وتحريضهم على مهاجمة دمشق فما كان من الصالح إسماعيل إلا أن استعان بالناصر داود مرة أخرى واتفق الملكان على الاستنجاد بالصليبيين مقابل تعهدهم، بأن تكون سيطرة الصليبيين على بيت المقدس تامة مطلقة، بمعنى أن يستولى الصليبيون على الحرم الشريف بما في فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة ()وهي الأماكن التي ظلت في حوزة المسلمين وتحت إشرافهم منذ استيلاء الصليبيين على بيت المقدس بمقتضى اتفاقية يافا سنة 627ه/1229م() لقد أدى النزاع في البيت الأيوبي إلى التفريط ببيت المقدس قال ابن واصل: في إحداث سنة 641ه: .. ودخل الفرنج القدس وتسلموا الصخرة المقدسة والأقصى وما في الحرم الشريف من المزارات، وضمنوا للفرنج – على ما اشتهر – أنهم إذا ملكوا الديار المصرية أن يكون لهم بها نصيب، وجمع الفرنج الفارس والراجل وحشدوا ... وسافرت في أواخر هذه السنة إلى الديار المصرية، ودخلت البيت المقدس، ورأيت الرهبان والقسوس على الصخرة المقدسة وعليها قناني الخمر برسم القربان ودخلت الجامع الأقصى، وفيه جرس معلق، وأُبطل بالحرم الشريف الأذان والإقامة وأعلن فيه بالكفر ()، وكان الناصر داود فتح بيت المقدس في سنة 637ه ثم فعل هذه الفعلة القبيحة، وقد انتقم الله منه فيما بعد()وكان الصليبيون آثروا محالفة الصالح إسماعيل والناصر داود، لأن توطيد أواصر الصداقة مع ملكي دمشق والأردن كان أجدى عليهما من مخالفة ملك مصر، لاسيما وأن غزو مصر بالتعاون مع هذين الملكين يجدد أمامهم الأمل في احتلالها والاستيلاء على كنوزها وخيراتها، مما دفع الملك الصالح أيوب إلى الاستعانة بالخوارزمية ودعوتهم لمساندته في صد الهجوم الثلاثي الموجه على مصر، فعبروا نهر الفرات في عشرة آلاف مقاتل، وأمعنوا في سيرهم حتى بلغوا دمشق، وهم ينهبون ويقتلون ويسبون()، وارتكبوا من الفواحش ما ارتكبه التتار ()فساد الذعر واشتد الخوف في جميع البلاد والأراضي التي اجتازوها، وصار الناس يهربون من وجوههم، ثم سار الخوارزمية إلى طبرية فاستولوا عليها، ومنها توجهوا إلى نابلس وبيت المقدس وأحس الصليبيون بما يحيق بهم من الخطر فسارع بطريرك المدينة ومن معه من مقدمي الراوية والاسبتارية إلى تعزيز الحاميات التي تحصنت وراء الاستحكامات التي شيدها من جديد الراوية، غير أن جميع الجهود ذهبت سدى وفي الثاني من صفر سنة 642ه/الحادى عشر من تموز 1244م اقتحم الخوارزمية المدينة وجرى القتال في الشوارع واستنجد الصليبيون بأمير أنطاكية وطرابلس، وبملك قبرص، وبإخوانهم في عكا، وبحلفائهم المسلمين في دمشق والأردن، فلم ينجدهم أحد، وكل ما قام به الناصر داود أنه توسط في خروج من يرغب منهم في مغادرة المدينة إلى الساحل غير أنه لم يصل منهم إلى يافا سوى ثلاثمائة ()، لقد كان مسلك الخوارزمية في القدس وفي مطاردة الصليبيين الذين غادروها إلى يافا يتناقض مع مسلك صلاح الدين صاحب الشمائل الكبيرة والمرؤة الكريمة، والتسامح الجميل () يوصف هذا الفتح بالفتح الصلاحي النجمي، نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، إذ تم الفتح في عهده().

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق