إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 25 أغسطس 2014

229 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة: رابعاً:صلح يافا: - زيارة الإمبراطور بيت المقدس :


229

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:

رابعاً:صلح يافا:

- زيارة الإمبراطور بيت المقدس :

استأذن الإمبراطور فردريك الثاني من الملك الكامل زيارة بيت المقدس فأجابه الملك الكامل إلى ما طلبه، وسير القاضي نابلس في خدمته، ومرافقته، فسلمه مفاتيح المدينة المقدسة، وسار معه إلى المسجد الأقصى، طاف معه المزارات () التي في الصخرة، وقد وصف سبط ابن الجوزي زيارة الإمبراطور فقال: ولما دخل الأنبرور قبة الصخرة، رأى قسيساً قاعداً عند الصخرة يأخذ من الفرنج قراطيس فجاء إليه الأنبرور كأنه يطلب منه الدعاء، فلكمه فرماه إلى الأرض وقال يا خنزير: السلطان تصدق علينا بزيارة هذا المكان، وأنتم تفعلون فيه هذه الأفاعيل؟ لئن عاد ودخل واحد منكم على هذا الوجه لا قتلته () ، ونظر الأنبرور إلى الكتابة في القبة وهي: طهّر هذا البيت المقدس صلاح الدين من المشركين "فقال" : ومن هم المشركون؟ ثم قال الانبرور للقوم، هذه الشباك التي على أبواب الصخرة من أجل أيش؟ قالوا لئلا يدخلها العصافير فقال أتى الله إليكم بالخنازير () وكان الملك الكامل قد أمر القاضي شمس الدين قاضي نابلس أن يأمر المؤذنين ما دام الأنبرور في القدس أن لا يصعدوا المنابر ولا يؤذنوا في الحرم، فنسي القاضي أن يُعْلم المؤذنين، فصعد المؤذن عبدالكريم تلك الليلة، وقت السحر والأنبرور في دار القاضي، فجعل يقرأ الآيات التي تختص بالنصارى كقوله" ما اتخذ الله من ولد" ونحوها، فلما طلع الفجر استدعى القاضي المؤذن عبدالكريم، وقال له " ايش عملت ؟ السلطان رسم كذا، وكذا، فلما كانت الليلة التالية ما صعد عبد الكريم المأذنة، فلما طلع الفجر استدعى الانبرور القاضي شمس الدين فقال له : يا قاضي أين ذلك الذي طلع بارحة أمس المنارة، فعرفه أن السلطان أوصاه بوقف الأذان، فقال الانبرور: أخطأتم يا قاضي، تغيرون أنتم شعاركم وشرعكم ودينكم لأجلي، فلو كنتم عندي في بلادي، هل كنت أبطل ضرب الناقوس لأجلكم، الله الله لا تفعلوا هذا، هذا أول ما تنقصون عندنا () ، ويلاحظ أن الملك الكامل أخطأ بوقف الأذان والتسبيح حتى أن الإمبراطور عاب عليه هذا التصرف، وأوضح أنه كان يرغب في سماع أذان المسلمين وتسبيحهم في الله، وقد اعتقد العيني أن الأمبراطور كان يبطن السلامة ويتلاعب بالنصرانية () ، وذكر المقريزي أن الأمبراطور قال: والله إنه كان أكبر غرضي في المبيت بالقدس أن أسمع أذان المسلمين وتسبيحهم في الليل وعندما دخل الأمبراطور بيت المقدس اتجه إلى كنيسة القيامة، وتوج نفسه بيده، وقد فسر المؤرخون ذلك بما يلي:

- رفض رجال الدين تتويج إمبراطور محروم من الكنيسة.
- آثر الإمبراطور تتويج نفسه حتى يثبت للبابا ورجال الدين أنه تسلم التاج في هذا المكان البالغ الأهمية "كنيسية القيامة" دون حاجة لرجال الدين أو البابا () وأثناء وجود الإمبراطور في بيت المقدس وصلها أسقف قيسارية، ليوقع قرار الحرمان على المدينة المقدسة، فاستاء الإمبراطور لذلك، وعدها إهانة كبيرة لشخصه وعلم بمؤامرة ضده، فغادر المدينة بعد يومين، ولم يغير من شعائر الإسلام شيئاً وأحسن إلى أهلها، فذهب إلى يافا، ثم اتجه إلى عكا، ومن ثم غادرها بحراً إلى قبرص ليقضي فيها بضعة أيام، وأخيراً سافر إلى إيطاليا فوصلها 626ه/1229م ().



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق