إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 25 أغسطس 2014

228 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة: رابعاً:صلح يافا:


228

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:

رابعاً:صلح يافا:

أخيراً عقد الملك الكامل في ربيع الأول 627ه/شباط 1229م اتفاقية مع الإمبراطور فردريك الثاني، عرفت بصلح يافا ()، وحضر مراسيم توقيع الاتفاقية من الجانب الأيوبي فخر الدين وأخوه كمال الدين ولدي شيخ الشيوخ، والشريف شمس الدين الأرموي ت 630ه/1232م قاضي العسكر، والصلاح الأربلي والأمير صفي الدين بن سودان ()ومن الجانب الإفرنجي هرمان سلزا رئيس الطائفة الألمانية، وتوماس فون أكوين والجراف فون أكبر () وكتبت صيغة الاتفاقية باللغتين العربية والفرنسية ()، ووقع عليها الطرفان وحلفا على التزامها ووقع الإمبراطور عليها بعد أسبوع، فيما وقع على بنودها الملك الكامل في الوقت نفسه ()، وتم تسليم بيت المقدس للصليبيين في شهر ربيع الأول 626ه/شباط 1229م وشمل الاتفاق البنود التالية:

1- مدة الاتفاق عشرة سنوات ميلادية ().
2- تبقى المناطق التي أخذها الصليبيون قبل الصلح بأيديهم وتشمل قلاع الشقيف، وتبنين وجبلة وكوكب وبيروت، وصيدا، ويافا، والمجدل، واللد، والرملة وعسقلان، وبيت جبريل ().
3- تبقى بيت المقدس خربة، ولا يجدد سورها ()، وتكون قراها للمسلمين، وتكون تابعة للوالي بالبيرة الواقعة شمال القدس.
4- يبقى المسجد الأقصى والصخرة بيد المسلمين ويمارسون فيها الشعائر الدينية من أذان وصلاة ()، ويتولاها قوام مسلم، ولا يدخلها الصليبيون إلا للزيارة ().
5- يأخذ الصليبيون بيت المقدس، والناصرة، وبيت لحم.
6- يعطي للصليبيين بعض القرى الواقعة على الطريق من عكا إلى القدس ()، حتى لا يتعرض الصليبيون القادمون من عكا لزيارة القدس للعدوان، وتبقى سائر المدن والقرى بين المسلمين ().
7- إطلاق سراح الصليبيين ومن ضمنهم الأطفال الذين أسروا في حملة الأطفال السابقة ()
8- تعهد الإمبراطور المشاركة في الدفاع عن الملك الكامل ضد أي عدو حتى ولو كان من الإفرنج، كذلك تعهد أيضاً عدم تقديم أية مساعدة لحكام انطاكيا وطرابلس، وحكام المناطق الإفرنجية الأخرى في بلاد الشام ().

وسرعان ما وضعت هذه الاتفاقية موضع التنفيذ، فنودي بالقدس بخروج المسلمين منه، وتسليمه إلى الفرنج ()، وأعلن فردريك الثاني في جنوده: أشكروا الله وأحمدوه، إذ أتم عليكم نعمته، وإن إتمامها كان  معجزة من الله وليس نتيجة الشجاعة أو الحروب، وما أتمه الله لم تستطع قوة من البشر على الأرض إتمامه لا بكثرة العدد، ولا بالقوة ولا بأية وسيلة أخرى () وأطمأن الملك الكامل من ناحية الفرنج، ولكي يضمن ولاء أمراء البيت الأيوبي قام بتوزيع الأموال عليهم، فمنح أخاه العزيز عثمان صاحب بانياس خمسين ألف دينار () ، وأعطى ابنه الظاهر غازي عشرة آلاف دينار وقماشاً نفيساً وخلعاً سنية، وقدم إلى الأمير عز الدين ايدمر المعظمي عشرين ألف دينار وأقطعه بمصر، فتستروا على تسليم بيت المقدس وتفريط الملك الكامل بها، أخذ القادة المسلمون بأسلوب الملك الكامل في توزيع الملك لكسب ولاء المتنفذين في مختلف الأقطار والتستر عليهم لقد أرضى الملك الكامل الإمبراطور خوفاً من غائلته، وعجزاً عن مقاومته، وصار يقول: إنا لم نسمح للفرنج إلا بكنائس والمسجد على حاله، وشعار الإسلام قائم، ووالي المسلمين متحكم في الأعمال والضياع ()، واعتذر ملك الفرنج للأمير فخر الدين بقوله: ولولا أخاف انكسار جاهي، ما كلفت السلطان شيئاً من ذلك، وأنه ماله غرض في القدس، ولا غيره وإنما قصد حفظ ناموسه عند الفرنج () وقد رأى الكامل أن شقاق الإمبراطور يفتح له باب محاربة الفرنج، ويتسع الخرق، ويفوت عليه هدف ما خرج بسببه فرأى أن يرضى الفرنج بمدينة القدس خراباً، وأنه قادر على انتزاعها متى شاء () .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق