إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 23 أغسطس 2014

174 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الثالث:سياسة الملك الكامل مع الممالك في عصره: أولاً:موقف الملك الكامل محمد من الملوك الأيوبيية: 2-وفاة الملك المعظم 624ه:


174

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الثالث:سياسة الملك الكامل مع الممالك في عصره:

أولاً:موقف الملك الكامل محمد من الملوك الأيوبيية:

2-وفاة الملك المعظم 624ه:

السلطان الملك المعُظَّم ابن العادل شرف الدين عيسى بن محمد الحنفيُّ الفقيه صاحب دمشق وكان مولده بالقصر من القاهرة في سنة ست وسبعين وخمس مئة، ونشأ بدمشق، وحفظ القرآن وبرع في المذهب، وعُني بالجامع الكبير، وصنف له شرحاً كبير بمعاونة غيره، ولازم التاج الكندي وتردَّد إليه إلى درب العجم من القلعة، وتحت إبطه الكتاب، فأخذ عنه "كتاب سيبويه" وكتاب "الحجة في القراءات" و "الحماسة" وحفظ عليه "الإيضاح" وسمع "مُسند الإمام أحمد بن حنبل" وله "ديوان شعر" سمعه منه القوضيُّ فيما زعم، وله مُصَنفَّ في العَرُوض، وكان ربما لا يقيم الوزن وكان يتعصَّب لمذهبه، وقد جعل لمن عرض "المُفَضَّل" مئة دينار صُورّية ولمن عرض "الجامع الكبير" مئتي دينار () ولما وقف الملك المعظم على تاريخ بغداد الذي صنفه الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن ثابت وفيه مطاعن على أبي حنيفة رحمه الله رواها الخطيب عن جماعة من المحدثين، رد عليه الملك المعظم في ذلك، وصنف كتاباً سماه " السهم المصيب في الرد على الخطيب" وأجاب الملك المعظم في هذا الكتاب عن كل مطعن ذكره بأحسن جواب وذكر فيه مباحث جليلة دقيقة في الفقه والنحو، وكان الكتاب في غاية الحُسن () .

وحج المعظم في سنة 611ه، وأنشأ البَرك وعمل بمُعان دار مضيف وحّماماً، وكان يبحثَ ويناظر، وفيه دهاء وحزم، وكان يوصف بالشجاعة والكرم، والتواضع، ساق مّرة إلى الإسكندرية في ثمانية أيام على فرس واحد، واعد القصَّاد وأصحاب الأخبار ... () وكان يركب وحده مراراً ثم يلحقه مماليكه يتطاردون ، وكان عالماً بعدة علوم، نفق سوق العلم في أيامه، وقصده الفقُهاء، فأكرمهم، وأعطاهم وكان يقول:
اعتقادي في الأمصول ما سطره الطحاوي () ومن جملة ما كتبه الطحاوي في العقيدة الإسلامية السنية:
قال العلامة أبو جعفر الطحاوي المتوفي سنة 321ه وهو من علماء مصر في المذهب الحنفي: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين وما يعتقدون من أصول الدين، ويدينون به رب العالمين، نقول في توحيد الله – معتقدين بتوفيق الله- أن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله، ولا شيء يُعجزه، ولا إله غيره، قديم بلاء ابتداء دائم بلا انتهاء لا يفنى ولا يبيدُ، ولا يكون إلا ما يريد لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشببه الأنام، حي لا يموت قيوم لا ينام، خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مُميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة ما زال بصفاته قديماً قبل خَلقه لم يزَدد بكونهم شيئاً لم يكن قَبَلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزلياَّ كذلك لا يزال عليها أبديَّا عليها أبدياَّ، ليس بعد خلق الخلق اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري، له معى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا استحق هذا الإسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، ذلك بأنه على كل شيء قدير وكل شيء إليه فقير وكل أمرِ عليه يسير، لا يحتاج إلى شيء "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (الشورى،: 11) خَلقَ الخلَق بعلمه، وقدرَّ لهم أقداراً وضرب لهم آجالاً ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شيءٍ يجري بتقديره، ومشيئته، ومشيئته تنفيذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان ومالم يشأ لم يكن، يهدي من يشاء ويعصم ويعافى فضلاً، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلى عدلاً وكلهم يتقلبَّون في مشيئته بين فضله وعدله، وهو متعال عن الأضداد والأنداد، ولا راد لقضائه ولا معقَّب لحكمه ولا غالب لأمره، آمنَّا بذلك كله وأيقنَّا أن كلاً من عنده، وأن محمداً عبده المصطفى ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين وكل دعوى النبوة بعده فغيُّ وهوى وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى، وبالنور والضَّياء وأن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً. وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوف ككلام البريَّة، فمن سمعه وزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى "سأصليه سقر" (المدثر، آية: 226)، فلما أوعد الله بسقر لمن قال" إن هذا إلا قول البشر" (المدثر، آية: 25) عَلِمنا وأيضاً أنه قول خلق البشر ولا يُشبه قول البشر، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر، والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا" وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظرة" القيامة (22-23) وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعَلَمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على، ما أراد، لا ندخل في ذلك متأوَّلين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلمَّ لله عز وجل ولرسوله، وردَّ علمَ ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام علم ما حُظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمُهُ، حَجَبهُ مرامُهُ عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان، فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار موسوساً تائها، زائغاً شاكاً، لا مؤمناً مصدقاً، ولا جاحداً مكذباً ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السَّلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم، إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية ترك التَّأويل ولُزوُم التسليم وعليه دين المسلمين ومن لم يتوقَّ النَّفي والتشبيه زلّ ولم يُصِب التنَّزيه، فإن ربنا عز وجل موصوف بصفات الوحدانية، منعوت بنعوت الفردانية، ليس في معناه أحد من البريَّة، وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات السَّتُ كسائر المبتدعات والمعراج حق وقد أسرى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وعرج شخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العُلا وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه "ما كذب الفؤاد ما رأى" (النجم، آية: 11) فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى، والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته – حقُّ والشفاعة التي أدَّخرها لهم حق كما رُويَ في الأخبار، والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذَّريته حَقَّ، وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جمله واحدة فلا يزاد في ذلك العَدَدُ ولا ينقص منه وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه، وكُلُّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له، والأعمال بالخواتيم، والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقى بقضاء الله، وأصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلمَّ الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مَرَامه، كما قال الله تعالى في كتابه " لايُسألُ عّما يفعل وهم يُسألون" (الأنبياء، 23).

فمن سأل، لم فعل ، فقد ردَّ حكم الكتاب، ومن ردَّ حكم الكتاب كان من الكافرين، فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منورَّ قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان؛ علم في الخَلْقِ موجود وعلم في الخَلْقِ مفقود، فإنكار العلم الموجود كفر، وإدّعاء العلم المفقود كُفُر، ولا يثبت الإيمان العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود، وبجميع ما فيه قد رُقم، فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنّهُ كائن، ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائناً لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وما أخطأ العبد لم يكن ليُصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدَّر ذلك تقدير مُحكما مُبرماً، ليس فيه ناقض ولا معقب ولا مزيل ولا مغيرَُّ ولا ناقصٌ ولا زائد من خلقه في سماوته وأرضه وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة، والاعتراف بتوحيد الله تعالى وبربوبيته، كما قال تعالى في كتابه "وخلق كلَّ شيء فقدره تقديراً"(الفرقان، آية:2) وقال تعالى"وكان أمر الله قدراً مقدوراً" (الأحزاب، آية : 38) فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً، وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرَّاً كتيما، وعا بما قال فيه أفاكاً أثيماً والعرش والكرسي حق محيط بكل شيء وفوقه وتقول: إن الله اتَّخذ إبراهيم خليلاً وكلَّم الله موسى تكليما، إيماناً وتصديقا وتسليما ().

ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين، ونُسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قال وأخبر مصدَّقين ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله، ولا نجادل في القرآن ونشهد أنه كلام ربَّ العالمين، ونزل به الروح الأمين فعلمه سَيَّد المرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه ولا تخالف جماعة المسلمين، ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم، ويدخلهم الجنَّة برحمته ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنَّطهم والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام () وسبيل الحقَّ بينهما لأهل القبلة ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه، والإيمان، هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان () ، وجميع ما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كُلُّه حقُّ والإيمان في أصله وأحد وأهله في أصله سواء ()، والتفاضل بينهم بالخشية ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى والمؤمنون كلهم أولياء الرحمان وأكرمهم عند الله أطوعهم واتبعهم للقرآن، والإيمان، هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرهَّ وحُلْوِه ومرَّهِ من الله تعالى، ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين أحد من رسله ونصَّدقهم كلهم على ما جاءوا به، وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحَّدُون وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم، وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه "ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "(النساء، آية: 48، 116) وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نُكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من هدايته اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به، ونرى الصلاة خلف كل برَّ وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم، ولا نُنزَّلُ أحداً منهم جنة ولا ناراً، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق مالم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا من وجب عليه السيف، ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، مالم يأمُرُوا بمعصية، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة، ونتبَّعُ السنة والجماعة ونجتنب الشُّذوذ والخلاف والفرقة، ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة، ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الأثر، والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين، بَرهِم وفاجرهِم إلى قيام الساعة، ولا يُبطلهما شيء ولا ينقضهما، ونؤمنَ بالكرام الكاتبين فإن الله قد جعلهم علينا حافظين، ونؤمن بملك الموت، الموكَّل بقبض أرواح العالمين، وبعذاب القبر لمن كان له أهلا، وسؤال منكرونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيَّه، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة رضوان الله عليهم والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة، والعرض والحساب، وقراء الكتاب والثَّواب والعقاب والصراط والميزان والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً، ولا تبيدان، وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهم أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه وكل يعمل لما قد فُرغ له، وصائرُ إلى ما خلُق له، والخير والشَّرُّ مَقدَّران على العباد () وجاء في العقيدة الطحاوية: ونُحبُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولانُفِرط في حب أحدٍ منهم ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم ولا تذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، نثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم لعثمان رضي الله عنه ثم لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديُّون وإن العشرة الذين سّماهم رسول الله وبشرّهم بالجنة نُشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله الحقُّ وهم أبو بكر، وعمر وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير وسعد، وسعيد وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح وهو أَمين هذه الأمة رضي الله عنهم أجمعين، ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كلَّ رجُس، فقد برئَ من النفاق وعلماء السَّلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهـل الخير والأثر، وأهل الفقه والنّظر، لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل () ، ولا يفضل أحداً من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء عليهم السَّلام، ونقول: نبيُّ واحد أفضل من جميع الأولياء، ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصحَّ عن الثقات من رواياتهم ونؤمن بأشراط الساعة، من خروج الدّجَّال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض من موضعها ولا نصَّدق كاهناً ولا عّرافاً ولا من يدّعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمّة ونرى الجماعة حقاً وصواباً، والفرقة زيغاً وعذاباً ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام قال تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"(آل عمران، 19) وقال تعالى: "ورضيت لكم الإسلام ديناً"(المائدة: 3) وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتَّعطيل وبين الجبر والقدر، وبين الأمن واليـأس، فهـذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً ونحن براء إلى الله من كلَّ من خالف الذي ذكرناه وبينَّاه () لعقيدة أهل السنة وكتابه في هذا الباب قد وضع الله له قبولاً إلى يومنا هذا وكان الملك المعظم ممن تأثروا بالعقيدة الطحاوية واعتقدها ودعاً إليها.



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق