إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 23 أغسطس 2014

162 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الثاني:السياسة الأيوبية الداخلية في عهد الملك الكامل سادساً:الملك الكامل وسياسته العمرانية والحياة الاجتماعية: 1-سياسته العمرانية:


162

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الثاني:السياسة الأيوبية الداخلية في عهد الملك الكامل

سادساً:الملك الكامل وسياسته العمرانية والحياة الاجتماعية:

1-سياسته العمرانية:

اهتم الملك الكامل بتحسين المرافق العامة في مصر، وتحسين الخدمات المهمة لرعيته، ولاسيما في المجال الاقتصادي والعمراني، فقد أنهى بناء القلعة، وبنى دار الوزراء التي تعرف بقاعة الصاحب لتكون مقراً للوزير صفي الدين، وبها قاعة الإنشاء، وديوان الجيش وبيت المال . () وأنشأ الملك الكامل خزانة الكتب في القلعة، فحوت عدداً من الكتب والمجلدات النفيسة، وأقام خزانة شمائل (سجن شمائل) () ، تابع الملك الكامل سياسة إعمار البلاد، ولاسيما في مصر، فأمر الملوك الأيوبيين بإعمار بلادهم، ففي 624ه/1227م كلف المظفر محمود صاحب حماة بناء برج في السلمية وشجعه عام 631ه/1233م على بناء قلعة في المعرة لحمايتها () ، وطلب من صاحب حمص الملك المجاهد أسد الدين شيركوه حفر خندق حول القلعة، وتعميقه، وتوسيعه وإعمار قلعة شميس، واهتم الملك الكامل بتحصين البلاد، ولاسيما الثغور وذلك ببناء القلاع والحصون، كما اهتم بالقضاء والخدمات العامة وكان المحتسب يرتبط بالقضاء ويتولى المخالفات التي تتعلق بالآداب العامة ونظام الأسواق، والمعاملات التجارية، والمكاييل والمقاييس والخانات، والحمامات والفنادق ومنح رخص مزاولة الأطباء والصيادلة، ومن أبرز الأعمال التي قام بها الملك الكامل والتي كان لها مساس لحياة الشعب على نحو وثيق.

أ- بناء الجسور: نهج الملك الكامل نهج الحكام الأيوبيين الذين سبقوه في بناء الجسور التي تحتاج إليها مصر وبلاد الشام، وكانت الجسور التي في مصر تتحكم بمجرى النيل وتحفظ البلاد من الفيضان، وتستخدم لتصريف مياه النهر () وكان المصريون يحتفلون بعيد وفاء النيل () لأهميته في حياة البلاد الاقتصادية وكان الملك يخرج من يوم العيد من القلعة إلى المقياس () ، فيقام احتفال يحضره عدد من المسؤولين والناس () وكانت الجسور في مصر على نوعين هما:

- الجسور السلطانية: وهي الجسور العامة النفع في حفظ البلاد من خطر فيضان النيل، وتتولى الدولة إقامتها، ويكون لسلطان البلاد مسؤولاً عن تعميرها، وإدارتها، وتقام من بيت المال، وتصان باستمرار ويشرف على الجسور، كاتب خاص، مسؤول عن الإنفاق على هذه الجسور() ، من الأموال المخصصة لها.

- البلدية: وهي الجسور الخاصة النفع بناحية دون ناحية، يتولى إقامتها وإدارتها المقطعون والفلاحون بما ينتفعون بها من عندهم، وهي بمثابة البيت الذي يمتلكه الشخَّص أي مثل سور منزله، فكل صاحب دار ينظر في مصلحتها ويلتزم تدبير أمره فيها ().

ب- تأسيس دار الحديث: تابع الملك الكامل سياسة دعم التعليم وتشييد المدارس، والإنفاق عليها وتوفير الخدمات اللازمة، فأقام 622ه/1225م دار الحديث الكاملية في القاهرة، وتقع الدار بين القصرين ()، ووقف هذه الدار على المشتغلين بالحديث النبوي، ثم من بعدهم على الفقهاء الشافعية، ووقف عليها الربع الذي بجوارها على باب الحرنشف ويمتد إلى الدرب المقابل للجامع الأزهر، وكان موضع المدرسة سوقاً للرقيق وداراً تعرف بابن كستول () ودرس في الكاملية الحافظ أبو الخطاب عمر بن دحية ثم أخوه أبو عمر عثمان الحافظ عبد العظيم المنذري، وما برحت بيد أعيان الفقهاء إلى أن تتلاشت في العهد المملوكي، وتشير أطلال الدار عام 1321ه/1903م إلى أنها كانت تتكون () ، من قاعة مستطيلة طولها عشرة أمتار ونصف المتر تقريباً، وعرضها تسعة أمتار ونصف، وهي مسقوفة بقبة مدببة مبنية بالآجر، تتكون من مداميك أفقية تعلوها مداميك رأسيه، وتبلغ فتحة القبة تسعة أمتار ونصف () ، ويبلغ ارتفاعها عند مستوى انحنائها ستة أمتار ونصف، وأما ارتفاعها عند سطح الأرض فهو معروف لأن تربة مكدسة إلى إرتفاع كبير فوق أرضية البناء وجدران القاعة مبنية من الحجارة وهي سميكة يقرب سمكها من مترين، أما سمك القبة فهو متدرج، يبلغ عند المنبت "الإنحناء" فوق الجدران متراً، ويرق عند القبة إلى نصف متر () .

ج- تشييد مدينة المنصورة: لم يقتصر اهتمام الملك الكامل على النواحي الاقتصادية بل شمل الميدان العمـراني، وتشييد المدن فقد أقام مدينة المنصورة عام 616ه/1219م عندما ملك الفرنج مدينة دمياط () ، وهي تقع بين القاهرة ودمياط في المنطقة المحصورة بين فرعي نهر النيل المتجهين إلى دمياط، وأشمون طناح () ، الذي يصب في بحيرة تنيس، وجعلها قاعدة لعسكره وسمّاها المنصورة تيمناً بانتصاره على الصليبيين، واستعادة دمياط، ولم يزل بها إلى أن خرج الفرنج من الأراضي المصرية فأقام بها احتفالاً ضخماً وقد بنى الملك الكامل فيها قصراً وأمر من الأمراء والعساكر ببناء مساكن لهم، ونصبت الأسواق وأصبحت المدينة فيما بعد كثيرة القصور والفنادق والحمامات وأحيط بسور من الجهة البرية، وزودت مواقعها بالآت حربية للدفاع عنها ().




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق