إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

67 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية المبحث الرابع :فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية: أولاً:جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية: 7- المدارس النظامية ودورها في الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي الرافضي:


67

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية

المبحث الرابع :فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية:

أولاً:جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية:

7- المدارس النظامية ودورها في الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي الرافضي:

بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي والإسماعيلي الرافضي عقب اعتلاء السلطان ألب أرسلان عرش السلاجقة في عام 455ه فقد استوزر هذا السلطان رجلاً قديراً وسنياً متحمساً هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي الملقب بنظام الملك، فرأى هذا الوزير أن الاقتصار على مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية الباطنية سياسياً لن يكتب له النجاح على المدى البعيد إلا إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك أن الشيعة، إمامية كانوا أو إسماعيلية نشطوا في هذه الفترة وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلا نشاط سني مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان () فقد كانت الدولة الفاطمية تقوم بإعداد الدعاة من خلال جامع الأزهر الذي جعلوا منه مؤسسة تعليمية تعني بنشر مذهبهم في عام 378ه ().

هذا بالإضافة إلى البرامج التعليمية التي كانت تعد بعناية خاصة في عاصمة الدولة الفاطمية لإعداد الدعاة وتثقيفهم ثقافة مذهبية واسعة قبل إرسالهم إلى البلاد الإسلامية لنشر المذهب الإسماعيلي، وكان لذلك أثر في رواج هذا المذهب في بعض مناطق الشرق الإسلامي نتيجة لهذه الجهود المنظمة المستمرة في نشر هذه الدعوة () ، لذلك كله فكر نظام الملك في أن يقاوم النفوذ الشيعي بنفس الأسـلوب الذي ينتشر به، ومعنى ذلك أنه رأى أن يقرن المقاومة السياسية للشيعة بمقاومة فكرية أيضاً () ، وتربية الأمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الوحي الإلهي ومن هنا كان تفكيره في إنشاء المدارس النظامية التي نسبت إليه، لأنه الذي جد في إنشائها وخطط لها، وأوقف عليها الأوقاف الواسعة، واختار لها الأكفاء من الأساتذة فكان من الطبيعي أن تنسب إليه من دون السلاجقة () وقد وفق الله نظام الملك توفيقاً قلّ نظيره في التاريخ السياسي والعلمي والديني فقد عاشت مدارسه أمداً طويلاً وعلى الخصوص نظامية بغداد التي طاولت الزمن زهاء أربعة قرون، إذ كان آخر من عرفنا ممن درس فيها صاحب القاموس الفيروز آبادي المتوفى سنة 817ه حيث زالت في نهاية القرن التاسع الهجري () وأدت رسالتها من تخريج العلماء على المذهب السني الشافعي وزودت الجهاز الحكومي بالموظفين ردحاً من الزمن وبخاصة دوائر القضاء والحسبة والاستفتاء وهي من أهم وظائف الدولة في ذلك العصر، وانتشر هؤلاء في العالم الإسلامي حتى اخترقوا حدود الباطنية في مصر وبلغوا الشمال الأفريقي ودعموا الوجود السني بها لقد تخرج من هذه المدارس جيل تحقق على يديه معظم الأهداف التي رسمها نظام الملك فوجدنا كثيراً من الذين تخرجوا منها يرحلون إلى أقاليم أخرى ليقوموا بتدريس الفقه الشافعي والحديث الشريف، ونشروا عقيدة أهل السنة في الأمصار التي انتقلوا إليها أو يتولوا مجالس القضاء والفتيا، أو يتولوا بعض الوظائف الإدارية الهامة في دواوين الدولة وينقل السبكي عن أبي إسحاق الشيرازي – أول مدرس بنظامية بغداد بقوله : خرجت إلى خراسان فما بلغت بلدة ولا قرية إلا وكان قاضيها أو مفتيها أو خطيبها تلميذي أو من أصحابي () ، وقد ساهمت هذه المدارس في إعادة دور منهج السنة في حياة الأمة بقوة، وكان من أبرز آثارها أيضاً تقلص نفوذ الفكر الشيعي وخاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدارس وكان الإمام الغزالي على قمة المفكرين الذين شنوا حرباً شعواء على الشيعة الرافضة () . وقد مهدت المدارس النظامية بتراثها ورجالها وعلمائها السبيل ويسرته أمام نور الدين زنكي والأيوبيين كي يكملوا المسيرة التي من أجلها أنشئت النظاميات وتتمثل في العمل على سيادة الإسلام الصحيح وخاصة في المناطق التي كانت موطناً لنفوذ الشيعة، في تلك المرحلة، كالشام ومصر وغيرها ().

إن من الأخطار العظيمة التي تواجه الأمة اليوم المشروع الباطني الجديد النشط في أنحاء المعمورة وقد استهدف عقيدة الأمة وكتاب ربها وسنة نبيها وتاريخها وعظمائها، فهل نستلهم الدروس ونستخرج العبر ونعمل بالسنن والقوانين الإلهية في الدعوة إلى الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فيكون من حكامنا، مثل ألب أرسلان في شجاعته، ومن وزرائنا كنظام الملك في همته وغيرته، ومن علمائنا كالجويني والغزالي والبغوي والجيلاني وعلماء المغاربة الأفداذ في دفاعهم عن الكتاب والسنة والصحابة، وقضايا الفكر الإسلامي الصحيح، ونوظف الوسائل الحديثة في بث عقائد الإسلام الصحيحة وتاريخه الموثق وفكره البديع من خلال الفضائيات والإنترنت والمطابع والجرائد والمجلات والكتب والندوات والمؤتمرات والمناهج والمدارس والجامعات ووسائل الدعوة بأنواعها، نريد بذلك وجه الله والدار الآخرة ومرافقة النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين.




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق