إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

5 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين: المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين: رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل:


5

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين:

المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين:

رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل:

استغل العادل هذه الفرصة للتدخل في شؤون أبناء أخيه، لتعزيز وضعه على الأرض، فغادر قلعة جعبر إلى دمشق ودخلها قبل عودة الأفضل علي من حلب ( ) وبما عُرف عنه من مكر ودهاء راح يبذر بذور الشقاق بين صاحب مصر وأمرائه من الأكراد والأسدية الذين كانوا على جفاء معه بسبب ميله إلى الصلاحية واتفق معهم على نبذ طاعته والدخول في طاعة حكام بلاد الشام ( )، كاتب الملك العزيز سراً يخوفه من الأسدية ويغريه بإبعادهم، وكاتب الأسدية بالتنفير من الملك العزيز وتخويفهم منه واستمالهم إليه، فاستوحش الملك العزيز من الأسدية واستوحشوا منه، فكانوا إذا لقوه عرفوا في وجهه التنكر، وعرف في وجهوههم بمثله وتمادى الأمر إلى أن تمكن الخوف منه في قلوبهم والخوف منهم في قلبه، ولما تمكن الاستيحاش منهم، عزموا على مفارقته وحسَّنوا ذلك للأكراد المهرانية فوافقوهــم عليه ( )، فلما علم الملك العزيز بذلك، فما تحلل ولا تزعزع من مكانه، ولا أظهر أرتياعاً لما وقع من هذه الحادثة، بل ثبت مكانه، فقالت الأمراء : الصلاحية دعنا نتبعهم ونقاتلهم ونتركهم عبرة للمعتبر ( ). فقال لهم الملك العزيز: لا تُرهبُوهم واتركوهم يذهبوا أين شاءوا لعلنا نصفو من كدرهم، وهذا ليل، ولا يُؤمَنُ فيه الاختلاط، ولا يَعـرف الإنسـان فيه صديقه من عدوه والأولى الأخذ بالحزم والاحتياط ( ).

وكان المفارقون للملك العزيز معظم العسكر وثبت الملك العزيز في معسكره بالفَّوار ومعه خواص أصحابه على الخطر وبات تلك الليلة ثابت الجأش والجَنان، وما أظهر أسفاً على فراق مَن فارقه من عسكره، واستدعى رُسل الملوك الذي عنده وأجاب كُلاًّ منهم عن رسالته وخلع عليهم وسَّرحهم ( ) وأصبح الملك العزيز راحلاً بمن بقي معه من عساكر إلى الديار المصرية وسار إليها على تيقظ وتحفظ – وحذر – وسلك طريق اللجون والرملة، وخاف من الأسدية المقيمين بالقاهرة، أن يوافقوا أصحابهم الغادرين ويسلكوا سيرتهم في الغَدر به، فقدم بين يديه أمراء على النُجُب وكان نائبه بالقاهرة الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي فبقى على الصفاء للملك العزيز وخلوص النيّة وتبعه على ذلك من بقى من الأسدية، ووصل الملك العزيز إلى البلاد وأمّن كلَّ من وجده من مُخلفَّي الخارجين عليه وطيب قلوبهم وأكرمهم وأحسن إليهم وأستقر في كرسي مُلكْهَ ومدحه القاضي السعيد ابن سناء الملك بقصيدة ذكر فيها نفاق الأسدية وفراقهم له ( )، منها:

من فرَّ منك فلا يُلامُ
   
    وشَرِيُد بأسِكَ مَا يَنامُ

وجنابُ عِزَّك ما يُرام
   
    من الخطوب وما يُضاَمُ

فرت لخوفك غِلمةٌ
   
    ولربما خاف الغلام

هابوا مَقَامك ذا العظيم
   
    فلم يكن لهم مقام

وهُمُ الأسُودُ فما لهم
   
    طاروا كما طار النعام

سَخرِتَ بهم بهم أوهامُهُم
   
    هُزواً وبالأوهام هاموا

لا ينفعون ولن يَضُرُّوا
   
    إن مضوا أو إن أقاموا
   
فلإن عفوتَ فإنما يعفو
   
    عن الذنب الكرام

وإن انتقمت فإنّ
   
    أيسر ما استحقوا الانتقام

ما دراهم حَرَمُ ولا في
       
    الشام صَيْدُهُم حرام

وهم به سكرى وليس
       
    سوى الهُموم لهم مُدَامُ


إلى أن قال:
ونزيل راحتك الندَّى
   
    وحليفُ دولتك الدَّوام ( )


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق