399
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية
المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:
الثالث عشر:معركة يافا:
تعُد معركة يافا وما نتج عنها، آخر صدام مسلح بارز وقع بين المسلمين وصليبي الحملة الثالثة، وكان ريتشارد قلب الأسد قد اتخذ من هذه المدينة قاعدة لجيشه إثر انتصاره على صلاح الدين في أرسوف، نظراً لقربها من بيت المقدس ( ) وفي الوقت الذي كانت المفاوضات دائرة بين الطرفين الإسلامي والصليبي بشأن عقد الصلح، غادر ريتشارد قلب الأسد يافا إلى عكا، وقد أعَّد خطة للإقلاع إلى بلاده إذا لم يتم، حتى وقتذاك، توقيع معاهدة مع المسلمين وتقضي هذه الخطة بالزحف نحو بيروت، ثم يبحر منها إلى أوروبا ( ) .
وقد هيأ هذا التحرك فرصة لصلاح الدين استغلها في تنظيم حملة على يافا ومن المحتمل أنه استهدف تحقيق أربعة أهداف :
-أنه أراد الحصول على يافا في غياب الملك الإنكليزي.
-أمِل في تحقيق انتصار حاسم على الصليبيين في يافا.
-محاولة رفع معنويات جنوده.
-منع ريتشارد قلب الأسد من احتلال بيروت ( ).
وما كان صلاح الدين يقترب من يافا في 15 رجب 588ه /27 تموز 1192م حتى توجهت رسالة عاجلة إلى ريتشارد قلب الأسد تحمل إليه نبأ الهجوم على يافا، فبادر إلى النهوض لنجدتها متخذاً في تقدمه طريق البحر، يسانده البيزيون والجنويون، بينما أرسل جيشاً بطريق البر، غير أن الرياح العكسية حجزته عند رأس جبل الكرمل، ولم يشأ أفراد الجيش البري أن يبلغوا يافا قبل قدوم ملكهم، لذلك تمهلوا في سيرهم ( ) وقد أتاح هذا التطور العسكري فرصة طيبة للمسلمين لتحرير يافا، وفعلاً دخلوا المدينة يوم الجمعة في 18 رجب/30تموز بعد قتال مرير مع حاميتها وضربوا حصاراً على قلعتها، فاضطر الصليبيون إلى طلب الصلح وفي الوقت المحددَّ لتسليم القلعة إلى المسلمين هبط ريتشارد قلب الأسد إلى البر وشن هجوماً مضاداً واستطاع دخول المدينة وحمل المسلمين على الخروج منها، وسحب صلاح الدين جيشه من المدينة ( ) ، وكان المرض قد اشتد على ريتشارد واستمر في إرسال الرسل تتردد على صلاح الدين في طلب الفاكهة والثلج كما أوقعه مرضه في شهوة الكمثرى والخوخ، وكان صلاح الدين بتسامحه يمده بذلك ( ) ، وجّدد ريتشارد قلب الأسد عرض الصلح على صلاح الدين مدفوعاً بعدة عوامل منها: -
-لقد ألّم به المرض واشتد عليه، فتدهورت صحته بشكل ملحوظ حتى عجز عن قيادة قواته، والتخطيط السليم.
-وردت إليه أخبار أخرى مزعجة من إنكترا تفيد بأن أخاه يوحنا ارتكب من الأعمال السيئة ما تتطلب عودة عاجلة.
-انقطاع النجدات العسكرية من أوروبا.
-يئس من استرداد بيت المقدس.
-ما حلَّ بالصليبيين من الإرهاق وما أظهره كل من ابن أخته هنري والطوائف الدينية والعسكرية، من عدم الثقة في سياسته ( ).
وأشار صلاح الدين إلى الأسباب التي دعته إلى قبول الصلح ومنها:
-النزاع بين الأكراد والأتراك في جيشه.
-سآمة العساكر ومظاهرتهم بالمخالفة.
-ازدياد قوة العدو.
-خشيته من حدوث الخلاف بعد وفاته داخل أسرته، وانصرافهم عن الاهتمام بالمصلحة العامة ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق