إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 أغسطس 2014

393 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين: سابعاً:وقعة أرسوف :


393

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية

المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:

سابعاً:وقعة أرسوف :

 وضع ريتشارد قلب الأسد خطة تقضي باسترداد المدن الواقعة على شاطئ فلسطين من عكا حتى عسقلان قبل أن يتوجه إلى الداخل ليسترد بيت المقدس فغادر عكا يوم الخميس في 29 رجب 587ه/22آب 1191م على رأس الجيش الصلَّيبي متخذاً الطريق الساحلي حيث يلقى جناحه الأيمن الحماية والتموين من الأسطول الصليبي، لم تكن ظروف الرحلة سهلة، فقد عانى الصليبيون من شدة الحر وقلة المؤن، وخراب المدن والقرى التي مروا بها، ومضايقة المسلمين لمؤخرتهم ( ) والواقع أن صلاح الدين لم يشأ أن يدع الجيش الصليبي يزحف بسلام وإنما رحل في إثره، وكان يخشى أن يتحرك ريتشارد قلب الأسد نحو عسقلان ليحتلها ويتخذ منها قاعدة يقطع بواسطتها طريق الاتصال بينه وبين بيت المقدس ومصر التي تمده بالقوة الضاربة وبعد أن استولى الصليبيون على حيفا التي أخلتها حاميتها الإسلامية، استأنفوا زحفهم نحو قيسارية ولما اقتربوا منها في 71شعبان/30 آب" أضحى الالتحام بين الجيشين وشيك الوقوع، تمتَّع المسلمون بميزة حرية الحركة في الوقت الذي حصر الصليبيون أنفسهم بينهم وبين البحر ( ) ، وكان القتال الحاد ينشب بينهم كل يوم وحاول صلاح الدين استدراج الصليبيين إلى الداخل حتى ينحرفوا عن خط سيرهم بمحاذاة الساحل، فيفقدوا ميزة دعم الأسطول، إلا أن ريتشادر قلب الأسد، الذي اتصف بالبراعة القتالية لم يقع في فخ صلاح الدين، وحافظ على خط سيره، ودعا رجاله إلى الحفاظ على النظام، وإلا ينساقوا وراء الاستفزازات الإسلامية، مفَّوتاً فرصة طالما كان صلاح الدين توّاقاً إليها ( ) واستولى الصليبيون على قيسارية الخاوية على عروشها بعد أن خربَّها المسلمون ولم يستفيدوا منها بزاد أومال، ثم واصلوا زحفهم حتى بلغوا مشارف أرسوف وتحركوا باتجاه غايتها الواقعة في شمال شرقي المدينة على امتداد ميلين من البحر، حيث كان السهل من الاتساع ما يكفي لنشوب اشتباك ( ) وقرَّر صلاح الدين الذي سبق العدو إلى الغابة، أن يصطدم به في هذا المكان فعبَّأ قواته استعداداً للمواجهة، وحين علم ريتشارد قلب الأسد بخطته تصرف على محورين:

-أرسل بطلب نجدة صليبية من عكا.
-حاول تسوية القضايا مع صلاح الدين بالطرق السلمية والراجح أن صلاح الدين أراد أن يكسب الوقت حتى تصل قوات التركمان التي كان قد طلبها، فتظاهر بقبول مبدأ التفاوض وأناب عنه أخاه العادل الذي اجتمع بريتشارد قلب الأسد (في 12 شعبان/5 أيلول) لكن المفاوضات تعثرت بسبب تصلب ريتشارد قلب الأسد في موقفه، إذ أصرَّ على أن يتنازل المسلمون عن الأماكن التي فتحوها في مملكة بيت المقدس، فبادر العادل على الفور إلى قطع المفاوضات ولم يبق أمام الطرفين سوى القتال ( ). ووصلت، في هذا الأثناء، نجدات عسكرية إلى كل من الطرفين فتعَّبأ للقتال وبدأ المعركة في ضحى (يوم السبت 14 شعبان 587ه/7 أيلول) أحاط الفرسان المسلمون في بدايتها بالصليبيين وأوشكوا أن يقضوا عليهم، لكن ريتشارد قلب الأسد ثبت في القتال، وأعاد تنظيـم صفوف قواته بسرعة، فمال ميزان المعركة إلى صالحه ولم تلبث صفوف المسلمين أن تداعت ( ) ، ولما رأى صلاح الدين ما نزل بالمسلمين صاح فيهم وحرضهم على الجهاد في سبيل الله، وبقي هو ثابتاً في المعركة، فلما رآه الناس على تلك الحالة من الشجاعة والصبر توافدوا عليه، وقاتلوا الصليبيين قتال الأبطال حتى تمكنوا من دحرهم وإجبارهم على التراجع إلى منزلتهم ( ) .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق