262
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:
الرابع عشر:فوائد متفرقة وتراجم مهمة قبل وفاة الملك الكامل:
9- وفاة الملك الكامل الأيوبي : 635ه:
لما بلغ الملك الكامل موت أخيه المعظم جاء ونازل دمشق وأخذها من الناصر، وجعل فيها الأشرف، ولما مات الأشرف، بادر الكامل إلى دمشق وقد غلب عليها أخوه إسماعيل، فانتزعها منه، واستقر بالقلعة، فما بلغ ريقهُ حتى مات بعد شهرين تعلَّلَ بسعال وإسهال وكان به نقرس، فبهت الخلق لما سمعوا بموته وكان عدله مشوباً بعسف، شنق جماعة من الجند في بطيخة شعير ()، ونازل دمشق فبعث صاحب حِمص لها نجدة خمسين نفساً فظفر بهم وشَنقهم بأسرهم قال الشريف العماد البصرويّ، حكي لي الخادم قال: طلب مني الكامل طستاً ليتقيأ فيه، فأحضرته وجاء الناصر داود فوقف على الباب ليعوده، فقلت: داود على الباب، فقال: ينتظر موتي: ؟ وانزعج وخرجت فنزل داود إلى دار سامة، ثم دخلت إلى السُّلطان، فوجدته قد مات وهو مكبوب على المِخَدَّة ()، وقال ابن واصل: حكى لي طبيبه قال: أخذه زكام فَدخل الحمَّام، وصَبَّ على رأسه ماء شديد الحرارة اتباعاً لما قال ابن زكريا الرازي: إن ذلك يحل الزُّكمة في الحال، وهذا ليس على إطلاقه، قال: فانصَبَ من دِماغه إلى فم المعِدة مادة فتورمت وعرضت الُحمىَّ وأراد القيء فنهاه الأطباء، وقالوا: إن تقيأ هلك فخالف وتقيَّأ ومات بدمشق في الحادي والعشرين من رجب سنة خمس وثلاثين وست مئة ودفن في تابوت ().
وقال ابن واصل: ولم أجد في شيء من التواريخ أن ثلاثة إخوة من الملوك اجتمع لهم من الشجاعة والنجابة والفضائل ما اجتمع أولاد الملك العادل الثلاثة وهم الملك الكامل، والملك المعظم والملك الأشرف، وكان الملك الكامل أحزمهم وأسوسهم، والملك المعظم أشجعهم وأعلمهم، والملك الأشرف أسمحهم وأنداهم كفا، رحمهم الله أجمعين.
وكانت أولاد الملك الكامل الذكور ثلاثة: الملك المسعود صلاح الدين يوسف صاحب اليمن، وتوفي في حياة أبيه وقد ذكرنا أخباره، والملك العادل سيف الدين أبو بكر، وولي الملك بعده، والملك الصالح نجم الدين أيوب، وولي بعد الملك العادل على ما سنذكره بإذن الله وأكبرهم الملك المسعود وأصغرهم الملك العادل وكان له عدة بنات ودفن بالقلعة ()في دمشق وكان ينشد في مرضه كثيراً.
يا خليليَّ خبَّراني بصدق
كيف طعم الكَرى فإني عليل
وقال ابن الأهدل: وللكامل هفوة جرت منه – عفا الله عنه – وذلك أنه سلمَّ مرة بيت المقدس إلى الفرنج اختياراً نعوذ بالله من سخط الله وموالاة أعداء الله().
انتهى الفصل الثانى من الكتاب وان شاء الله سنتواصل مع الفصل الثالث ان اطال الله فى عمرى
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق