261
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:
الرابع عشر:فوائد متفرقة وتراجم مهمة قبل وفاة الملك الكامل:
8- إتمام بناء مدرسة المستنصرية 631ه:
وفيها أي سنة 631ه كمَل بناء المدرسة المستنصرية ببغداد ولم نُبن مدرسة قبلها مثلها ووُقفت على المذاهب الأربعة، من كلَّ طائفة اثنان وستون فقيهاً وأربعة معيدين، ومدرس لكلَّ مذهب وشيخ حديث، وقارئات، وعشرة مستمعين وشيخ طبَّ وعشَرةٌ من المسلمين يشَتغلون بعلم الطبَّ، ومكتب للأيتام وقرَّر للجميع من الخبز واللحم والحلْوى والنَّفقة ما فيه، كقاية وافرة لكلَّ واحد، ولما كان يوم الخميس خامس رجب حُضرت الدروس بها، وحضر الخليفة المستنصر بالله بنفسه الكريمة وأهل دولته، من الأمراء والوزراء والقضاة والفقهاء والصوفية والشعراء ولم يتخلف أحدٌ من هؤلاء وعَملِ سماط عظيم بها، أكل منه الحاضرون وحُمل منه إلى سائر دروب بغداد من بُيوتات الخواصَّ والعوامَّ وخلع على جميع المدرَّسين بها والحاضرين فيها، وعلى جميع الدولة والفقهاء بها والمعيدين وكان يوماً مشهوداً، وأمراً محموداً وأنشدت الشعراء الخليفة المدائح الفائقة والقصائد الرائقة.. وقُرَّر لتدريس الشافعية بها الشيخ الإمام العلاَّمة محي الدين أبو عبدالله بن محمد بن فضلان، وللحنفية الشيخ الإمام العلامَّة رشيد الدين أبو حفص عمر بن محمد الفرْغاني وللحنابلة الشيخ العلامة الرئيس محي الدين يوسف بن الشيخ أي الفرنج بن الجوزي، ودرّس عنه يومئذ ابنه عبدالرحمن نيابة لغيبته في بعض الرسالات إلى الملوك ودرَّس للمالكية يومئذ الشيخ الصالح العالم أبو الحسن المغربي المالكي نيابة أيضاً حتى يُعينَّ شيخ غيره ووقفت فيها خزانة كتب لم يسمع بمثلها في كثرتها وحسن نسُخها وجودة الكتب الموقوفة بها وكان المتولىَّ لعمارة هذه المدرسة مؤيَّدُ الدين أبو طالب محمد بن العلْقميَّ الذي وزَر بعد ذلك، وقد كان إذ ذاك أستاذ دار الخلافة وخُلع عليه يومئنذ وعلى الوزير نصير الدين خلعه، ثم عُزل مدرسُى الشافعية في رابع عشر ذي القعدة بقاضي القُضاة أبي المعالي عبد الرحمن بن مُقبل مضافاً إلى ما بيده من القضاء وذلك بعد وفاة محي الدين بن فضلان ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق