159
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
المبحث الثاني:السياسة الأيوبية الداخلية في عهد الملك الكامل
خامساً:أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامه من مشاهير عصر الدولة الأيوبية في عهد الملك العادل والملك الكامل:
8-مسألة الإمامة:
ذهب ابن قدامة إلى وجوب طاعة الإمام في غير معصية الله، وقرر أنّ كل من ثبتت إمامته، فمن السنة السمع والطاعة له بَّراً كان أو فاجراً وحرمت مخالفته مالم يأمر بمعصية () وتحدث ابن قدامة في مواضع متفرقة من كتبه، عن بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها، والقيام بها، ومن هذه الأمور.
أ- الجهاد الغزو معهم، والصلاة خلفهم: حيث قال: ونرى الحج والجهاد ماضياً مع طاعة كل إمام، بّراً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفهم جائرة()، وقال: ويغزى مع كل بَّر وفاجر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، برّاً كان أو فاجراً ()، ولأن تركه مع الفاجر يفضي إلى تعطيل الجهاد، وظهور العدو ().
ب- تحريم الخروج عليهم: قرر ابن قدامة أنَّه يحرم الخروج على من ارتضاه المسلمون إماماً وبايعوه، ودانوا له بالسمع والطاعة معللاً ذلك بما في الخروج من مفاسد عظيمة، أخطرها شق عصا المسلمين، وتفريق كلمتهم وإراقة دمائهم () وقال كل من ثبتت إمامته، حرم الخروج عليه وقتاله، سواء ثبت بإجماع المسلمين عليه، كإمامة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه أو بعهد الإمام الذي قبله إليه، كعهد أبي بكر إلى عمر ()- رضي الله عنهما – أو بقهره الناس حتى أذعنوا له ودعوه إماماً؛ كعبدالملك بن مروان () ، وقد استدل ابن قدامه على تحريم الخروج بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من خرج على أمتي، وهم جميع، فاضربوا عنقه بالسيف، كائناً من كان () ثم، عقب على هذا الحديث بقوله: فمن خرج على من ثبتت إمامته بأحد هذه الوجوه باغياً، وجب قتاله ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق