94
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية
المبحث الرابع :فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية:
سابعاً:الوسائل التي اتخذها صلاح الدين للقضاء على المذهب والتراث الفاطمي:
3- قطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر، وإبطال تدريس الفكـر الفاطمي به:
ما لبث صلاح الدين في سنة 567ه/1171م أن وجه الدعوة الفاطمية بمصر، طعنة قاتلة، كانت كفيلة ولا ريب بالإجهاز عليها، وذلك بقطعه للخطبة الجامعة من الجامع الأزهر الذي اتخذه الفاطميون جامعة لنشر علوم الدعوة الشيعية الإسماعيلية () وذلك بعد أن قلد وظيفة القضاء صدر الدين عبد الملك بن درباس، فعمل بمقتضى مذهبه، وهو امتناع إقامة الخطبتين للجمعة في بلد واحد، كما هو مذهب الإمام الشافعي، فأبطل الخطبة من الجامع الأزهر، وأقر الخطبة بالجامع الحاكمي من أجل أنه أوسع، فلم يزل الجامع الأزهر معطلاً من إقامة الجمعة فيه مائة عام من ذلك التاريخ، إلى أن أعيدت الخطبة في أيام الملك الظاهر بيبرس () ، وأيد صلاح الدين هذه الخطوة الجريئة، بإزالة الشعائر الشيعية، التي أدخلها الفاطميون إلى مصر، واستمرت بها طول عصر دولتهم، من الآذان، وإبان إقامة الصلاوات، فأبطل من الأذان قول " حي على خير العمل " واستمر الآذان في مصر على المذهب السني () ومنع صلاح الدين ما كان قد تعود عليه المؤذنون في العصر الفاطمي، من السلام على الخليفة الفاطمي في الآذان ()، وأقيمت الخطبة الجامعة بجامع الحاكم على نحو يأخذ الخطيب فيها مأخذاً سنياً يجمع فيه الدعاء للصحابة رضي الله عنهم، وللتابعين ومن سواهم، ولأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليـه وسـلم، ولعميه حمزة والعباس رضي الله عنهما، ويأتي للخطبة لابساً السواد على رسم العباسية () . ومما لا شك فيه أن قطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر وما صاحب هذا من تعطيل دراسة مذاهب الشيعة بالأزهر، الذي ظل طوال العصر الفاطمي أضخم مراكز الدعوة الإسماعيلية بمصر في العالم () ، ثم تحويل الأزهر إلى جامعة سنية لتدريس علوم السنة وهو ما استمر عليه الحال حتى اليوم – مع هجرة علماء أهل السنة للتدريس فيه قد أدى إلى نشر علوم السنة بمصر وفي أغلب أرجاء العالم الإسلامي () .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق