إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

74 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية المبحث الرابع :فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية: ثانياً:الحملات النورية العسكرية على مصر: 5- الحملة النورية الثالثة على مصر : عام 564ه.


74

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية

المبحث الرابع :فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية:

ثانياً:الحملات النورية العسكرية على مصر:

5- الحملة النورية الثالثة على مصر : عام 564ه.

سبب هذه الحملة أن الفرنجة كانوا قد جعلوا لهم شحنة في القاهرة، وتسلموا أبوابها، وحكموا المسلمين حكمـاً جائـراً، فلمـا رأوا أنه ليـس في البـلاد من يـردهـم، أرسـلوا  إلى ملكهـم – عموري – في القدس، يستدعونه ليملك مصر، وهونوا عليه أمرها، فتردد خوفاً من سوء العاقبة، ثم سار مع فرسانهم على كره منه حتى وصلوا بلبيس مستهل صفر ونهبوها، وقتلوا وأسروا من فيها، ثم ساروا إلى "الفسطاط" فأمر شاور بإحراقها وأمر أهلها بالانتقال منها إلى القاهرة، وأن ينهب البلد خوفاً من أن ينهب البلد وخوفاً من أن يملكها الإفرنج، فنهبت المدينة وبقيت النار تحرقها أربعة وخمسين يوماً ثم حاصر الفرنجة القاهرة وضيقوا على أهلها، وكان شاور هو المتولي للعساكر والقتال فضاق به الأمر وضعف عن ردهم، فأخلد إلى الحيلة وراسل ملكهم عموري ووعده بمال عظيم ألف ألف دينار مصرية يعجل بعضها الآن، ودفع لهم منها "مائة ألف دينار" وسألهم الرحيل عنه ليجمع لهم المال، فرحلوا قريباً، وجعل يجمع لهم المال فلم يستطع أن يجمع إلا خمسة آلاف دينار حيث أن المصريين كانوا قد احترقت دورهم، ونهبت أموالهم ().
أ- العاضد يستنجد بنور الدين محمود: كان حاكم مصر العاضد عقيب حريق مصر أرسل إلى نور الدين يستغيث به ويعَّرفه ضعف المسلمين عن الفرنج وأرسل في الكتب شعور النساء وقال له: هذه شعور نسائي من قصري يستغثن بك لِتُنقِذهُنَّ من الفرنج () وعرض على نور الدين مقابل إنقذا البلاد من الصليبيين:
منحه ثلث بلاد مصر.
منح قادته الإقطاعات.
يسمح ليشيركوه بأن يقيم في مصر () .

ب- أسد الدين شيركوه يزحف إلى مصر ويدخل القاهرة: قانون الفرصة:

شرع نور الدين في تجهيز الجيوش وأعدادها أعداداً قوياً وأعطى قائد الحملة (شيركوه) مائتين ألف دينار، سوى الثياب والدواب والأسلحة، وحكمه في العسكر والخزائن يأخذ حاجته فاختار من العسكر ألفي فارس، وجمع من فرسان التركمان ستة آلاف وسار نور الدين وشيركوه إلى باب دمشق، ورحلوا إلى رأس الماء () ، وأعطى نور الدين كل فارس منهم عشرين ديناراً، معونة غير محسوبة وأضاف إلى شيركوه جماعة أخرى من الأمراء، منهم صلاح الدين الأيوبي () ، وسار أسد الدين مجداً فلما قارب مصر، رحل الفرنجة إلى بلادهم بخفي حنين، خائبين مما أملوا، وسمع نور الدين بعودتهم فسره ذلك، وأمر بضرب البشائر في بلاد ولما وصل أسد الدين القاهرة، دخلها واجتمع بالعاضد، الذي خلع عليه وفرح به أهل مصر، وأجريت على عساكره الجرايات الكثيرة ().

ج- مقتل شاور:

وأما شاور فلم يفصح عما في نفسه، وشرع يماطل أسد الدين فيما وعد به من المال، ورواتب الجند، وعزم على الغدر أيضاً، فقرر أن يقيم وليمة لأسد الدين وأمرائه ثم يغدر بهم ويقتلهم، فنهاه ابنه الكامل عن ذلك وقال له : والله لئن عزمت على هذا الأمر لأُعرَّفَنَّ  أسد الدين. فقال له أبوه. والله لئن لم أفعل لنقتلن جميعاً. فقال: صدقت، ولا نقتل ونحن مسلمون والبلاد بيد المسلمين خير من أن نقتل وقد ملكها الفرنج، فليس بينك وبين عود الفرنج إلا أن يسمعوا بالقبض على شركوه، وحينئذ لو مشى العاضد إلى نور الدين لم يرسل فارساً واحداً ويملكون البلاد، فترك ما كان عزم عليه () ، وأخير اتفق صلاح الدين وبعض الأمراء على التخلص من هذا الخائن المراوغ شاور فأسروه، وسمع العاضد بذلك فأرسل إلى شيركوه يطلب رأسه، وأذن أسد الدين بقتله فقتل، وأرسل رأسه إلى العاضد في السابع عشر من ربيع الآخرة، عام 643ه () .

ر- تولي أسد الدين الوزارة للعاضد:

ودخل أسد الدين القاهرة، وقصد قصر العاضد فخلع عليه الوزارة، ولقبه الملك المنصور، وأمير الجيوش، واستعمل على الأعمال من يثق به من أصحابه وأقطع البلاد لعساكره، وقد مدح الشعراء أسد الدين شيركوه لما حقق من انتصارات فقال العماد :

بلغت بالجد مالا يبلغ البشر
              
    ونلت ما عجزت عن نيله القُدَر
          
أصبحت بالعدل والإقدام منفرداً
              
    فقل لنا : أعلّي أنت أم عمر
          
افخر فإن ملوك الأرض أذهلهم
          
    ما قد فعلت، فكلُّ فيك مفتكِرُ
جج      
سهرت إذ رقدوا بل هُجْتَ إذ سكنوا
              
    وصُلت إذ جبنوا، بل طُلت()إذ قصروا
   

س-  وفاة أسد الدين:

ولم تطل وزارة شيركوه، حيث توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 564ه فكانت ولايته شهرين وخمسة أيام رحمه الله رحمة واسعة وخلفه في الوزارة ابن أخيه صلاح الدين () وكان أسد الدين من أكبر قادة نور الدين، وقد ادخره الملك العادل للخطوة الكبرى التي كان يمهد لها، وهي ضم مصر إلى بلاد الشام وكان رحمه الله كريماً على جنده، صارماً يعرف كيف يقر النظام في عسكره فهابه جنده وأحبوه، وركبوا معه المخاطر في حملات عظيمة () ، نفع الله بها الإسلام والمسلمين وساهمت في تقوية المشروع المقاوم للغزو الصليبي الذي كان يقوده نور الدين ثم من بعده صلاح الدين وكان شيركوه شجاعاً بارعاً قوياً جلداً في ذات الله، شديداً على الكفار، وطاعته عظيمة، في ذات الله صولته، عفيفاً ديناً، كثير الخير، وكان يحب أهل الدين والعلم، كثير الإيثار، حدباً على أقاربه وأهله، وكان فيه امساك، وخلف مالاً كثيراً وخلف من الخيل والدواب والجمال شيئاً كثيراً، وخلف خمسمائة مملوك، وهم الأسدية الذين ساهموا في بناء الدولة الأيوبية ().




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق