إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 18 أغسطس 2014

414 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين: الرابع عشر:المفاوضات وصلح الرملة: -اعتراض القاضي الفاضل على صلاح الدين في رغبة الحج:


414

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية

المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:

الرابع عشر:المفاوضات وصلح الرملة:

-اعتراض القاضي الفاضل على صلاح الدين في رغبة الحج:

ولما بلغ القاضي الفاضل من قِبل السلطان أنه عازم على الحج كتب إليه مشيراً بتبطيلة إنّ الفرنج لم يخرجوا بعد من الشَّام ولا سَلُوا عن القدس، ولا وُثِقَ بعهدهم في الصلح، فلا يؤمن مع بقاء الفرنج على حالهم وافتراق عسكرنا وسفر سُلطاننا سفراً مقدراً معلوماً مُدَّة الغيبة فيه أن يَسْرُوا ليلة فيصبَّحوا القدس على غفلة، فيدخلوا إليه – والعياذ بالله – ويَفْرُطُ من يد الإسلام ويصيُر الحج كبيرة من الكبائر التي لا تُغفر، ومن العثرات التي لا تُقال ثم قال : وحاج العراق وخراسان أليس هم مئتي ألف أو ثلاث مئة ألف أو أكثر، هل يؤمن أن يقال قد سار السلطان لطلب ثار وسَفْكِ دم وتشويش موسم، فاقُعُدوا، فيكون تاريخ سوءٍ، أعوذ بالله منه، ما هذه الشناعة ممتنعة الوقوع، ولا مستبعدة من العقول السخيفة... يا مولانا، مظالم الخلق كَشْفُها أهم من كل ما يتُقَربَّ به إلى الله، وما هي بواحدة، في أعمال دمشق من المظالم من الفلاحين ما يُستغرب معه وقوع القَطرْ، ومن تسلط المُقطعين على المنقطعين من لا ينادي وليدُه وفي وادى بَرَدى والزّبَدَاني من الفتنة القائمة والسيف الذي يَقْطُر دماً مالا زاجر عنه، وللمسلمين ثغور تريد التحصين والذخيرة، ومن المهمَّات إقامة وجوه الدَّخل وتقدير الخرَْج بحسبها، فمن المستحيل نفقة من غير حاصل، وفرع من غير أصل، وهذا أمر قد تقدم فيه حديث كثير، وعَرضَت للمولىِ شواغلٌ دونه ومشت الأحوالٌ مشيا على ظلعِْ، فلما خَلَتٍ النُّوَب – أعاذ الله من عودها – كان خلو بيتِ المال أشدَّ ما في الشدة، وليس المملوك مطالباً بذخيرة تُحصَّل، إنما يطلب تمشية من حيث تستقر ( ) وهذه الرسالة تدل على عمق فهم القاضي الفاضل بمقاصد الشريعة كما تبين أهمية وجود العلماء الربانيين بجانب القادة السياسيين والعسكريين. وفد استجاب السلطان صلاح الدين لنصيحة القاضي الفاضل فسمع منه وشكر نصحه وقبله وعزم على ترك الحج عامّه ذلك وكتب به إلى سائر الممالك واستمر السلطان مقيماً بالقدس جميع شهر رمضان في صيام وصلاة وقرآن، وكلَّما وفد أحدٌ من رؤساء النصارى للزيارة أوْلاه غاية الإكرام والإحسان؛ تأليفاً لقلوبهم وتأكيداً لما حلفوه من الإيمان ورغبة أن يدخل في قلوبهم شيء من الإيمان، ولم يبق أحد من ملوكهم إلا جاء لزيارة القُمامة متنكراً ويحضر سماط السلطان فيمن يحضر من جمهورهم، بحيث لا يرى والسلطان يعلم ذلك جملة لا تفصيلاً، ولهذا يعاملهم بالإكرام، ويُريِهم صفحاً جميلاً وبَّرا جزيلاً وظلاَّ ظليلاً ( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق