401
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية
المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:
الرابع عشر:المفاوضات وصلح الرملة:
المرحلة الأولى:
بعد عشرة أيام فقط من وصول الملك الإنجليزي ريتشارد بادر بإرسال رسول إلى صلاح الدين وقد سمح للرسول بالتوجه إلى الملك العادل أولاً، فاستصحبه إلى صلاح الدين وكان موجز الرسالة التي أرسلها ريتشارد تتلخص في أن ملك الإنجليز يطلب الاجتماع بصلاح الدين ولما علم صلاح الدين بذلك أجاب دون تردد وقال إن الملوك لا يجتمعون إلا عن قاعدة أي هدنة، وإذا أراد ريتشارد الاجتماع بصلاح الدين فلابد من تقرير الهدنة قبل الاجتماع ولابد من ترجمان موثوق به بين الطرفين يفهم كل ما يقوله الطرف الآخر، وإذا تقررت الهدنة تم الاجتماع بالملك الإنجليزي. عاد الرسول إلى ريتشارد وعاد مرة أخرى وكان حديثه مع الملك العادل وانتهى الأمر بالاتفاق على اجتماع العادل مع الملك ريتشارد في مرج عكا والعساكر محيطة بهما ومعهما ترجمان وعاد الرسول ولكنه تأخر عدة أيام بسبب المرض، والراجع أن ريتشارد هو الذي كان مريضاً وليس الرسول وفي رواية أخرى أن القادة الصليبيين أنكروا فكرة الصلح مع المسلمين وقالوا : هذه مخاطرة بدين النصرانية وقد عاد الرسول مرة أخرى واعتذر عن التأخير بسبب المرض. ومما قاله الرسول أن "الملوك" إذا تقاربت منازلهم أن يتهادوا وأضاف عندي ما يصلح للسلطان وأنا استخرج الإذن في إيصاله إليه، فوافق الملك العادل بشرط إرسال هدية في المقابل للملك الإنجليزي، فرضي الرسول وقال : الهدية شيء من الجوارح قد جلبت من وراء البحر، وقد ضعفت فيحسن أن تقدموا لنا طير ودجاج حتى نطعمها فتقوى ونحملها إليكم. فداعبه الملك العادل وقال: الملك قد احتاج إلى فراريج ودجاج ويريد أن يأخذها منا بهذه الحجة، فانقطع الحديث عدة أيام، ثم عاد الرسول ومعه إنسان مغربي مسلم قد أسره الصليبيون من مدة طويلة هدية إلى السلطان فقبله وأطلقه، وأعاد الرسول مكرما ( ) . وقد بلور المؤرخ ابن شداد الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء تبادل الرسل، فقال وكان غرض الصليبيين بتكرار الرسائل تعّرف قوة النفس وضعفها عند المسلمين وكان غرض المسلمين بقبول الرسائل تعُرف ما عند الصليبيين من ذلك ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق