383
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي
الفصل الثالث:معركة حطين وفتح بيت المقدس والحملة الصليبية
المبحث الثالث:الحملة الصليبية الثالثة ووفاة صلاح الدين:
خامساً:سقوط عكا:
1-مفاوضات على تسليم عكا :
والواقع ان الهجمات التي شنَّها صلاح الدين ضد القوات الصليبية لم تفلح وكانت عكا قد ضعفت ضعفاً شديداً واشتد الخناق بالمسلمين في داخلها، وهدمت مجانيق الصليبيين جزءاً من سورها وتخلخل جزء آخر وأنهك التعب والسهر أهل البلد لقلة عددهم وكثرة أعمالهم وفي 7 جمادي الآخرة/2 تموز أرسلت الحامية رسالة جاء فيها : إنا قد بلغ منا العجز إلى غاية ما بعدها إلا التسليم، ونحن في الغد، إن لم تعملوا معنا شيئاً نطلب الأمان ونسلمَّ البلد ونشتري مجرد رقابناً ( ). كان هذا الخبر من أعظم ما وقع على المسلمين، لأن عكا كانت مخزناً كبيراً لسلاح الساحل وبيت المقدس ودمشق وحلب ومصر، وفيها كبار أمراء صلاح الدين، مثل سيف الدين على بن أحمد الهكاري المعروف بالمشطوب وبهاء الدين قراقوش ( ) . ثم أن الحامية اتخذت فعلاً قراراً بوقف القتال، وذهب سيف الدين على المشطوب بنفسه إلى المعسكر الصليبي لمقابلة الملك الفرنسي والاتفاق معه على شروط التسليم. وذكر أن المسلمين كانوا إذا أخذوا بلداً منهم، وطلب من بذلك البلد الأمان على أنفسهم أعطوهم وعرض عليه تسليم البلد له بشرط أن يعطيهم الأمان على أنفسهم. إلا أن ملك فرنسا الذي كان بعيداً كل البعد عن صفات الشهامة والمروءة التي كان صلاح الدين يتحلى بها، امتنع عن إجابة طلبه ورد عليه رداً دل على وحشيته الأمر الذي أثار نخوة سيف الدين المشطوب، فأغلظ له في القول، وكان مما قال له: أنا ما نسلم البلد حتى نقتل بأجمعنا ولا يقتل واحد منا حتى نقتل خمسين نفساً من كباركم. ثم انصرف عنه المشطوب ودخل عكا يستشير الناس للجهاد وبذل أرواحهم في سبيل الله ( ).
وعلى الرغم من ذلك التعنت من ملك فرنسا، فإن الصليبيين كانوا بلا شك يحسبون للقوة الإسلامية حساباً كبيراً بدليل ما ذكره ابن الأثير من أن الصليبيين لم يكتفوا بالتفاوض مع قادة الحامية الإسلامية بعكا، بل أنهم اتجهوا كذلك إلى مفاوضة صلاح الدين نفسه، حيث أرسلوا إليه في أمر التسليم، فأجابهم إليه على أن يطلقوا من بعكا من المسلمين، ويطلق هو من أسراهم بعدد من في البلد ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق