إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

280 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الأول:اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة: سادساً:تطوير الملك الصالح أيوب للجيش الأيوبي: 1-الصالحية:


280

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الأول:اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة:

سادساً:تطوير الملك الصالح أيوب للجيش الأيوبي:

1-الصالحية:

وهي القوة العسكرية الجديدة من المماليك الأتراك باسم "الصالحية" نسبة إلى الملك الصالح أيوب نفسه، ومن الواضح أن الملك الصالح نجم الدين أيوب هو صاحب الفضل في تكوين هذه الفرقة الجديدة من المماليك التي تحمل أيضاً اسم البحرية والتي قدر لها أن تنهض بدور خطير في تاريخ مصر السياسي لمايقرب من قرنين ونصف ومما يقوله: ابن تغرى بردى نقلاً عن ابن واصل مؤرخ الأيوبيين : اشترى من المماليك الترك ما لم يشتره أحد من أهل بيته حتى صاروا معظم عسكره وأرجحهم على الأكراد وأمرهم ()، ويبدو أن الملك الصالح أراد أن يشكر المماليك في جهودهم في الوصول إلى دست السلطنة، ولذلك عمل منهم جيش قوي يسانده في فرض إرادته على الأقاليم الأيوبية بعد أن لمس غدر الطوائف الأخرى من الجند المرتزقة مما دفعه إلى الاعتماد على تلك الفرقة الجديدة وترجيحهم على العناصر الأخرى السائدة () وأما عن السبب في تسمية هذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى اختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية – وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق، شمال البحر الأسود، ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولاشك في ولاء هؤلاء لسيدهم وكانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب، مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة (). وكان هؤلاء الصالحية يتولى شؤونهم في التعليم والإعداد العسكري جهاز إداري محكم من الموظفين المختصين بشؤون الجيش وبخلفيات الأمم، التي ينتمون إليها وبالدين الإسلامي الحنيف، ولذا كان الإعداد العسكري يتم على مراحل حيث أن المماليك الداخلين في السلك العسكري يخضعون لمراحل من التعليم والتربية الشاملة بين الجندية ومعرفة دين الإسلام، بما يؤهلهم للتخرج وخدمة السلطان مستقبلاً حيث يشكلَّون الرافد الأساسي لجهاز السلطنة المركزي ()، ويتم تخرجهم بعد إجادة استعمال مختلف الأسلحة واتقان فنون القتال، والفروسية المختلفة، وبعد دخولهم في السلطنة العسكرية يخضعون لنظام التربية على حسب كفاءتهم وقدراتهم وخدماتهم التي بقدمونها، كما أن التدرج الطبيعي من رتبة أولى إلى أخرى أعلى منها هو أسلوب الترقية السائد ()وبالنسبة إلى زيهم العسكري، فالمماليك الصالحية كأمراء فرسان كانوا يلبسون زياً يختلف عن زي رجال المشاة وكان هذا الزي مأخوذاً عن الجيش الأيوبي لأنهم ضمن تشكيلات هذا الجيش، التي بدورها تعكس ما كان سائداً لدى العباسيين().

- ثكنات المماليك الصالحية في جزيرة الروضة:

اتخذ الملك الصالح أيوب لمماليكه قاعدة في جزيرة الروضة تعرف قلعة الجزيرة أو قلعة الروضة، وجعلها مقراً لهم وشرع في حفر الأساس وبنائها بين عامي 637ه/1239م و638ه/1240م ولتطوير هذه الثكنات هدم الكثير من الدور والقصور والمساجد التي كانت في الجزيرة وأدخلت في نطاق القلعة مشيداً فيها مبان كثيرة منها ستين برجاً، وأقام بها مسجداً وغرس بداخلها أنواعاً شتى من الأشجار، ومن شحنها بالسلاح والآلات الحرب وما يحتاج إليه من الغلال والأزواد والأقوات وقد انفق السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب على عمارتها أموالاً كثيرة، وكان السلطان يقف بنفسه ويرتب ما يعمل بها وقد عمل كل ذلك من أجل أن ينتقل من قلعة الجبل ويسكن مع مماليكه البحرية ().

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق